اقتباس:  قطقط   كتب/كتبت  
الإنسان الشرير عاوز يوصل للمال بطريقة سهلة فيخترع غزواً أو يؤسس عقائد تعمل على مصادرة الناس ، أو يسرق أو يرتشى أو يغش

لكن الإنسان التقى لايرغب فى الوصول للمال عن طريق غير مشروع فيزرع أو يصنع أو يتاجر بالحلال ، ويسلك بالأمانة والإخلاص فى حياته

فى المجتمع الشرير تنتشر كل الجرائم الإقتصادية فتصبح حياة الناس جحيماً

لكن فى مجتمع يعرف الله الحقيقى .. كل إنسان سيؤدى ماعليه بدقة فتتيسر أحوال المجتمع وتتحسن

الزميل قطقط..
أولاً.. لا أعتقد أن الإنسان يولد شرير أو غير شرير. كما لم أسمع من قبل لا في علم الإجتماع ولا الإقتصاد ولا حتى في علم النفس -الذي يعتبر أن الفرد هو وحدة الدراسة- عن مايسمى بالمجتمع الشرير. تعريف الشر نفسه أمر نسبي ويختلف من شخص لشخص ولا تصلح مثل هذه التوصيفات عندما نتحدث عن مجتمع كامل يعاني من مشكلات متعددة لا تمت أسبابها بصلة للشر أو للطيبة. لذلك فليس من المنطقي أن نعمم فكرة أن سبب مشكلة الطائفية -مثلاً- هي أن المسلمين أشرار وأن المسيحيين طيبين أو العكس!! أعتقد ان تصنيفاتك للبشر من زاوية الخير والشر, قد تحتاج لإعادة النظر فيها.

ثانياً.. أختلف مع فكرة أن المجتمع هو مجموع أفراده وأننا بإصلاح الفرد سوف ينصلح حال المجتمع, نظرة بسيطة لأي مجتمع تثبت أن الأمر أكثر تعقيداً بكثير من ذلك, فلأوضاع الإقتصادية والإجتماعية لأي مجتمع تلعب دوراً رئيسياً في إنتاج الثقافة السائدة فيه. تلك الثقافة التي تعيد إنتاج نفسها بشكل مستقل فيما بعد لتؤثر بدورها في البنية التحتية له والتي أنتجت هذه الثقافة أصلاً. طبعاً يلعب الدين دور لا بأس به في تشكيل هذه الثقافة, خصوصاً في مجتمعاتنا, لكنه دور غير رئيسي في رأيي ويمكن أن يتغير في ظل حالة مختلفة يمر بها المجتمع. خصوصاً أن الدين عندنا ملئ بتأثيرات العادات والتقاليد والأعراف الإجتماعية ذات الطابع المتغير. أنظر لموقف الثقافة الشعبية من عمل المرأة مثلاً في الستينات, أي في فترة كان الحراك الإجتماعي والسياسي والإقتصادي فيه على أشده, وبين نظرة المجتمع للمرأة العاملة الأن برغم أن نسبة النساء العاملات زادت بما لا يقارن بذلك الوقت. هذا مع الأخذ في الإعتبار بأن الفترة الزمنية بين الحالتين قصيرة جداً إذا ماقارناها بالعمر الزمني لتاريخ الشعوب.


تحياتي