هناك عدّة أشرطة للجزيرة .. حدّثني عنها "أكرم خزام" شخصياً .. في حديث دار أثناء تواجده بسوريا ..
بعض الأشرطة .. تظهر لك شاباً فدائياً .. استشهادياً .. إرهابياً .. (سمّوه كما تشاؤون) .. ينادي .. أنا قادم إليك يا حوريّة .. ثم يفجّر نفسه ..

أمريكا تعلم مسبقاً بكل شريط لـ"ابن لادن" يُرسل للجزيرة .. وكولن باول .. قال في إحدى خطاباته : أرأيتم الشريط الذي بثّته الجزيرة "القناة الإرهابيّة" اليوم لابن لادن .. !!؟؟
الجزيرة لم تنشر ذاك الشريط يومها .. وأجّلت نشره لليوم التالي .. وهذا ما فات كولن باول .. (فجاءه خبر نشره قبل أن ينشر .. وحين أجّل نشر الشريط .. فاته الخبر) ..



ماذا يعني ذلك .. !!؟؟
القضيّة أكثر تعقيداً من أن تضع إحتمالين .. وتختار أحدهما ..
- إما أن تكون أمريكا وراء كل الأحداث .. والعالم كلّه يتآمر علينا ..
-وإما أن يكون الإسلام هو المسؤول .. وهو الملام ..

التطرّف الإسلامي موجود .. وليست أمريكا ولا باريس هي من زرعته .. بل هو من صميم البنية الإجتماعيّة الإسلاميّة .. ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك ..
وأمريكا .. تستفيد كثيراً من هذا التطرّف .. وتخدّمه لمصالحها ..

هل تريدون أن تقنعوني مثلاً .. أنّ أمريكا .. بميزانيّتها الحربيّة التي تعادل ميزانيّة العالم أجمع .. وبتطوّرها العلمي .. والإقتصادي .. تلاقي تلك الصعوبة في القبض على "ابن لادن" .. ذاك المشرّد بين الجبال .. !!؟؟

أي عقل يستطيع أن يقتنع بذلك .. !!

أم تريدون أن تقنعوني أن أمريكا هي من اخترعت "ابن لادن" .. والمجتمع الإسلامي مبرّأ من كل مظاهر التطرّف .. !!؟؟ .. أنّ شيوخ الجوامع الذين يستيقظون وهم يدعون (اللهم شرّد أطفال الكافرين) .. وينامون وهم يسبّحون (اللّهم عذّبهم في نار جهنّم) .. يمثّلون إسلاماً معتدلاً لا متطرّفاً .. !!
هتافات التأييد الإسلامي لإبن لادن .. يمكن أن تلاحظونها في أي مكان .. والوجه الآخر لابن لادن يتربّى بيننا يوما بعد يوم .. (ومن لا ينسى مثلاً حركات الأخوان في البلاد العربيّة) ..

العلاقة جدليّة .. وليست بتلك البساطة .. ليست مؤامرة .. بقدر ما هو استفادة من المعطيات بشكل يخدّم المصلحة .. وليست حروب .. بقدر ما هي خدع سنمائيّة .. محسومة مسبقاً ..
مسرحيّات هزليّة نبقى ضحاياها حتى ينغلق الستار .. مسرحيّة الصحّاف .. ابن لادن ..
تضخيم للصغير .. وتصغير للكبير .. ألاعيب إعلانيّة (تلعب فيها المؤسّسات الإعلاميّة العربيّة "الإسلاميّة" .. والعالميّة الدور ذاته) .. حتّى كدنا نحسب أن ابن لادن نصف إله .. وأن الصحّاف رسول سماوي يملي علينا الوحي ..


ملاحظة .. أنا لا أتحدّث عن نظريّة مؤامرة عالميّة نحن ضحاياها .. بل أنا ضد نظريّة المؤامرة بكل ادّعاءتها .. وأرجو أن تفهم كلماتي بالشكل الذي أقصده ..

خوليو