حماس أعلنت أمس مرتين على لسان القائدين الزهار وهنية أنها مستعدة لإقامة دولة فلسطينية على أي شبر محرر من فلسطين وحماس ستقبل بحدود 67 كحل مؤقت طويل المدى ، وهذا التصريح قديم جدا وأول من قاله الشيخ إحمد ياسين رحمه الله ، فلا فارق فعلي بين البرنامجين إلا أن برنامج حماس لا يتخلى نهائيا عن بقية فلسطين وليس لك الحق ولا لفتح ولا لحماس ولا لأحد بذلك ، لو كل أرض احتلت لخمسين عاما تخلى عنها أصحابها للأبد فأنا أدعو لإعادة فرض سيطرة تركيا على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وإعادة فرض سيطرة المغول على الصين والهند وذلك بعد التفاهم مع بريطانيا التي لها حق طبيعي في شبه القارة أيضا

يجب أن ألوم فتح على رفض إسرائيل الاعتراف بوجود جانب فلسطيني يمكن التفاوض معه وسعيها لفرض حل منفرد ، لأن هذا يعني فشل المشروع السياسي لفتح ، وبدلا من تغيير المشروع السياسي لتدارك الموقف انهمك الفتحاوية في التفنن في الفساد ، واستغلال الوضع القائم لزيادة الأرصدة البنكية ، والتقاتل على الكراسي

والسلطة أصبحت حماس ـ قريبا إن شاء الله وليس الآن ـ وإسرائيل تعترف بالسلطة بموجب وثائق وقعتها ، إذن إسرائيل تعترف بسلطة حماس ، أو ستثبت إسرائيل للعالم أن اعترافها بالسلطة لم يساو قيمة الورق الذي كتب عليه وتسحب اعترافها ليتضح أن فتح كانت تطارد الوهم وتبيع الوهم

وحول الدعم الدولي فبغياب الفساد سيكفي ربع الدعم الدولي المقدم سابقا للحفاظ على نفس المستوى الحالي من المعيشة ، فالسلطة الفتحاوية صنفت الأكثر فسادا في العالم ، الأكثر فسادا في العالم

ولا تخش على حماس من قلة الدهاء السياسي ، كيف تحكم على حركة لم توضع على المحك بعد ؟

ولا تتهمني بقذف شرف الناس ظلما فأنا خصيمك يوم القيامة، لم أتهم مئات الآلاف من عناصر وناشطي فتح ، قلت كيف يقود المقاومة أو المفاوضات فاسدون لصوص ، يقود تعود على القائد ، والقادة ملفاتهم معروفة ، ولم تجب على السؤال : كيف يقود فاسدون لصوص مفاوضات أو مقاومة تهدف إلى تحرير أرض ؟

من كان يريد التعامل مع شعب فلسطيني له حقوق يريد استردادها بما يحفظ له كرامته وحقه فمرحبا به ولا تطلب حماس أكثر من ذلك ، ومن كان يريد أن يستمر وجود سلطة فلسطينية على دولة وهمية لا وجود لها ولا دور لها في المفاوضات ، تقدم الدول المساعدات لها كي يسرقها بعض المسئولين ، ويزورها المبعوثون ويستقبل سفراءها الممثلون كي يخفف العالم عن نفسه مسؤوليته تجاه الشعب الوحيد في العالم الذي حرم من حق أساسي للبشر وهو إقامة دولة وذلك تحت ابتزاز اليهود ، من كان يريد ذلك بينما الشعب يسحق ويفقر ويقتل ويشتت، فنقول له تخويف حماس لن يجدي نفعا، لا بالقتل انكسرنا ، ولا بصناديق الاقتراع خسرنا ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)) آل عمران (173)

حماس لها، ولا تريد إلا الحق لأصحابه، وبالبندقية نستعيد الحق إن لم تعده المفاوضات، ومن كان يرى هذا عيبا فليقل، وحسبنا الله ونعم الوكيل

نحن نريد أرضنا، أحرار يا حماس في عصر العبودية