{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
استعراض لكتاب نادر للراغب الأصفهاني في الفلسفة الاسلامية
داعية السلام مع الله غير متصل
وما كنا غائبين ..
*****

المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
مشاركة: #14
استعراض لكتاب نادر للراغب الأصفهاني في الفلسفة الاسلامية


الباب الرابع والعشرون


في أن الغرض من العبادة تطهير النفس واجتلاب صحتها

يكلف الله الناس عبادته لينتفع هو تعالى بها انتفاع المولى باستعباد عبيده واستخدام خدمه فإن الله غنيٌّ عن العالمين.

ولا ليؤدبهم ليزيل أنجاسهم وأمراضهم النفسية، فبذلك يمكنهم أن يحصلوا حياةً أبديةً باقيةً سرمديةً فإن من وُلد يكون ميتاً بالإضافة إلى أصحاب الدار الآخرة وفاقداً للعين التي بها يعرفهم والسمع الذي به يسمع تحاورهم واللسان الذي به يخاطبونه ويخاطبهم والعقل الذي به يعقلهم، فليس تلكم الحياة والعين والسمع ما للإنسان في الحياة الدنيا.

وكيف يكون كذلك وقد نفى الله ذلك عن الكفار وجعلهم أمواتاً وصُماًّ وبُكماًّ وعُمياًّ، فإن الإنسان له قوة على تحصيل تلك الأمور في ابتداءِ أمره، وإن أهمل نفسه فأتت عنه تلك القوة فلا يمكنه بعد قبول ذلك، كالفحم إذا صار رماداً فلا يقبل بعد ذلك ناراً، فمن استمرَّ في كفره وفسقه وتمادى فيه صار أما ميتاً أو مريضاً أو أصمَّ لا يقبل الشفاء، ولذلك قال الله تعالى فيمن ثكِل هذه القوة:

)إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصمَّ الدعاءَ إذا ولَّوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم(.

وقال تعالى: )صمٌّ بكمٌّ عميٌّ فهم لا يعقلون( وقال تعالى: )في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت(. وقال تعالى: )إنما المشركون نَجَسٌ(. وقال تعالى في المؤمنين: )لينذر من كان حياً(. وقال فيهم: )أولي الأيدي والأبصار(.

فمن استفاد الحياة والصحة والطهارة قبل أن تبطل عنه هذه القوى أعني قبول ذلك فصار حياً سميعاً بصيراً طاهراً وحصل زاداً كما أمره الله تعالى بقوله: )وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور(. وائتمر له تعالى بقوله: )سابقوا إلى مغفرة من ربكم(. واقتدى بالموصوفين بقوله سبحانه: )يسارعون في الخيرات(. فجديرٌ أن يفلح فيحصل هذه السعادة كما قال الله تعالى: )لعلكم تفلحون(.







الباب الخامس والعشرون


في بيان الأمراض والأنجاس التي لا يمكن إزالتها إلا بالشرع

كما أن في بدن الإنسان عوارض وأموراً موجودة عند الولادة أو توجد حالاً فحالاً بحكمة تقتضي ذلك وهي تعد نجاسات لا بد من إماطتها كلها أو إماطة فضولاتها، وذلك كالسَّلى والسرَّة والقلفة والعقيقة الموجودة في الصبي عند الولادة وكالأوساخ والقمل والظفر وشعر العانة وشعر الإبط، كذلك في نفس الإنسان عوارض هي نجاسات وأمراض نفسانية يلزم إماطتها كالجهل والشره والعجلة والشح والظلم.

ويدل على كون ذلك مخلوقاً فيه وأمره بإماطته وإماطة فضلاته ما ذكر الله تعالى في مواضع من كتابه بقوله:
)خُلق الإنسان من عجل( فذكر أنه مخلوق منه كما ترى. ثم أمره أن ينحيه عن نفسه وأن لا يستعين به فقال: )سأُريكم آياتي فلا تستعجلون(. وقوله تعالى: )إنه كان ظلوماً جهولا(. ثم أمره بالعلم والعدل في غير موضع من كتابه. وقوله تعالى: )وأحضرت الأنفس الشحَّ(. ثم قال: )وَمَنْ يوق شحَّ نفسه فاولئك هم المفلحون(. فأمر باتقاء الشح مع إحضاره إياه. وقوله تعالى: )إن الإنسان خُلق هلوعا إذا مسه الشرُّ جزوعا وإذا مسه الخير منوعا(. ووصفه بالكفور والقتور في قوله: )وكان الإنسان كفورا(. وقوله تعالى: )قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا(.



