:lol:
بعيدا عن تقافز البعض ممن يعتقد أنه (جاب الديب من ذيله) كلما نضد لنا كلمة دولة ومدنية وحداثة! يبقى أن المعول عليه هو النظر إلى القيم من خلال منظارين يتسقان مع الدين ومع الفطرة ولا يفترقان عنهما:
1- من خلال العرف الإنساني العام، والإنسان في جوهره وروحه وأشواقه هو الإنسان مهما راهنوا على تسليعه أو استنساخه أو سبرمنته، أو حيونته، أو العبث بشفراته الوراثية!!
وهذا ما يسميه ديكارت بالقانون الطبيعي، وهو هو ما يسميه الإسلام بسنن الفطرة...

2- من خلال الهوية الخاصة للمجتمع والأمة، حيث أن بعض القيم تتحول من عصر لعصر، ومن بيئة لبيئة، ومن حال لحال...

مراهنة هؤلاء المتقافزين على تجريد الإنسان من إنسانيته ومن قاسمه الإنساني العام، ومن خصوصياته الاجتماعية والدينية والأخلاقية، جعلتهم يخسرون مجتمعاتهم وانتماءهم لها، ثم جلسوا على رصيف الحضارة الغربية يتسولون بعض الفتات من المارة، وهم من بعد هذا يزعمون أنهم أكثر تطورا وأشرق تنويرا!!

لهؤلاء المتقافزين أقول بأنه لا مفهوم الدولة ولا مفهوم الحداثة ولا مفهوم المدنية، مستقر متفق عليه!!

على أننا أغنانا الله، وانتماؤنا لشرائعه الإنسانية من أن نتيه متاهة بعضهم حتى تختلط فينا الذكورة بالأنوثة حتى أصبحت الجندرة ضربة لازب لبعضهم ممن استحكمت بهم عقدة النقص عن الإيمان بأنفسهم كشقائق للرجال، فإذا بهم يزعمون أنهم أكثر تطورا، وغاية البرهنة: (آلولو)!

لمن شاء أن يتبجح في عالم النت اللامسؤول بما شاء، غير أن سلواننا أن هؤلاء في عالم الواقع أخزى من أن يتطاولوا على أعراف مجتمعاتهم التي تلزمهم غرزهم كلما جمح بهم الهوى وشط الخيال!
لأجل هذا فإنني أقول لهم اخسؤوا، فوالله لن تعدوا قدركم مهما تبجحتم...

ختاما أكرر أنه في هذا العالم اللامسؤول يمكنهم أن يتبجحوا بأن الأسود أبيضا، وأن الليل نهارا، وأن الظلام تنويرا وأن الأخلاق رذيلة، وأن قوانين الغاب مدنية، وأن الفوضى الليبرالية حرية، وأن العهر الأمريكي تحريرا!
غير أنهم حين ينزلون لواقعهم ويحصدون النتائج المرة نتيجة عدم تقبل مجتمعاتهم لهم، ما يفتأون يلعنون هذه المجتمعات، ويصغرونها ويجهلونها، محرضين آلهتهم الأمريكية لتحقيق آمالهم في تمثيل مزور ولو على ظهر دبابة!

عودا على كلام المتقافزين، فإن أنوار المدينة على منورها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم ستبقى منارة للحيارى والتائهين، بينما تنوير الكرملين المزعوم انطفا، وتنوير الطغيان الأمريكي سيلحقه بإذن الله، وهيهات أن يعقل هذا أعداء القيم الإقصائيين ممن قال أسلافهم: (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)!!!

أملي أن أرى بعضهم ينتصر للأبرياء وسجناء الرأي والفكر والضمير عشر معشار انتصارهم للشواذ والقتلة وسفاكي الدماء ومصاصي عرق الأخرين من السراق والمزورين والمخادعين الذين يعيثون في الأرض فسادا وما زادتهم فلسفات المتقافزين الأفلاطونية إلا طغيانا وعهرا ومروقا وعبثا!

كما أتمنى بصدق أن أقرأ لهؤلاء ذات هذه النظرة الرحيمة بالمجرمين في تعاملهم مع ملف التطرف الذي فرضته وصاغته السياسة الأمريكية بحسبها، ثم صمت هؤلاء المتأنسنون صمت القبور حتى لا يجرحوا كبرياء آلهتهم الطاغية!

ماذا لو نظرتم لأولئك الذين في غوانتنامو وأبي غريب وتورا بورا وسجون أنظمتكم الثورية الشمولية بذات النظرة الرحيمة إلى السراق والشواذ!

وماذا عن أطفال العراق، أليسوا قصر أيضا؟!

أم أن أطفال العراق الذين قضوا بالأسلحة المحرمة لا يستحقون
رحمتكم تلك؟

ونادينا هنا كيف ينظر إلى القصر بمفهومكم؟!
أوليس يحذر من هو دون الثلاثة عشر عاما من الاطلاع على ساحة الثقافة الجنسية، بينما يتيح هذا للأطفال الآخرين الذين وضحوا ذلك السن الذي سنوه دون أي مستند علمي أو شرعي!!

عموما لا أجد أجمل من كلمة الختيار رحمه الله، فهذه شريعتنا، ومجتمعاتنا بها متمسكة، شاء من شاء وأبى من أبى، على أن أمتنا تنفي خبثها، والعاقبة للتقوى
واسلموا نضجا واستقلالا (f)