عزيزي الدارقطني،

أنت محق في تساؤلك، واعتراضك مشروع.

لكنك يا صديقي للأسف تعقد مقارنة بين النقل في المسيحية والنقل في الإسلام. والمقارنة لا تصح.

أنت تقبل السند (منها: فلان نقل عن فلان) وتعتبره دليلا دامغا على صحة المنقول
وتقبل النسخ: أي أن نسخة عثمان تم نسخها ونسخها بدقة ودون تبديل إلى أن وصلت بين أيديكم اليوم.

أنا كمسيحي لا أقبل بالسند (فلان عن فلان) خاصة وأنه ليس هناك أي دليل حول الشخصيات المزعومة في السند
والكثير من المسلمين يرفضون هذا السند منهم فرقة (القرآنيون).
وأنا كمسيحي ، عندما أقرأ بعض الدراسات ، أجد أن عثمان رفض المصاحف التي وُضِعَت في زمن أبو بكر وعمر، بل وتجاهل أكبر مدوني القرآن وأحفظهم له.
والأحاديث (المسنودة) تشير إلى نقص في القرآن ، منها قضية الزاني التي تراجع عنها عمر حتى لا يقولوا أنه غير في القرآن، ومنها أن بعض سور القرآن كانت أطول كثيرا مما وصلت إليكم.

سؤالك حول المسيحية مفاده أن الأصل العبري / الآرامي لإنجيل متى مفقود. وبما أننا لا نملك اسم المترجم الذي ترجم الأصل العبري إلى اليونانية، إذن فنحن لا نملك الدليل على صحة نسب الإنجيل و لا نملك الدليل على أن ما بين أيدينا هو فعلا ما كتبه متى.

وهنا أنت لا تعلم أن الأناجيل ليست "نتاج عمل شخص واحد" بل هي نتاج عمل الجماعة المسيحية". أي أن الأناجيل تم تدوينها في حضن الجماعة المسيحية، وما كتبه مرقس ومتى ولوقا ويوحنا، صادقت عليه الجماعة المسيحية باعتباره يعكس فعلا ما حصل مع يسوع المسيح وما جاء به يسوع المسيح. وهذه الجماعة المسيحية -التي عملت دوما تحت إرشاد وإلهام الروح القدس- حفظت الأناجيل ونسختها للأجيال المتعاقبة وترجمتها لمختلف اللغات.

صحيح أن أصل متى العبري/الآرامي مفقود، لكن ترجماته التي تمت في القرن الأول الميلادي والتي انتشرت في أرجاء المعمورة على تعددها واختلافها تشهد على صحة الأصل المنسوخ والمترجم.

أنا أقبل هذا الواقع، أنت كمسلم ترفضه.

أنا أرفض السند لكنني أحترم رأيك.
يمكنك أن ترفض موقفي وتحترم رأيي.

ولتبقى على إسلامك وأنا على مسيحيتي.

تحياتي القلبية