الزميل مسلم سلفي

أولاً ، مع احترامي لشخصك ، أرفض هذا الأسلوب الذي تخاطبني به ، سواء أنت أو بعض الزملاء وهو المناداة بـ " يا راعي " . فأنا لست تلميذا في كُتابك أو كُتاب غيرك .
نحن زملاء حوار في هذا النادي وأدب الحوار يتطلب من الجميع احترام الأخر !!


ثانياً : ما يقوله قاموس الكتاب المقدس عن احتمال أن يكون متى هو كاتب الإنجيل المعروف باسمه " يقول قاموس الكتاب المقدس : ( ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه )"، هو رأي خاص بكاتب مقالة إنجيل متى وهو بشر وغير موحى إليه ، وفي كل دين مدارس . وأحب أن أذكرك بأن الغالبية العظمى من علماء الشيعة يؤكدون تحريف القرآن ، فهل توافق على رأيهم . كما نقدم لكما تفاسير الكثير من أئمة التفسير عندكم فتقولون هم بشر وليس بموحى إليهم ، ولذا فمن الطبيعي أن لا يكون مثل هذا الرأي حجة علينا !!



الزميل الدارقطني
تقول :
___________________
الإجماع في هذه الأمور قد يكون مقبولا عندكم معاشر المسيحيين أما عند غيركم يا صاحبي لا قيمة له إلا إن اعتمد على دليل صحيح، والصحيح أنه ليس بإنجيل متى يا زميل، وإليك ما قاله علماؤكم:
____________________

وأقول لك :

عزيزي أنت ترفض الإجماع عندنا وهو موثق لزمن قريب جدا من تلاميذ المسيح ورسله ، والغريب أنك تقبل الإجماع عندكم والمبني على عنعنات ؛ عن فلان بن فلان عن فلان بن فلان عن أبو فلان بن فلان عن أم فلان بنت فلان 00الخ !! وتقدم سلسلة لأناس مجهولين الزمن والتاريخ والهوية على مدى حوالي 250 سنة ، فتضع اسم لصحابي معروف وأخر في نهاية سلسلة من الأسماء مجهولة الهوية والتاريخ !! ثم تقول لي أن هذا هو الإجماع الصحيح !!!
فكيف بالعقل والمنطق ترفض دليل موثق بشهادة قادة الكنيسة الأولى ليس في مكان واحد ولا بلد واحد بل في جميع البلاد التي انتشرت فيها المسيحية ، خاصة كل بلاد دول حوض البحر المتوسط والذين كانوا يتميزون بأنهم أصحاب حضارات عظيمة مثل المصريين واليونان والرومان وما بين نهري دجلة والفرات والفرس وكانت الكتابة وفنونها حرفة الكثيرين منهم ، وكانت نسخ الإنجيل منتشرة بينهم ومنقولة بمعرفة الجميع ومقتبس منها بادية من حوالي سنة 80م أي بعد كتابة الإنجيل للقديس متى والذي يجمع العلماء على أنه كتب قبل سنة 65م بحوالي 30 سنة فقط .

وتقول :
______________

قال القس (أ. باول ديفز) رئيس كنيسة كل القديسين في واشنطن- في ((كتابه مخطوطات البحر الميت)) في الصفحة الأولى: (إن مخطوطات البحر الميت –وهي من أعظم الاكتشافات أهمية منذ قرون عديدة- قد يغير الفهم التقليدي للإنجيل)!

وقال في شأنها –أي هذه المخطوطات المكتشفة عند البحر الميت- القس (الدكتور تشارلس فرنسيس بوتو) في كتابه ((السنون المفقودة من عيسى تكشف)) في الصحيفة 127: "لدينا الآن وثائق كافية تدل على أنها مخطوطات هي حقيقية هبة الله إلى البشر، لأن كل ورقة تفتح تأتي فيها إثباتات جديدة على أن عيسى كما قال عن نفسه: (ابن الإنسان) أكثر منه (ابن الله) كما ادعى عليه ذلك أتباعه وهو منه بريء"
__________________

وأنا أقول لك ما قاله هذا الرجل ، أن كان ما تنقله عنه صحيحا ، فهو ليس حجة علينا لأنه يعبر عن رأيه الخاص وهو بشر ، وقد قال بعكس كلامه ليس عشرات بل مئات العلماء المتخصصين في المخطوطات والنقد النصي .


وتقول :
__________

وعودة إلى الجذاذات المكتشفة..


