إنت سألتني يا مهدي؟

شوف عزيزي، أنا لا يسرني وأنا فلسطيني أن إيران تنصرني وتظلم غيري، هذا على فرض أنها تنصرني.
فلا يسأل إلا الأناني عن فائدة إيران له مع إضرارها بغيره.
فإن كانت إيران تنصرني في الفرض، وتظلم أهل سوريا وأهل العراق وأهل الأهواز وأهل بلوشستان، فأي نصر أرجوه من ركون إلى ظالم؟

أما الخميني الذي غضبت لأجله، فليس بينه وبين معاوية فرق إلا شعرة معاوية. وكلاهما طاغية عنيد مستبد. ولو أن الله قد بعث أمير المؤمنين على الخميني في حياته حكما لأوقع فيه حد الإفساد في الأرض.
بعدين يا محترم، كل راية ترفع قبل المهدي فهي راية ضلالة، كما روي عن أبي عبدالله عليه السلام
- الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 295:
عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: «كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل».
- الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 310:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة قال :سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول:« خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني، فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟
قال: لا».
وتعريف الطاغوت ينطبق عليه دون شك، فليس من دين الله بشيء اشتراط أن يكون حاكم دولة إيران شيعيا جعفريا اثني عشريا فارسيا، على أن الخميني نفسه هندي وليس بفارسي.
عامة الخميني ليس موضوعنا، مثل ما أن أنساب قريش، خير قبائل العرب بالنص، ليس موضوعنا

موضوعنا هو رفض الآخر بحجة أنه ناصبي، بحجة أنه رافضي، بحجة أنه خارجي، بحجة أنه كافر، بأي حجة..
نحن المسلمون قد كلفنا بالشهادة على الناس، وأن نكون للناس خيرا نسعى معهم للخير، نخرجهم من الظلمات إلى النور، مكلفين بهذه المهمة مأمورين بالاختلاط مع الناس والصبر على أذاهم، كطبيب يصبر على مريضه، ولسنا مأمورين بإيجاد نزعة أهل الكتاب في ديننا، من تفريق ديننا شيعا وأحزابا والتباغض والتدابر بحجة أو بلا حجة.
أشد الناس نصبا لأمير المؤمنين عليه السلام كانت الخوارج، فقد كفّروه جهارا نهارا، وسعوا في قتله حتى قتلوه. ومع ذلك فإنه لم يتعامل معهم بالنزعة الإقصائية التي يحكمها النص في مذهب الاثني عشرية، الذي يرفض كل مخالف حتى لو كان شيعيا من مذهب آخر.
بعيدا عن حذلقة الردود، فقد وجدت أن الشيعة الجعفرية الاثني عشرية في أدبياتهم يرون أن قريش نواصب لأنهم صرفوا الأمر عن أمير المؤمنين
وأن العباسيين من بني هاشم نواصب لأنهم صرفوا الأمر عن الطالبيين العلويين.
وأن أبناء الحسن من الفواطم نواصب لأنهم خرجوا يدعون الأمر لأنفسهم لا للحسينيين، وثابت خروج أبناء الحسن على العباسيين داعين لإمام منهم.
وأن الإسماعيليين نواصب لأنهم يدعون خروج الأمر من موسى الكاظم وولده، بل يرون دخوله في أمر الإمامة انتحال لأنها حق لاسماعيل وولده.

يعني باختصار كل من فهم الدين على خلاف فهم الشيعة الجعفرية الاثني عشرية فهو ناصبي، هذا ما نفهمه من نصوص الحرّ العاملي، وهو ما نفهمه من الكوراني العاملي اليوم، وهو ما نفهمه من السلوك العملي للاصطفاف خلف الظالم الباغي في سوريا أو غير سوريا من حلفاء المذهب أو أبنائه.

هل يعني هذا أن نلوم التشيع الجعفري الاثني عشري؟
قطعا لا فليسوا سواء، والتشيع بذاته شريف يريد الانتصار لأمير المؤمنين وولده ممن ظلمهم، لكن الغلو فيه لدرجة رفض الآخر لأنه يفهم غير فهمنا هو أمر مرفوض، فأولا وآخرا التشيع ليس نصا بل هو فهم لنص، والخلاف في فهم النص لا شيء فيه، وهو خلاف عملي وليس أصوليا، إلا إن أصروا أن يجعلوه من أصول الدين ورتبوا الولاء والبراء عليه.

خليني أفصل أكثر
التشيع بطريقة السلفيين مذموم، وهو ما عليه القوم.
التشيع السياسي على طريقة إيران وأتباعها فوق أنه يخالف المذهب فهو أيضا مذموم، لأن المسلمين أمة واحدة، وهذا أمر يفرق بينهم.
التشيع على منهاج آل محمد، يبقى فهم لصاحبه لمنهاج آل محمد، وهو أمر حميد، مالم يتلبس بخلاف الثقل الأكبر، كما صنع رحمة العاملي في هذا الشريط، حيث عصى الثقل الأكبر من حيث أنه قد ظن أنه ينتصر للثقل الأصغر. بل ونسب للثقل الأصغر عصيان أمر الله، فأوقعهم في القذف والذي هو كبيرة مع زعمه لهم العصمة وذلك لينصر مذهبه.