فأدخل عليه "كان" تنبيهاً على أن ذلك فيه غريزي موجود قبل لا هو شيءٌ طارئٌ عليه. وقوله تعالى: )وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً(. ثم نهى عن أكثر الجدال فالإنسان يحتاج أن يستعمل هذه القوى في الدنيا كما يجب وفي وقت ما يجب وأن يميط فضولاتها قبل خروجه من الدنيا حسب ما وردت به الشريعة، فإنه متى لم يتطهر من النجاسة، ولم يُزل أمراض نفسه لم يجد سبيلاً إلى نعيم الآخرة، بل ولا إلى طيب الحياة الدنيا، وذلك من تطهر تجلى عن قلبه الغشاوة فيعلم الحق حقاً والباطل باطلاً فلا يشغله إلا ما يعنيه، ولا يتناول إلا ما يعنيه فيحيا حياة طيبة كما قال تعالى:

)فلنحيينَّه حياة طيبة( ولا تصير قنياته في الدنيا وبالاً عليه وعذاباً كما قال الله تعالى في الكفار: )فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون(. ويصير قلبه إذا تطهر مقرَّ السكينة والأرواح الطيبة كما وصف الله تعالى المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم(.

وعرف الطريق التي بها التوصل إلى الحنة المأوى ومصاحبة الملأ الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فيسارع في الخيرات ويسابق إلى مغفرة من ربه. ومتى بقيت نجاسته وتزايدت صار قلبه مقرَّ الشبه والآثام كما قال الله تعالى: )هل أنبئكم على من تَنَزَّلُ الشياطين تنزل على كل أفَّك أثيم(. ولا يجد سبيلاً إلى سعادة الدار الآخرة كما قال الله تعالى: )أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلاّ إنا خلقناهم مما يعلمون( فنبه على أنه لا يصلح لجنته ما لم تطهر ذاته عن أشياء هي مخلوقة فيها وعلى هذا دلَّ قوله تعالى:

)ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب(. فحق الإنسان أن يراعي هذه القوى فيصلحها ويستعملها على الوجه الذي يجب وكما يجب ليكون كمن وصفه الله تعالى بقوله: )الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلامٌ عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون(.



وقد يقع للإنسان شبهة في أمر هذه النجاسات فيقو: أترى أن ذلك من عند غير الله? فإن كان من غيره فمن أين يوجده? ومن أين منبعه? وإن كان منه فما المعنى في أن أوجده في الإنسان ثم أمره بأن يزيله? فيقال لم يعرف ذلك البشر، لكن من الأشياء ما نفعه في وقت مخصوص أو إذا كان على قدر مخصوص، ثم إذا استغني عنه أو زاد على قدر ما يحتاج إليه يجب أن يزال وذلك إذ تؤمل ظاهر إذ من المعلوم أن السلا والسرة يحتاج إليهما لصيانة الولد في وقت ثم يستغني عنهما، فيكون إبقاءهما بعد نجاسة والشعر والظفر يحتاج إليهما إذا كان على حد وإذا زادا يجب إماطتهما.











الباب السادس والعشرون


في القوى التي يجب إزالة أمراضها وأنجاسها والمعاني التي تحصل منها


إزالة الأنجاس واجتلاب الطهارة المذكورة في قوله تعالى: )إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا( واكتساب الصحة وإماطة المرض المذكور في قوله تعالى:

)في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً( يكون بإصلاح القوى الثلاث التي هي دواعي الإنسان في متصرفاته وهي قوة الشهوة وقوة الحمية وقوة الفكر فبإصلاح قوة الشهوة تحصل العفة فيتحرز بها من الشره وإماتة الشهوة ويتحرى المصلحة في المأكول والمشروب والملبوس والمنكوح وطلب الراحة وغير ذلك من اللذات الحسية، وبإصلاح قوة الحمية تحصل الشجاعة فيتحرز من الجبن والتهور والحسد ويتحري الاقتصاد في الخوف والغضب والأنفة وغير ذلك.


وبإصلاح قوة الفكر تحصل الحكمة حتى يحترز من البله والجربزة ويتحرى الاقتصاد في تدبير الأمور الدنيوية. وليس نعني بالحكمة ههنا العلوم النظرية وإنما نعني بها الحكمة العملية التي يتحري بها المصالح الدنيوية، وبإصلاح هذه القوى يحصل في الإنسان قوة العدالة فيقتدي بالله تعالى في سياسة نفسه وسياسة غيره، فنفس الإنسان معادية له كما قال تعالى: )إن النفس لأمارة بالسوءِ إلا ما رحم ربي( وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك" فمن أدبَّها أو قمعها أو من ظلمها وإلى هذا أشار الله تعالى بقوله: )ومن يعمل الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضما( أي لا يخاف أن تظلمه نفسه الشهوية فالأعمال الصالحة حصن منها لقول الله تعالى: )إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر(.











