عزيزي لوجيكال،

انتقاداتك تعجبني دائماً (أو قل أغلب الأحيان). لأنك تضرب على وتر حساس، وتصب انتقادك في المكان المناسب.

نعم، يا صديقي، فأنا أيضا نصَّبْتُ نفسي -مثلهم أجمعين- ناطقاً رسمياً باسم الله بدون إذن رسمي منه ولا صفة رسمية ولا تفويض ولا توكيل.

لكنني يا صديقي، لا أتحدث باسم الله، بل أتحدث باسم الإنسان. لأنني مؤمن أنّ المسيح يسوع لم يتجسد من أجل أبيه ولا من أجل الله ولا من أجل هباء وغباء يدعى جهلاً وحماقة باسم الخطيئة الأصلية - سواء كانت شجرة أم تفاحة؛ بل تجسد من أجلي ومن أجلك ومن أجلنا نحن بني البشر أجمعين.

من هذا المنطلق الإنساني -المسيحي، أنصِّبُ نفسي متحدثاً باسم الله-الإنسان والإنسان-الله. ذاك الذي من أجل الإنسان تحمل حتى الموت على الصليب.

هذا الإله الإنسان - الإنسان الإله، لا يمكن أن يرضى أن يقتتل العرب واليهود من أجل قطعة أرض أو بناء من حجارة. المقتتلون باسمه يقتتلون باسم كبريائهم وباسم عنجيتهم، لقد سنّوا لأنفسهم شريعة قاتلة سموها: شريعة العين بالعين والسن بالسن. وهذه الشريعة القاتلة ، تقتل متّبعيها قبل أن تقتل أعداءها، وتفني بني جنسها قبل أن تفني الآخرين.

قال الله في كتابه المقدس: ليست طرقكم كطرقي، ولا أفكاركم كأفكاري. كما علَتِ السماء عن الأرض، كذلك تسمو أفكاري عن أفكاركم.

لذلك، يجد الكثيرون مشقة في قبول قوله له المجد: من ضربك على خدك الأيمن فقدِّم له الآخر.

أما شريعة "العين بالعين"، فيقبلونها بكل سرور ويقبلون عليها بشغف فتّاك.

وهذا الإقبال كفيل بأن يبين لنا أنها إنما هي شريعة وضعية بشريّة بحتة.

تحياتي القلبية