عندما رأيت صور الثوار ينسحبون من حمص وبأسلحتهم ( ركز لي على " وبأسلحتهم " ) على مرأى عبيد الاسد وكلاب إيران ؛ تذكرت للتو تصريحات سابقة لابن القحبة العلوية عندما كان يقول أنه "لن يتفاوض مع المسلحين إلا بعد ان يضعوا اسلحتهم".
كما كان يجتر مل مرة مثل بقرة La vache qui rit أنه لا يعترف بوجود "ثوار" وأنه لن يتحاور مع "إرهابيين"
لكن في نهاية المطاف ؛ فإن "الخروج الآمن" لثوار مسلحين من منطقة إلى حاضنة مقاتلة أخرى في إطار "تسوية" برعاية طرف آخر أو اكثر ؛ له أكثر من دلالة :
- أن عصابات الاسد أثبتت فعلا أنها جيش أبو شحاطة ؛ تماما مثلما وصفها الشعب السوري ؛ فالجيش المدجج بأعتى الأسلحة الثقيلة مدعوما بالطيران الراجم بالبراميل المتفجرة وبكلاب الخامنئي "الفارسية" و"المتفـرّسة" لم يستطع وطيلة عامين من استخدام كل وسائل الإجرام المحرّمة وغير الإنسانية والمحظورة دوليا "دخـــــول" حمص او القضاء على 2000 مسلح -تقريبا- محاصرين داخلها ؛ و ليس بأيديهم إلا أسلحة خفيفة أو محمولة ولا يجدون الغذاء والدواء ؛ ورغم ذلك فجيش أبو شحاطة عجز عن دخول حمص إلا ضمن مقتضيات إطار "تسوية" نص على خروج سلسل وآمن لمن جرى وصفهم سابقا في الإعلام الموالي لابن القحبة العلوية بكل صفات الإجرام والإرهاب والعمالة؛ وبأسلحتهم ( وركز لي على " وبأسلحتهم ") .
"لن يتفاوض مع المسلحين إلا بعد ان يضعوا اسلحتهم". مش هيك قال ابن القحبة ؟
- أن نظام العمالة عـبـد إيران أذعن وركع وشلح وطوبز - إن طوعا أو كرها ؛ صراحة أو ضمنا ؛ بشرعية الثوار وشروطهم ؛ بما في هذا المعنى من دلالات الإعتراف ؛ عندما قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات ؛ والقبول بشروط الثوار وعلى رأسها عدم المساس ولو بشعرة في قفا ثائر سوري بطل أثناء خروجه الآمن ( قفا ؟؟؟؟ محترمة كثير ؛ كان يجب أن اقول في "عانة" .
)
والنظام الذي يجلس إلى مفاوضات نظيرا لمقاتل بسلاحه قابلا بشروطه يكون - في عرف الحكماء - قد أقرّ بشرعية الطرف المقابل الذي طالما أنكر وجوده وشرعية مطالبه وأصبغ عليه كل أوصاف "الإجرام" و"الإرهاب" والعمالة ؛ فيكون بذلك قد أقر واعترف بفقدانه لمبررات وجوده واختصاصه الحصري في تمثيل الدولة.
-أن نظام ابن القحبة العلوي أثبت وبالفعل ومع سبق الإصرار والترصد أنه نظام أقلوي داعر ؛ لا يهمه إلا أبناء طائفته وطائفة أسياده في إيران ؛ ففي سبيل ضمان مصير خنازيره الأقلويين من "نبل" و"الزهراء" [ تنفيذا لإملاءات خارجية طبعا ] ارتضى أن "يشلح" و"يطوبز" [ وهكذا صارت السيادة السورية تشبه طيزو 100 % ]
امّا الأكثرية فهي تحترق بنيران براميله المتفجرة وكيماويه الحارق منذ سنين.
- أن الإعلام الرجعي لترسانة الإستحمار والإستبقار والإستبغال باسم آل البيت والمقاومة ( الإخبارية السورية - المنار - سما - الميادين .. ومشتقاتها ) لا يزال يمارس غواية استغباء المتلقي ؛ حيث جرى تصوير المشهد على أنه "تحرير" يحمل بشريات عودة الأهالي إلى ( ......؟؟؟؟ ) بيوت مدمرة بالكامل جرى تسويتها بالأرض بالبراميل المتفجرة ؛ بينما كل محايد يعي أن الأمر يتعلق بـ "تسوية" يكون النظام قد أخفى الكثير من تفاصيلها عن جمهوره (ولا أقول عن شعبه)