أقول: يا زميل ما زلنا ندور معك في دائرة مفرغة، إذ لا أستبعد أنا أن يكون لمخطوطك أصلا في القرن الأول، لكن ما أطالبك به أصل مخطوط متى الذي كُتب بالعبرانية أين هو؟؟
_____________

أما أن تطالب بالأصل العبري للإنجيل للقديس متى فأنت تطلب طلبا غير منطقي وغير عقلي بالمرة !! لسبب بسيط وهو أنه كان يستهلك من ويبلى من كثرة الاستخدام ، وكان من الطبيعي أن الأصل الذي كان مكتوبا على رقوق أو ورق بردي أن لا يبقى سليما إلى اليوم بل كان هناك رجال الدين الذين كانوا ينسخون نسخا من النسخ الأقدم والأقدم بعد أن تتلف من كثرة الاستعمال توضع في أواني فخارية وتدفن تحت الأرض أو تحرق ، وقد وضع رجال الدين قواعد صارمة لضمان نقل كلمة الله كاملة وسليمة حرف حرف وكلمة كلمة : يقول كل من السير فردريك كنيون (Sir Fredric Kenyon) مدير المتحف البريطاني الأسبق في كتابه " كتابنا المقدس والمخطوطات القديمة " و ف . ف بروس (F.F.Bruce) في كتابه " الكتب والرقوق " ، أنهم ، أي الكتبة والماسوريين (الذين كانوا متخصصون في عمل نسخ من الأسفار المقدسة)، أحصوا عدد الآيات والكلمات والحروف في كل سفر ، وحددوا الحرف الأوسط في أسفار موسى الخمسة والحرف الأوسط في العهد القديم كله ، وعرفوا الآيات التي تحتوى كلماتها على كل حروف الأبجدية " ، وغير ذلك من الحسابات ليذكروا الأرقام بسرعة (F.F.Bruce The Books and the Parchments 114 & Fredric Kenyon , Our Bible and the Ancient manuscripts 4th edition 47)!
بل ويضيف السير فريدريك كنيون في كتابه " كتابنا المقدس والمخطوطات القديمة " إلى ما سبق : " إن الحرص الشديد الذي كان يتَّبع عند نسخ المخطوطات هو نفسه السبب في اختفاء النسخ القديمة . فعندما كانت تنسخ المخطوطة طبقاً للمواصفات الدقيقة المنصوص عليها في التلمود ، وبعد أن يتم التحقق من صحتها تماماً كانوا يقبلونها كنسخة معتمدة ، لها نفس قيمة النسخ الأخرى . وإذا تطابقت نسختان تماماً وبشكل صحيح فإن عنصر القِدَم لم يكن عنصر إيجاب للإبقاء على المخطوطة بل عنصر سلْب ، إذ أن المخطوطة كانت عرضة للبلاء والتلف بمرور الوقت . وكانت النسخة التالفة أو غير السليمة تفرز حالاً وتعد غير ملائمة للاستخدام . وكان بكل مجمع جنيزة (Geniza) (Encyclopedia. Judaica) وهي خزانة للأشياء القديمة توضع بها المخطوطات التالفة جانباً ، ومن هذه الخزانات تم اكتشاف بعض المخطوطات الأكثر قِدَماً في العصور الحديثة .
ومن هنا لم تجري العادة اليهودية على اعتبار النسخة الأقدم من الأسفار المقدسة هي الأكثر قيمة ، ولكن على تفضيل النسخة الأحدث كنسخة سليمة لا يلحقها التلف . أما النسخ القديمة التي كانت تودع في الجنيزة فكان يصيبها التلف والفناء بشكل طبيعي إما بسبب الإهمال أو بسبب حرقها بشكل مقصود عندما كانت الجنيزة تمتلئ عن أخرها " (Sir Fredric Kenyon Our Bible and the Ancient manuscripts 43).
وبنفس الطريقة والأسلوب حفظ رجال الكنيسة الأولى العهد الجديد .
وجميع النسخ التي نسخت وكانت منتشرة في كل البلاد المسيحية كانت تتم تحت أشراف قادة الكنيسة ابتداء من تلاميذ المسيح ورسله وخلفائهم في سلسلة غير منقطعة لأنها كانت سلسلة في إطار كنسي رسمي هو المرتب في أساقفة وقسوس وشمامسة وكانوا متفرغون لعملهم الكنسي وحافظين للتسليم الرسولي الذي تسلموه عن تلاميذ المسيح ورسله .

تحياتي

الراعي / عمانوئيل