اقتباس:هل يحتوي الكتاب المقدس على خرافات ..؟
نعم أو لا ؟

لا أنكر أني كثيرا ما أحب أن أدخل هذه الموضوعات و قد تنتابني نوبة من الغضب ثم يتبعها أحيانا بعض الضحك.. عندما أقرأ كيف يصفر الرب؟ أضحك و أتخيل واحدة تصفر و هي في زي رياضي سبور. ليصفر الرب و سوف نصفر و نصفق. على فكرة يا زعيم رقم صفر، كثيرا ما استمتعت بتعليقاتكم هنا و استفدت منها و اكتشفت أن بعضها ألتفت له لأول مرة لأني كثيرا ما قرأت بشكل تعبدي دون الوقوف الحرفي و لكن بالوقوف الحرفي أقف لأقرأ بشكل نقدي؛ فالشكر لكم.

نعود للسؤال: هل يحتوي الكتاب المقدس على خرافات؟ هل يحتوي أي نص على خرافات؟ هذا يفرض علينا تعريف الخرافة أولاً و التفريق بينها و بين الأسطورة. الخرافات هي منقولات عجائزية و هي شعوذات و دجل أي superstitions. أما الأسطورة فشيء آخر تماما و بينها و بين الخرافة شعرة و لكن الشعرة تظل قائمة و تفصل الليل من النهار في هذا الأمر. الأسطورة هي محكية فلكلورية تدوّن الحدث بشكل شعبي دون مراعاة الدقة لتوصيل معنى باللجوء إلى الرموز كأبعاد للقصة. كون سليمان يحدث نملة و يتحاور هو من قبيل الأسطورة. الـ myth أي الأسطورة لا تعيب المعتقد لأنها هي المركبة و التي حفظت تراث الشعب و عقائده. قصة البراق أسطورة لأن وصف البراق أقرب ما يكون للأساطير اليونانية في وصف الحصان المجنح و يشبه قصص حزقيال و مركباته و كثير من الأدب الرؤيوي في الكتاب المقدس أي الـ apocalyptic literature. فكرة شجرة الحياة التوراتية في سفر التكوين هي أسطورة و لكنها ليست خرافة و هي مقتبسة من أساطير البابليين لتوصيل معنى ذو دلالة عميقة و كانت هذه هي الوسيلة التي بلغوها في التعبير باستخدام الأسطورة لتكون بمثابة الـ صورة image في تقريب المعنى الروحي بكل أبعاده المتشعبة.

موضوع جميل و أعجبني وسوف أبتسم كلما تذكرت الرب يصفر للذباب. شكرا.