صديقي السرياني ...
بصراحة انا أجد تناقضات كثيرة في كلامك، تناقضات بين ثنايا كلامك و تناقضات كلامك مع الكتاب المقدس...
انظريا صديقي انت تخرج لنا عبرتين من القصة لمن أراد ... و كان أولى بالكتاب المقدس أن يشير الى العبرة و لكن أنت باجتهادك الشخصي تخرج لنا العبرة و لكن بتناقضات كثيرة ... أنت تخرج لنا أنه أغتصاب الأب خطيئة عندما تقول
--------------------------------
العبرة موجودة لمن ارادها ...

وهي لاتكمن في الحدث الواحد ، في اغتصاب الآب
------------------------------------


و لكن انت قبل أن تكتب هذا السطر قلت في ردك على الأخ عبد الله
--------------
الزميل عبد الله ،

لم توجد آنذاك شريعة الهية تحرم هذا وتحلل ذاك ... لذا لاوجود لما يسمى " زنى المحارم " ...
--------------

إذاً أولى بنا ان نقول أنه لا يوجد أية جريمة و لا زنى محارم و ان ما فعله لوط كان شيئا طبيعياً في ذلك الوقت لو أخذنا بقولك أنه لم يكن هناك شريعة إلهية و حلال و حرام ... و هنا ينبغي ان نغض بصرنا عن أغتصاب الأب و لا نعتبره عبرة، و لا زنى و لا فاحشة بل نقول كان ذلك شيئا طبيعيا ... و لكن سنصتدم بامر مهول و هو لماذا سرد الرب القصة إذن ؟؟ و لماذا أعتبره المسحيون زنى و خطيئة و ليس هناك شريعة إلهية لأعتبار فعلة لوط خطيئة و زنى محارم ...
و لكن دعني أقول لك أن ما قلته برغم من تناقضات بعضها البعض فهو متناقض مع قاموس الكتاب المقدس ... لأنك تقول [الزميل عبد الله ، لم توجد آنذاك شريعة الهية تحرم هذا وتحلل ذاك ... لذا لاوجود لما يسمى " زنى المحارم " ...]


و قاموس الكتاب المقدس تحت بند لوط يقول لك [تحت تأثير المسكر ارتكب لوط خطيئة الزنى مع من حرم عليه الزواج منهن]...


أما العبرة الثانية و تحميل لوط خطايا أكثر مما حمله الكتاب المقدس فهذا أمر غريب ...
اولا/ متى كان العيش مع الأشرار خطيئة ؟؟؟ كي تقول ما تقول ألم يكن يسوع يعيش مع الأشرار !!! ألم يكن جميع الأنبياء يعيشون مع الأشرار كان الحق معك لو ان لوط وافق شرهم ... و رضي بفعلتهم و لكن لا يا صديقي كما قال لك بطرس هو كان باراً و كان نفسه يتألم لفعلتهم و كان تقياً لذلك أنقذه الله ...
ثانيا/ تفضل ابرام على لوط .. و لكن هل نسيت يا صديقي أن فكرة فراق لوط عن أبرام هو فكرة أبرام بالأصل أي هو الذي طلب منه ان يفارقه من أجل الأرض و الأغنام و ما هنالك يقول الكتاب المقدس [ووقَعَت خصومَةٌ بَينَ رُعاةِ ماشيةِ أبرامَ ورُعاةِ ماشيةِ لُوطٍ، فيما الكنعانيُّونَ والفَرِّزِّيُّونَ مُقيمونَ في الأرضِ، 8فقالَ أبرامُ لِلُوطٍ: ((لا تَكُنْ خصومَةٌ بَيني وبَينَكَ، ولا بَينَ رُعاتي ورُعاتِكَ، فنَحنُ رَجلانِ أخوَانِ. 9الأرضُ كُلُّها بَينَ يَدَيكَ، فاَنفَصِلْ عنِّي. تذهَبُ إلى الشِّمالِ فأذهبُ إلى اليمينِ، أو إلى اليمينِ فأذهبُ إلى الشِّمالِ أرأيت أنفصل عني، ابرام طلب ذلك .. أعرف ستقول كان أولى به أن يذهب الى مكان غير مكان صوغر و مكان الأشرار ... لك الحق لو كان لوط يريد معاشرة الأشرار و لك الحق في محاسبته ... و لكن لوط البار كان يبحث عن مراعي و هنا وجد ضالته ...

ثالثا/ تناقض أخر وقعت فيه يا سرياني عندما تقول أن لوط كان بار نسبة الى قوم سدوم ... فهذا تناقض مع ما قلته بشان أختياره العيش مع سدوم و انه تأثر بحالهم و فقد هيبته ... ها أنت تقول [مقارنة مع اشرار سدوم كان لوط بارا] ... و اما قولك [هذا البر النسبي لم يكن السبب في نجاته] فهذا يناقض قول بطرس عندما قال لك في قصة لوط البار[9فالرَّبُّ يَعرِفُ كيفَ يُنقِذُ الأتقياءَ مِنْ مِحنَتِهِم ويُبقي الأشرارَ لِلعِقابِ يومَ الحِسابِ، 10وعلى الأخَصِّ الّذينَ يَتبَعونَ شَهَواتِ الجَسَدِ الدَّنِسَة ويَستَهينونَ بِسيادَةِ اللهِ ].

و قولك لا نريد من الكتاب المقدس ، أن يستر او يداري او يعطر سير الانبياء بأنزال آيات تبرر خطاياهم وترفعهم الى مرتبة من الشرف لم يرقوا اليها .. و في نفس الوقت لا نريد من الكتاب المقدس أن يحط من شانهم و يصفهم بزنا و السراق و الكذبة و الأشرار .. و لا نريد من رب أن يختار هؤلاء الزناة و الأشرار و السراق و الكاذبين قدوة لنا