اقتباس:و لكن يجب أن يكون للحقيقة نصيب فليس كل حرف من حروف سورة العاصفة قابل للثلب كما فعل البعض لأن فيها شيء يقارب النفس القرآني ولو أعتبرنا أن الختيار رجل يحمل قدسية ما لنظرنا الى نصه نظرة مختلفة.

قرآت النص عدة مرات و حاولت أن أرجع الى نصوص قرآنية مشابهة فخرجت برؤية فنية خاصة بي و ذلك بعد أن تعاملت مع القرآن كنص لغوي و حاولت أن أحاكي لهجة المفسرين المعجبين بأي القرآن و هاكم النتيجة.

هذا كلام جميل، ومداخلة "جقل" التي لحقت بهاتين الفقرتين تبين مدى نجاح "الختيار" في مشروعه.

بغض النظر عن أحكام "جقل" في هذا المضمار، فإنني أرى بأن "الختيار" قد تقدم على درب انتهاج الأسلوب القرآني في الكتابة تقدماً ملحوظاً، و"سورة العاصفة" التي أمامنا تشهد على هذا.

طبعاً، لن يصبح كلام "الختيار" قرآنا، على البُعد النفسي والروحي، إلا بعد أن تلهج به الألسن في المحاريب 14 قرناً، وترنوا إليه العيون كمثل صيب من السماء وقع على أرض عطشى ... وهذا محال، "فالختيار" لم يعلن بعد عن رسالته ولا أظن بأنه سوف يفعل.

أعتقد إذاً بأن "الختيار" وُفق في "سورة العاصفة" أيما توفيق، واستطاع أن يخلط شيئاً من الأسلوب القرآني ببعض المعاني النافذة والألفاظ السلسة. هنا أعلن عن رأي شخصي، قد لا يهم أحداً، مفاده بأنني لا أرى أي إعجاز في النص القرآني من ناحية لغوية وبلاغية. فكل ما أراه في القرآن هو "تطوير" لفن "الخطابة الجاهلي القديم" على مدى سنين كثيرة. ولعل هذا يظهر جلياً من خلال مراقبة التدرج في "سلاسة العبارة" في القرآن الكريم بين السور المكية القاصمة القاطعة المشابهة كثيراً لأسجاع "قس بن ساعدة الإيادي" وخطب "سحبان وائل" و"أكثم بن صيفي"، والأخرى المدنية التي جاءت بعد الأولى بسنوات طويلة والتي نلحظ من خلالها رقة في العبارة وسلاسة في "حياكة الجملة" وسهولة في الانتقال بين أغراض النص المختلفة، مع ما يرافق جميع هذا من "نفس طويل" يدل على القبض على عنان الأسلوب وامتلاك جميع أدواته الفنية.

للختيار ولجقل
(f)(f)

واسلموا لي
العلماني