حسنا .. قرأنا الخبر ولكن أعتقد أن السؤال الحقيقي هو : ماذا بعد قراءة هذا الخبر ؟ وبماذا نخرج منه ؟ .. والأهم : ماذا تريد أنت شخصيا من هذا الخبر ؟؟:

يمكن أن نقرأ هذا الخبر من خلال زوايا مختلفة تماما:

1- هذا الطالب نموذج رديء وبالغ السوء للمنافق الذي يبذل النفاق والمزايدة والكلام الرخيص دون أن يطلب منه اصلا !، اذ لم يجبره أحد على أن يختار هذا الموضوع، ولم تكرهه ادارة الجامعة على الكتابة فيه، ولم تهدده أجهزة الأمن بالسجن اذا لم يكتب ما يكتب ، ولم تحمله أجهزة البعث عنوة على تسويد تلك الصفحات متحدثا عن مناقب القائد الملهم .. فلماذا اختار طواعية الكتابة في هذا الموضوع ؟ ولماذا يقبل المواطن بكامل اختياره وارادته أن يبذل النفاق والكلام الرخيص دون أن يُطلب منه اصلا ؟؟ ..

قد اتفهم أن يكره المواطن على بذل النفاق تحت الاكراه والتهديد ( أقول قد، لأني أتحفظ على تبرير النفاق في هذه الحالة ) ولكن .. ماذا عن الذي يختار طواعية وبكامل ارادته وحريته أن يقدم ارخص اشكال النفاق ؟؟؟ .. الا تعتقد أن هكذا شعب يستحق هكذا حكومة ؟! ..

سُئل الجبل : من أين علوك ؟ فقال : من الوادي !!! ..

الطاغية لا يستمد جبروته من قهره وظلمه وانما من طأطأة الرأس وخنوع الخانعين ! .. ورحم الله من قال : من يهن يسهل الهوان عليه !!! ..

2- هذا الطالب نموذج للطالب الداهية الخبيث حقا ! فهو على ما يبدو طالب فاشل دراسيا، ولا يضمن تقديم موضوع مثالي للنجاح، ولذلك اختار طريقة ذكية للنجاح عن طريق احراج لجنة مناقشة الرسالة باختيار هذا الموضوع، والويل لمن يرسبه أو حتى ينقد رسالته !؟ ..

3- هذا الطالب شخص مؤمن حقا بتفرد حافظ الاسد، ويراه قائدا ملهما وسياسيا محنكا يستحق أن يكون موضوع دراسة تعرض جوانب ايجابية في فكره !! ..

4- هذا الطالب ضحية نسق سياسي واجتماعي وفكري يسحق المواطن تماما ويجعله مجرد مطبل مزمر وهتّيف للقائد الرمز ! .. فهو لا يقول لا الا في التشهد، ولا يعرف فائدة للكفين الا للتصفيق ! .. فقبل أن تشمت بالضحية فتش عن الجلاد ..

5- هذا الطالب صورة مكبرة عن حالة عامة من موظفين واعلاميين وطلاب ومدرسين وكتاب وصحفيين وائمة مساجد وشيوخ وقساوسة ... ممن يقدمون كل يوم ذات الاسطوانة التي تعدد مناقب القائد الملهم حبيب الشعب والرمز المفدى .. فعلام انتزاع هذا الطالب من سياقه الاجتماعي والسياسي والمأساوي !؟ ..

والسؤال : كيف نقرأ هذا الخبر ؟؟ ..

مع التحية ...

شهاب الدمشقي.