بعض المتأنسنين الذين ينتصرون للشواذ والمجرمين، لا يكفون عن وصف مخالفيهم بالحيونة والقطيع!!

رحمتهم تشمل قاتلا يلغ في دماء الأبرياء، ولا تشمل مناضلا يدفع فاتورة حرية وطنه ومواطنيه يعضا من دماء تسفك هنا وهناك!

قناص واشنطن حين يقتل العشرات من الأبرياء إنما هو مريض يحتاج لرحمة!
لكن وفاء إدريس ويحيى عياش وسائر الشرفاء الذائدين عن الحمى هنا وهناك، لا ينبغي بحقهم فيما لو قبض عليهم أحياء غير الاستئصال دون أن تأخذهم بهم رأفة!

الشاذ الذي يعاهر قاصرا إنسان يحتاج لعناية ودلال، أما المسلم الذي يتزوج زوجة ثانية فإنما هو بهيمي شهواني يجب ردعه وأمثاله عن التمادي في العدوان على إنسانية الإنسان!!

حتى بات شائعا ما ذكر عن الزوج التونسي الذي ضبطته أجهزة الأمن بالجرم المشهود وهو يعاشر زوجته التي عقد عليها بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، والمسكين لم يتخلص من جريمته في عهد الدولة والحداثة إلا حين زعم أنها خليلته، وأنه يعاشرها بدون عقد! وياله من تنوير مزعوم!!!

السارق الذي يسرق عرق الآخرين ويهتك حرماتهم ويجرعهم الغصص والآلام، إنما هو مريض يستأهل عناية فائقة..

أما الشريف الذي يتبرع بأمواله لحماس وغيرها من المنظمات المجاهدة، وما يتبعها من هيئات خيرية، فإنما هو مجرم يستحق أن يجرجر في المحاكم، وربما اختفة أثره في كوبا لبضع سنين!


العاهر الذي ينشر ما يسمى بأدب!!! البورنو حر يستحق أن يتمتع بحرية الرأي والتعبير، وأن تطبل الدنيا وتزمر لتوقيف رواية عاهرة من رواياته، لكن حرمان تيار عريض من الأمة من أن يكون له جريدته أو مجلته ووسائل تعبيره وتشكيلاته، فهذا أمر طبيعي تحت طائلة محاربة ما يسمى باستغلال الدين وفصل الدين عن الحياة!!!


القضية لا تبدأ عند القاصرين أو إيران أو الشذوذ....
هذا أحد تجليات حالة الاستلاب وانقلاب المفاهيم

القضية تتعلق بحق الأمة في أن تتمتع بهويتها في إطار مجتمعها على أضيق التقادير
ومن هنا نبدأ

مقومات المجتمع الأساسية يجب أن تحترم
ويجب معاقبة كل من يتطاول عليها

ونحن لا نريد أن نفرض مقومات خاصة من عندياتنا...

ما تراضت عليه مجتمعاتنا حكمناه...

ويبقى الشاذ شاذا لا يستحق أن يولى من الاهتمام أكثر من توصيفه بالشذوذ

واسلموا تواصلا واحتراما(f)