الزميل الكريم "القلم الحر" تحية موصولة لك (f)

شكراً لردك الهادئ أولا..

ولكى أكون صادقاً مع نفسى قبل أن أكون صادقاً مع القارئ، فنصيحتى كانت تحصيل حاصل..

إذ أنى يا رفيق لم أقارن عنوان بعنوان فقط..
بل قارنت تعامل بتعامل..
وقرأت بين ثنايا سطورك كيف تعامل هذه الفرقة وتلفظها.. وكيف تعامل هذه الفرقة وتشعر بالانتماء لها..
هم أيضاً لاحظوه، وتعاملوا معه باسلوبهم..

الدين يا صديق ليس مجرد إقتناع فقط..
بل شئناً أم أبينا، فبه جزء موروث لا فكاك منه..
إذ أنك "مسلم" فعلاً بكل إنفعالاته التى تفرضها طبيعة إنتماءه لفرقة المسلمين..
وهو ما عبّرت عنه صراحة بقولك:

اقتباس:انا بالفعل احاول العودة للاسلام  
الاسلام فى نظرى افضل الاديان الكتابية

أنت مسلم يا عزيزى.. فقط تنتابك بعض الشكوك..

ومن منا لم يشعر بالشك يوما؟

من لم يشك يا عزيزى، فهو معطّل العقل لا يفكر..

الفكرة أنك تسرعت قليلاً وأخطأت الإتجاه..
فعلاج الشكوك لا يكون بالمقارنات بين الأديان (تلك مرحلة تلى حسم الشك بثبوت الفساد)
علاج الشكوك يكون ببحث مسبباتها..
أى مع أشخاص مسلمين تثق بهم، وتراهم قدوة لغيرهم، فتفتح شكوكك بصراحة وتطلب سمعاً حسناً وإجابة لينة..
إن لم تقتنع بالإجابة، فافتح الكتب وابحث بنفسك..
ولا تبدأ بالبحث فى الآخر قبل أن تحسم شكوكك باليقين..

الدين يا عزيزى.. أولاً وأخيراً إحتياج من الإنسان..
بدون هذا الإحتياج.. فخطوات الطريق تصبح ضرباً من العبث..
وتصبح اللادينية.. أكثر الطرق صدقاً مع النفس..



لإغلاق هذا السؤال المتكرر الذى سألته العزيزة مصرية..

اقتباس:هل ممكن فعلا اقناع شخص ما ان يسوع هو ابن الله بالمنطق؟

كنت لادينياً لفترة ليست بالقصيرة..
مؤمن من نوع خاص.. أؤمن بالله (وأوقات قليلة كنت أشك فى وجوده) لكن الذى ثبت بعقلى أن جميع الديانات مضاف إليها فلسفات بشرية ولم تعد صحيحة على وضعها الحالى..
لم يكن الإسلام على طاولة الأديان لدى من أساسه، بل كان بالنسبة لى حركة سياسية بشرية متسلقة على جدار الأديان السابقة فى بوتقة جديدة على العرب، وملائمة لهم، فوجدت رواجاً..
وسبب تحولى لللادينية كان عدم تقبّل فكرة التثليث والتوحيد، اللاهوت والناسوت، وما يوازى ذلك من الأمور عثرة الفهم (والتى هى محور سؤالك)
كل الردود التى قابلتنى لم تكن مقنعة..
صرت غنوصياً، ثم لادينياً أعلى قيمة الإنسان وأقدسه..
لكنى لم أتمالك نفسى من الإعجاب بشخص بشرى على رأس قائمة الداعين للإنسانية يدعى "يسوعً"..
وكنت أعترف - كما يعترف كل موضوعى محايد - بأنّ العالم لو عمِل بتعاليم هذا الرجل، لنعِمَ كل من فيه وعليه بالرخاء والسلام..
ومنه.. تعلمت أن أكون إنساناً..
وكان غريبا أن أكون لادينياً أخطو خطى "يسوع" (لم يكن وقتها "الحكيم الرائى" والذى يخطو خطى "جواتما" معروفاً لدى)
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...id=33&tid=23575

فهل ترين شخصاً مثلى يعود لحظيرة المؤمنين دون أدوات إقتناع بالعقل والمنطق؟

الأدوات بالنسبة لى كانت علم النفس الذى أعشقه + فكرة مجنونة بدراسة شخصية الآدمى البشرى العادى (ابن الانسان) المسمى "يسوع" محاولاً إستنباط ردود أفعاله فى المواقف الأخرى الغير مذكورة فى الإنجيل، لتساعدنى كشخص فى الإقتداء بمثلى الأعلى، فأتصرف فى حياتى بناء عليها.
والنتيجة التى كانت أمامى هى:
- إما "يسوع" يحمل صفات إله بجوار حمله صفات إنسان.
- أو "يسوع" متكبر، مغرور، جاهل، وإرتكب عدة أخطاء كل واحدة منها تفوق خطأ الشيطان ذاته عندما سقط.

