أذكر جيدا ذلك الرجل القبطي الطاعن في السن الذي كنت أحب الجلوس معه وأنا مسلم آنذاك و كان اسمه عم #### و كان وجهه يختلف عن وجه ناس كثيرين و كأنه يشهد للخليقة كلها بصوت صارخ: لم أر صديقا تخلي عنه، و لا ذرية له تلتمس خبزا. و كثيرة كانت أسئلتي في ذلك الوقت عن المسيحية و فجأة نظر لي و كأن نور خرج من عينيه و قال لي: شوف يا بني، موسى نبي و نوح نبي و محمد نبي و كلهم أنبياء عليهم السلام أجمعين و لكن السيد المسيح ليه المجد ما حدش يقدر ينكر ألوهيته يابني. شعرت و بدون مبالغة برجفة تأخذني في داخلي على أثر سماع هذه الكلمات التي خرجت بقوة من فم هذا الرجل الفلاح البسيط الذي عرف المسيح صاحب الألوهية الكاملة. ثم نظر لي نظرة شفوقة و قال لي: بس يا بني أنت لازم تسيب بلدك لأنهم ها يضربوك و يبهدلوك...لازم تسيبوا البلد.

كيف عرف هذا الرجل أن كلامه سيؤثر فيّ؟!!؟؟!!

تركته بعد أن أكلت المانجو و شربت الشاي المعتاد و قبلت يده بفرح و امتنان لأنه صار و كأنه والدي و أكثر و صرت أناجي الله الواحد الأحد: أين هو المسيح صاحب الألوهية الكاملة؟ ليته يظهر ذاته لي؟ و كانت الدموع تنساب على وجهي....و لم يأخذ الأمر كثيرا حتى دخل المسيح صاحب الألوهية الكاملة قلبي و حياتي و هاج أهل بلدتي علي و ضربوني و دخلت السجن لأول مرة في حياتي لمجرد إيماني بالمسيح الكلمة أي الله الظاهر في الجسد. من أقنعني بألوهية المسيح؟ و الجواب هو: المسيح نفسه. يقول كتاب الله: "أقنعتني يا رب فاقتنعت، و ألححت علي فغلبت". الرب أقنعني بنفسه! عندي كتب تصل بالمئات لشرح ألوهية المسيح و مستعد أن أجيب كل سائل و باحث عن الحق و لكن الإقناع يأتي من الله مباشرة في القلب بأن تقول لله سبحانه و تعالى: يا رب، إن كان المسيح هو الله الظاهر في الجسد، أظهر لي هذا الأمر حتى أتبينه من لدنك بقوتك أنت يا من لا يفوق في إقناعك أحد من البشر. و ها أنا الآن أسير مع المسيح الكلمة صاحب الألوهية الكاملة لمدة 17 سنة و أحتفل كل عام بعيد تنصيري بفرح و أقيم الاحتفالات البهيجة لأني أذكر هذا اليوم الذي فيه حقا "ولدت من جديد".

:h: