اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
ما معنى إيحاءات شيطانية؟ أسمع كثير من العبارات ترتبط بالشيطان هذا و الشيطان ذاك و كأنها طريقة لإخراس المحاور. فلتتدفق الإيحاءات سواء كانت شيطانية أو ربانية و مادام الدافع هو التفكير و المناقشة فسوف يفزع الشيطان مذعورا يرقص حافي القدمين. من حق صديقي مسلم أن يطرح السؤال و من حقك أن تسمعه للنهاية و إما أن تجيبه أو تبتعد عن خطاب مثل ما أتى به حديثك أعلاه. هو يسأل و القاريء له أن يجيب أو لا يجيب.

عزيزي ابرهيم،

أنا لا أنكر حق الجميع في الحوار أو إدلاء الرأي. فلم يكن القصد من كلماتي الإسكات بطريقة دكتاتورية. أقصد ما يلي:

في قضية المسيح مثلاً، (أشدد وأقول "مثلاً"). إن ما أظهر محبة الله العظيمة للبشرية هو تقديم المسيح كفدية. إنه لتدبير ذو أهمية حيوية، ليس فقط للبشرية وإنما للكون كله. إنه ينسف خطة إبليس بمحاولته إفشال قصد الله. ولذلك نجد بأن الله عمل كل ما يجب حتى نجح في خطته. الأمر لم يحلُ لعدو الله الشيطان إبليس. ولذلك استمر (حتى بعد تقديم تلك الفدية)، استمر بمحاولاته لجعل معظم الناس يخسرون تقديرهم لعطية الله تلك. ولذلك اختلق (بواسطة رجال الدين اليهود) فكرة أن هذا لم يكن المسيح الحقيقي. بذلك ضمن أيضاً رجال الدين اليهود استمراريتهم في شـَغل مراكزهم كقواد روحيين للأمة. فلو أنهم أطاعوا المسيح لكان يجب عليهم التخلي عن تلك المراكز. وهذا أمر لا يقبله معظمهم.

نأتي إلى العالم الإسلامي: أيضاً رجال دينهم يعلمون بأن أتباعهم سيبتعدون عنهم من أجل اتباع ما هو حق في الكتاب المقدس. وهنا جاءت محاولات إبليس ثانية ليشوش الأمور على المخلصين منهم. وكانت الفكرة مختلفة قليلاً عن اليهود. هذه المرة قيل لهم: "هذا كان حقاً المسيح، لكن الذي قـُتل لم يكن المسيح!". بذلك لا يجعلهم فقط يرفضون الفدية؛ بل أيضاً كامل الكتاب المقدس باتهامه بالتحريف. وهنا يأتي أسفي أن أرى أولئك المخلصين يقبلون بتلك البساطة فكرة كاذبة مدسوسة أصلاً كي يتمكن رجال الدين المسلمون من البقاء في مراكزهم كآمرين ومشرّعين.

الأمر ينطبق أيضاً على الأكاذيب المنتشرة في الدين المسيحي والتي يتمسك بها رجال دينهم من أجل الحفاظ على مراكزهم هم أيضاً. وقد أعماهم إبليسهم بالفكرة: "هذا كان حقاً المسيح، وقد قـُتِل هو ذاته، لكنه لم يكن مجرد مسيح إنما الله ذاته هو الذي مات!"

في الواقع هذه هي حالة كل الأديان. القادة الدينيون يستوحون أكاذيبهم وخداعهم من أبوهم الروحي الشيطان إبليس. وهم بدورهم يضلون الناس من أجل أن يبقوا في مراكزهم.

كلها أكاذيب بأكاذيب أوحى بها عدو الله والكذاب الأول وأبو كل كذاب "الشيطان إبليس"!