بالعقل والمنطق، إستبعدت النتيجة الثانية لأنها لا تستقيم مع بقية حياة المسيح..
وبالتالى إجبرت قسراً على النتيجة الأولى..
وأجبرت منطقياً على قبول التثليث كحل لمعضلة عدم الشرك..
ووجدت يدىّ تكتب فلسفة المسيحية بحروف كتبها غيرى..
كل هذا فقط لأنى إقتنعت بالإنسان "يسوع"..

الإجابة يا عزيزتى هى نعم.. فقط تحتاج أن يكون المرء مستعداً..
وكلمة "مستعداً" نأخذها بمعانٍٍ كثيرة
عبّر عنها "عبد المسيح" بلفظة "عمل الروح القدس الساكن فينا" (وسخر منه القلم الحر)
وعبّر عنها الإسلام بلفظة "الفطرة التى جبلنا عليها"
وعبر عنها "ويل ديورانت" بلفظة "الضمير" الذى تكوّن فى الإنسان أثناء قصة الحضارة

الفكرة أنك من النادر أن تشاهدي إنسان "مستعد" فعلاً فى المنتديات أو البالتوك أو حتى فى الواقع..


المشكلة ليست فى الإقناع..
المشكلة فى الإستعداد للإقتناع..
هل محاورك يسعى ليفهم سؤال؟
أم ليجادل فى إجابة؟
هنا - فقط - مربط الفرس.


نعود لموضوعنا..
[QUOTE]ليس لدى راى قاطع حاليا فى المسيح كنت بالطبع اعتقد انه نبى و بالفعل قرات الاناجيل و لم افهم منها اكثر من انه نبى .
الان لا يوجد دليل فى نظرى على انه نبى فلولا ايمانى بنبوة محمد لما امنت بنبوة المسيحسطران متتاليان يا عزيزى لا يستقيمان سوياً فى المعنى لدى..
وهذا مؤشر أن بداخلك جزء يحارب فكرة الدين عموماً فلا تريد الإعتراف بالأنبياء (كبشر) بسهولة..
من السطر الأول (الأزرق) فهمت أنك اعتقدت بنبوة المسيح بناء على الأناجيل التى لم تفهم منها أكثر من أنه نبى
لكن من السطر الثاني (الأحمر) فهمت أقلعت عن فكرة نبوة المسيح (بناء على عدم إقتناعك بنبوة محمد)

أرجو عفوك.. لكنى أريد فهم عدة نقاط لكى يستقيم المعنى لدى..

- قراءتك للإنجيل لا تصلح فى بناء إعتقادك بأى إتجاه حول أى شيئ لو كنت تقرأ كمسلم..
إذ أن من أساسيات إسلامك أن الإنجيل محرّف.. وبالتالى فأنت تقرأ كتاب غير قادر أن تبنى عليه أى رأى لأنك تشك بنزاهته..

من فضلك أجب، هل ما أقوله منطقى أم لا..


- شكك فى نبوة محمد، معناها الشك فى مصداقيه محمد لديك، وبالتالى شك فى صحة الإسلام، الإسلام الذى من ضمن أقواله أن الإنجيل محرّف..

من فضلك أجب، هل ما أقوله منطقى أم لا..

ثم من فضلك أجب، هل قفز هذا الإحتمال بذهنك وأعدت القراءة مفترضاً صحة الإنجيل؟

ثم أجب بـ"لا"

ثم تأمل معى هذه الفقرة:

- من الطبيعى لو أنك تشك فعلاً، أن تقفز إحتمالية صحة البدائل أسرع من إحتمالية رفض العموم (هذا ما يقوله علم النفس)
- يستثنى من القاعدة، البدائل التى تلفظها الشبكة الإدراكية سلفاً لو مازالت فعّالة

ثم فضلاً أجبنى وكن صريحاً مع نفسك قبل أن تكون صريحاً معى ومع القارئ،
هل المسيحية موضوعة على طاولة البدائل؟
أنا - بكل صدق - أعترف أنى عند تحولى للادينية لم يكن الإسلام موضوعاً قابل للمناقشة، كان محسوماً بالرفض.

آمل فى إجابة صادقة.. لا أكثر..

شكراً لك (f)