الباب السابع والعشرون


في كون الإنسان مفطور على إصلاح النفس

الإنسان مفطور في أصل الخلقة على أن يصلح أفعاله وأخلاقه وتمييزه وعلى أن يفسدها وميسَّر له أن يسلك طريق الخير والشر وإن كان منهم من هو بالجملة إلى أحدهما أميل. وعلى تمكنه من السبيلين دلَّ الله بقوله: )إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا( وقوله تعالى: )وهديناه النجدين( أي عرَّفناه الطريقين، وكما أنه مفطور على اكتساب الأمرين في ابتدائه مفطور على أنه إذا تعاطى أحدهما أن خيراً وأن شراًّ ألفه، فإذا ألفه تعوَّده، وإذا تعوده تطبع به، وإذا تطبع به صار له طبعاً وملكة فيصير فيه بحيث لو أراد أن يتركه لم يمكنه كما قيل: "وتأبى الطباع على الناقل"

ويكون مثله كمثل شجر نبت فاعوجَّ سهل في الابتداء تثقيفه وتسويته بخيط يشد أو بخشب يفرش بجنبه فيسدد به. ثم إذا غلظ واشتد مستوياً أمن أن يعوج بل لا يمكن تعويجه، وإن ترك حتى يعوجَّ فيصلب على عوجه لم يمكن تثقيفه كما قال الشاعر:

يقوَّم بالثقاف العود لدْنـاً ولا يتقوَّم العودُ الصليبُ


على هذا الوجه قال الله تعالى: )إن الحسنات يذهبن السيئات( وقال تعالى: )ويدرأون بالحسنة السيئة( وقد توهم قوم أن لا أثر للتأديب والتهذيب فإن الناس مجبولون على طبائع لا سبيل إلى تغييرها، فمنهم أخيار بالطبع، ومنهم أشرار بالطبع واستدلوا بقول الله تعالى: )قل كلٌّ يعمل على شاكلته( وقوله تعالى: )فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله(

فنبه الله بهذا المعنى على إن كل إنسان على حال لا سبيل إلى تغييرها. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلٌّ ميسر لما خلق له". وقوله عليه السلام: "فرغ ربكم من الخَلْقِ واَلْخلُقِ والرزق والأجل". وبقوله تعالى: )ولقد اصطفيناه في الدنيا وأنه في الآخرة لمن الصالحين( وقوله: )إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وأنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار( وقوله: )ولقد اخترناهم على علم على العالمين( والناس وإن تفاوتوا في أصل الخلقة فما أحد إلا وله قوة على اكتساب قدر ما من الفضيلة ولولا ذلك لبطلت فائدة الوعظ والإنذار والتأديب.








الباب الثامن والعشرون


في سبب رذيلة الإنسان وتأخره عن الفضيلة

سبب تأخر الإنسان عن الفضيلة لا تخلو من أوجه: إما أن تكون نقصاً في أصل خلقته وعجزاً مركباً في جبلته يتقاعد به عن تحصيل القوة وجمع الآلة التي يتوصل بها إلى السعادة كمن تضعف نحيزته، أو لا يفضل عن طلب معايشه الضرورية في وقته، أو لا يجد هادياً يرشده، فمن كان كذلك فمعذور لقوله تعالى:

)لا يكلف الله نفساً إلا وسعها( وأما أنه غير عاجز عن ذلك لكن لم يساعده على بلوغه عمره فذلك قد وقع أجره على الله لما قال الله تعالى: )ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله(.

وأما أن يتفق له مُرَبٍ ومعلم مُضلٌ فيضله عن الطريق، وهذا إن لم يتمكن من الاهتداء بمن يرشده ويسدده يكون معذوراً، والإثم فيما يرتكبه لمن قد أضله لا له كما قال الله تعالى في المضلين: )ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألاَ ساءَ ما يزرون(.

وإن تمكن بعد ممن يهديه فلم يهتد به يكون هو ومضله مشتركين في الإثم كما قال الله تعالى: )احشروا الذين ظلموا وأزواجهم(. وأما أن يكون ضلاله من جهة نفسه لا من جهة شيء مما تقدم، وذلك هو المتوعَّد بالعذاب، فمن أزاح الله علته بالفهم والكفاية والعلم الناصح فرغب عن الاهتداء وترك طريقة الرشاد، يكون كمن وصفه الله تعالى بقوله: )واتلُ عليهم نبأَ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين(
وبقوله: )ولقد أريناه آياتنا كلها فكذَّب وأبى( وأكثر منه عقوبة من استفاد العام وعرف الحق وسلك من طريق الخير مراحل ثم ارتد عنها راجعاً، كمن وصفه الله بقوله: )إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى سوَّلَ لهم وأملى لهم( وبقوله: )ومن يرتد منكم عن دينه... الآية(.












