هذا الكلام سيدي يقودنا الى ضرورة البحث عن السبب .

المواطن العربي والاسلامي عموما خضع منذ اكثر من الف سنة الى سياسة (التدجين) بدأهذه السياسة الرفيق معاوية بن ابي سفيان وقام على تطوير مناهجها كل (الخلف الصالح) الى يومنا هذا .
أورثونا أن علينا أن ننفذ قبل أن نفكر ، والافضل أن نوفر تفكيرنا لبحث امكانية ايجاد رغيف الخبز غدا .
سيكولوجيا علمونا أن لحم الخراف (المذبوحة شرعا) هي أفضل الاطعمة فدخلت طباع الخراف في تركيبتنا النفسية ، فأصبحنا كا الخراف يقودنا (كلب الراعي) . ونحن سعداء لأنه يحمينا من انفسنا .
كثيرة هي المواريث السيئة التي ورثناها بالقوة وبالتقادم .
وطبيعي ان تسيطر على غالبية تصرفاتنا وحتى احاديثنا .
الكثيرون منا يصدرون الاصوات فقط ليشعروا الاخرين بوجودهم (احياء على الاقل) .
ورثنا الشرطي كما ورثنا عكاز آبائنا ، نحمله تحت ابطنا اينما ارتحلنا ، ونتأكد من أنه يرق بخير في غرف نومنا قبل أن نغمض اعيننا خوفا من أن يغضب (مولانا الشرطي ) .
ثم جاءنا هذا الاختراع السيئ (الانترنت) الذي افرز على السطح طبقة واسعة جدا من (انصاف المثقفين )وارباع المتعلمين ، فحملنا الشرطي ايضا تحت ابطنا اليه فكتبنا بأسماء مستعارة ليس لأننا نكتب معلومات خاطئه(فقط) بل خوفا من غضب الشرطي ، يكفيك أن تجيد الطباعة لتكون عضوا نشطا في العديد من مواقع الحوار ،. حتى اصحاب المواقع يهتموت بالكم أكثر من الكيف . هذا المرض الخطير رأى به بعض الزاحفين وكل المقهورين وقسم من الحاقدين على (الانا) وجدوا فيه مرتعا جميلا لهم ، وهذا نتاج مرحلي طبيعي سيكفل الزمن أن يضعه على المسار الصح وبالتالي يضع من (بقي منا) على المسار الصح .
كثيرة هي الفوائد التي يقدمها لنا اعداؤنا ، انها أكثر بكثير مما يقدمه ادعياء الرحمة والتآخي بين البطرك صفير ونمور التاميل مثلا .
انا لست ضد أن نبدأ ولكن ارى ان علينا ان نعرف من اين نبدأ .
لكي نخرج من قميصنا نحتاج لأكثر من رومانسيات الطروحات ، نحتاج الى شرطي جديد ولكن بقالب جديد ، نحتاج الى شرطي يسجن من يتجاوز اشارة المرور أكثر ممن يسرق رغيف خبز، نحتاج الى شرطي يعاقب من يقول انا أكثر مما يعاقب من يبيض الاموال ، نحتاج الى شرطي يسهر للننام لا أن ينام لنحرسه . الى شرطي يقطع لسان كل من ينادي بالوحده العربية . هذا الشرطي هو (التربية) .
نحن شعوب بحاجة الى اعادة تربية
وكون ذلك قريب من المستحيل فلنسعى لأن نربي جيلا بدون (زبيبة صلا) يحرقها على جبهته ، وبدون تاجر يكتب على باب محله : مغلق للصلاة) وبدون سلسلة يلمع الصليب فيها على رقبة شاب أو بنت ، ليبقى الدين لأماكن العبادة ولتنزل السياسة الحرة الوطنية الى الشارع ولنعلمهم أنك تكون بقدر ما تقدم للاخرين .