يا صديقي ا- ابن سوريا،

بقي سؤالي بلا جواب. هل وجد نيتشة بديلا لله؟! أعلم أنه دعا إلى الإنسان الأعلى أو الأسمى أو ما شئت سمه ولكن هل انتهى إلى تحديد سماته؟!

أقول الحقيقة إنك أثرت في الرغبة والدافع إلى قراءة شيئ لنيتشة فعدت إلى مكتبتي ووجدت فيها كتابا مضى على وجوده هناك قرابة 15 عاما لم أجد إلى قراءته سبيلا لأنني لم أجد ما يستحثني إلى قراءته. ثم أخيرا فعلت وهو كتاب "هكذا تكلم زرادشت".

الترجمة العربية للأسف ليست جيدة ولكن رغم ذلك استمريت وأنا مستمر.

أعتقد أن نيتشة كان صادقا مع نفسه. لماذا؟!

لأنه طرح المشكلة منذ البداية. ألغى وجود الله ومضى ليبلغ الناس (في صورة المهرج الذي كان ينازع) وبشره بأنه لا حياة أبدية ولا عقاب ولا ثواب فالموت هو النهاية. ولكنه صدم بالسؤال: "ما معنى الحياة إن كانت تنتهي بالموت"؟! وراح نيتشة يبحث عن معنى للحياة إن كانت الحياة تنتهي بالموت ولا شيء بعد الموت.

حتى الآن خضتُ في صفحات طويلة من الأقوال التي لا معنى لها ولكنها مليئة بالصدق. رفض وانتقاد لأفكار قائمة لا تعجبه وهو محق في الكثير منها ولكن هل استطاع إيجاد البديل؟!

لا أعلم فأنا ما زلت أبحث.

في لحظة معينة يعلن أنه اكتشف السعادة والغبطة ولكنه لا يشرح كيف ولماذا وأين فلم أستطع تحديد مصدرها.

أعجبني جدا نقده لفكرة الثواب والعقاب مستخدمامثال الأم التي لا تحب ابنها منتظرة ثوابا أو مكافأة بل تصنع ما تصنع من أجل الحب وأنا متفق معه في هذا (غريبة أن نتفق؟!)


ثم راح يبشر بظهور السوبر إنسان أو الإنسان المتفوق فماذا يعني ومن هو ومتى سيظهر وماذا سيفعل متى ظهر؟!

أم هو ذلك الذي سيلد فينا ما أن نتحرر من القيود التي وضعنا أنفسنا فيها؟! لا أدري.

فأنا ما زلت أقرأ ولكنني لا أزداد إلا استغرابا وبحثا

أردت أن أخبرك بما وجدت حتى الآن

لنا لقاء بالتأكيد

ابن العرب