أتمنى من الأخ الحكيم الرائي أن يهتم بالشأن المصري الداخلي و لا يحشر نفسه في تعقيدات المجتمع العراقي و طبيعة العلاقة بين السنة و الشيعة هناك فيفتي بما تفيض عليه الفضائيات ، و نحن العراقيون أدرى بتداعيات الوضع الداخلي.

مأساة الشعب العراقي لم تبدأ عند الغزو الأميركي ، و كأنه نسي المذابح و الأعراض التي انتهكتها عصابات آل المجيد منذ ثلاثة عقود.

و إن كان الشيعة يتهمون بممارسات الحكيم و صولاغ لأن الأخيرين يتخذان من الطائفة غطاءاً لهما فلعمري كان صدام و عزة الدوري و وطبان و كبار قادة مخابراته و ألوية القتل و التعذيب سنية خالصة و هي تمارس الفتك الجماعي بالعراق و على قاعدة الحكيم الرائي البرقشية كان يجب على الشيعة أن يسحقوا المدن السنية عن بكرة أبيها و لا يتركوا منهم دياراً واحداً جزاء وفاقاً!!

و إن كان الأخ يبرر الهجوم العشوائي على المساجد و الأسواق التي تكتض بالعراقيين لمجرد أن هوياتهم شيعية كرد على الهجوم الذي يستهدف المدن السنية بيد القوات المحتلة فلعمري إن لنا أن نفتك بكل مصري نلاقيه على وجه البسيطة جزاء لما اقترفته أيدي جنودهم في حرب الخليج ضدنا و جزاء ما شاركت به (أم الدنيا!) بعلها الأميركي (أبو الدنيا!) قتلنا و تدميرنا !


قمة السفاهة و الدناءة أن يتهم نصف الشعب العراقي بأنه وقف مع المحتل و تعامل معه أو شارك معه جرائمه لمجرد أنه وقف عاجزاً أمام الألة الحربية الإستعمارية ، و لا ادري عن أي مجازر سنية يتحدثون؟ هل فجر مسجد سني كما فجرت عشرات المساجد و بيوت الطقوس الشيعية؟ هل فجر سوق واحد في بلدة سنية كما فجرت عشرات الأسواق بأناس لا ذنب لهم سوى أنهم ينتمون بفعل الواقع الإجتماعي إلى طائفة شيعية؟ هل تعرض موكب مدني واحد لعائلة سنية إلى القتل كما تعرضت مئات المواكب لأناس عزل من الشيعة ما بين طريق المحمودية و اللطيفية و كربلاء؟

يقتل سني واحد فتقيمون الدنيا و لا تقعدوها و يتهم الشعب العراقي كله بأنه شريك في قتله، و يقتل عشرات الشيعة العراقيون فتجدون ألف تبرير و تشفي !

قاتلكم الله يا عرب !! اسلاميين و علمانيين و ملحدين !