ضيف
Unregistered
|
مصر: من هو المضطهد.. ومن هو المجني عليه حقا؟
حسنين كروم
صحيفة " المصري اليوم 9/11/2005
سبق اندلاع أحداث الفتنة الطائفية في محرم بك بسبب " سي دي " مسرحية " كنت أعمي والآن أبصر " تحولات في منتهى الخطورة من جانب الكنيسة والبابا شنودة عندما لم يلتزم الحياد في أول انتخابات رئاسية تنافسية وزج بنفسه إلى جانب الرئيس مبارك والحزب الوطني وأصدر المجمع المقدس بيان تأييد له وطلبوا من الأقباط انتخابه ،
وتجاوز البابا شنودة كل حدوده عندما تحول إلى مهاجمة المعارضين وتحريض الرئيس مبارك ضدهم وأصبحنا أمام رئيس حزب قبطي أرثوذكسي متحالف مع الحزب الوطني وخطت الكنيسة خطوة أبعد عندما شارك عدد من قساوستها في حملة تقديس للرئيس بالقول إن أسمه ورد في الإنجيل والله اختاره ، وطبعا هناك منافقون مسلمون فعلوا ذلك أيضا لكن أن تتورط الكنيسة علنا في صراعات حزبية وبمثل هذه الجرأة وتتخطى كل المحاذير فلا تفسير لهذا إلا أن هناك صفقة بين النظام وبينها ، وهو ما كشف عنه الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة في حديثه لمجلة الأهرام العربي .
لكن الكنيسة سرعان ما تلقت صدمة ثقيلة عندما لم يقدم الحزب الوطني إلا اثنين من الأقباط على قائمة مرشيحه لانتخابات مجلس الشعب ، لا الأعداد التي كانت تأمل فيها أو اتفقت عليها ، وهو ما يفسر عنف التصريحات التي صدرت عن بعض القساوسة وملخصها أنهم تعرضوا للخديعة والخيانة بعد أن أيدوا الرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة ، والغريب كان انتشار شائعة بأن صفوت الشريف الأمين العام للحزب وكمال الشاذلي الأمين العام المساعد هما السبب وأن جمال مبارك ومجموعته كانوا يريدون ترشيح ثلاثين قبطيا وقد أقدم البابا شنودة على تصرف غير معهود منه أبدا ولا أعرف إن كان قد أرد به مضايقة صفوت الشريف أم لا ، فأثناء حفل الإفطار السنوي الذي يقيمه كل رمضان في مقر الكاتدرائية يوم الثلاثاء 18 أكتوبر ، لفت انتباهي ترتيب الجالسين إلى مائدته ، فعن يمينه رئيس الوزراء وبجانبه شيخ الأزهر ، وعلى يمينه صفوت الشريف ، وعلى يسار البابا جلس جمال مبارك ، والبروتوكول والمنصب يفرضان أن يكون صفوت على يسار البابا أو يمينه لا أن يكون الثالث على يمينه لأنه يتقلد منصبا حزبيا أرفع من منصب جمال ، كما أنه رئيس مجلس الشورى .
وقد رد صفوت الجميل للبابا والكنيسة عندما صرح بأنه لم يتقدم من الأقباط بطلبات ترشيح للمجمع الانتخابي للحزب إلا خمسة فقط وطبقت عليهم قواعد الاختيار المطبقة على الجميع ولم يصلح منهم إلا وزير المالية وماهر خلة في دائرة غربال بمحرم بك بالإسكندرية ، أي باختصار إذا كان الأقباط لا يريدون ممارسة العمل السياسي ولا قدرة لهم على إنجاح أي مرشح لهم فلا فضل لهم في انتخابات الرئاسة .
إن الكنيسة وجدت نفسها في الموقف الأضعف والمدان أمام النظام والغالبية المسلمة ومن بينها من يكرهون النظام ويريدون الخلاص منه بعد أن كانت في موقف الحليف ومن يطالب ويملي شروطه وبالتالي انهارت المغامرة السياسية التي لعبها البابا شنودة مع النظام ، وعليه أن يدفع ثمنها ، وعاد أشقاؤنا الأقباط إلى مخاوفهم وهواجسهم من النظام ومن أشقائهم المسلمين ، أما المسلمون فقد أصبحوا يطالبونه بأن يساوي بينهم وبين الأقباط في تطبيق القانون وأن تتم ملاحقة المتورطين في حادث المسرحية وهذا بفضل سياسات النظام الذي فشل في كل شيء : في الديمقراطية والاقتصاد وحل المشاكل الاجتماعية ، وأكمل دائرة فشله بالمشكلة الطائفية مثلما فشلت انتهازية الكنيسة وطموحاتها السياسية
|
|
11-10-2005, 07:58 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}