الباب التاسع والعشرون


في أحوال الناس ومنازلهم وفي تعاطي الأفعال المحمودة والمذمومة وطرقها

الناس في إقامة العبادات وتحري الخيرات على أربعة أضرب:

الأول من له العلم بما يجب أن يفعل وله مع ذلك قوة العزيمة على العمل به وهم الموصوفون بقوله عزَّ وجل في غير موضع: )الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب(.

والثاني من عدمهما جميعاً وهم الموصوفون بقول الله تعالى: )إن شرَّ الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون( وقوله: )إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا(.

الثالث. من له العلم وليس له قوة العزيمة على فعله، فهو في مرتبة الجاهل بل هو شرٌّ منه، كما روي أن حكيماً سئل: متى يكون العلم شرّاً من الجهل فقال: أن لا يعمل به. وروي عن أمير المؤمنين عليّ كرَّم الله وجهه أنه قال: من كانت ضلالته بعد التصديق بالحق فهو بعيد من المغفرة.

الرابع من ليس له العلم لكن له قوة العزيمة، فهذا متى انقاد لأهل العلم وعمل بقولهم أنجح في فعله وصار من الموصوفين بقوله تعالى: )أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً(.



والأفعال الجميلة والقبيحة يتقوى الإنسان فيها بتكريرها مراراً كثيرة وزماناً طويلاً وقتاً بعد وقت في أوقات متفاوتة، فإن من فعل ذلك في شيءٍ اعتاده، وإذا اعتاده تخلق به، فالحذق في الصناعة كالكتابة مثلاً يكون باعتياده فعل من هو حاذق في الكتابة. والأفعال التي يتعاطاها المتخلق بها تصير خلقاً. فحق الإنسان أن يتدرب بفعل الخير، فإن من تعوَّد فعلاً صار له ملكة، كالصبي قد يلعب بتعاطي صناعة فيؤدي لعبه بها إلى أن يتعلمها.




فصل

العبادات تكون محمودة إذا تعاطاها الإنسان طوعاً واختياراً لا اتفاقاً واضطراراً ودائماً في زمان دون زمان، لأجل أن ذاتها حسنة لا لأجل غيرها، فمن أقامها على هذا الوجه فهو الموصوف بقوله تعالى: )واخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين أجراً عظيماً(.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أخلص يكفك القليل من العمل ولا يرضى تعالى إلا الإخلاص" كما قال الله تعالى: )ألاَ لله الدين الخالص(. فإن من فعل خيراً نحو أن يصلي لأنه اتفق اجتماعه مع المصلين فساعدهم أو أكره أن يصلي أو صلاَّها في شهر رمضان مثلاً دون سائر الأوقات أو لأجل أن ينال بها جاهاً أو مالاً، فليس ذلك مما يستحق بها محمدة. وكذا من ترك قبيحاً أما اتفاقاً أو اضطراراً أو خوفاً أو في أي زمان دون زمان أو لأن ينال بذلك أمراً دنيوياً فليس بمحمود، ولهذا قال الله تعالى:


)الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوه مَنّاً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون(. تنبيهاً على أن من لم يُنفق ماله هكذا ويعلوه خوفٌ من الفقر وحزن على الإنفاق فلا يحصل له بذلك فضيلة ثم قال تعالى: )يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاءَ الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب... الآية(.




يتبع ..

12-08-2005, 11:26 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
استعراض لكتاب نادر للراغب الأصفهاني في الفلسفة الاسلامية - بواسطة داعية السلام مع الله - 12-08-2005, 11:26 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  قناة نادر جنيد الوطن العربي 2 1,209 02-10-2013, 07:27 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  الهيروغليفية الاسلامية ومعركة سورية.. الاغتيال الثاني للشيخ حسن البنا أم انقاذه؟ فارس اللواء 0 897 07-20-2012, 01:13 AM
آخر رد: فارس اللواء
  موسم التزاوج بين الراديكالية الاسلامية والاشتراكية fares 8 2,755 05-23-2012, 05:14 PM
آخر رد: fares
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 2,075 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  حول موت الفلسفة .. الــورّاق 2 1,107 12-19-2011, 06:12 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS