اقتباس: نبيل حاجي نائف كتب/كتبت
يقول أفلاطون كل ما يقوله سقراط صحيح , ويقول سقراط كل ما يقوله أفلاطون غير صحيح .
أن في هذا تناقض لا يمكن حله .
فإذا كان ما يقوله أفلاطون صحيح وهو " أن سقراط يقول الحق أو الصحيح وهو كل ما يقوله أفلاطون غير صحيح "
فحسب هذا القول أفلاطون لا يقول الحق .
ومعنى هذا أن كلامه غير صحيح , وهذا يؤدي بالتالي إلى صحة قول سقراط .
وبالتالي يصبح قول أفلاطون صحيح . وهذا يكذب قول سقراط .
وتستمر النتيجة بالتغير ولا نصل إلى حل لصحة أو كذب ما يقوله أفلاطون.
الزميل المحترم / نبيل حاجي نائف
تحياتي ,,
معظم التناقضات المنطقية Paradoxes تحوي خطأ ما في تناولها - و بالنسبة مثلا للمثال بعاليه فقد قرأت حل العبقري برتراند راسل لهذا التناقض ألا وهو أنه قد فسره بخلط المستويات المنطقية.
فصدق الراوي و صدق الرواية لا يمثلان قضية منطقية واحدة (نفس المستوى المنطقي)
فمن الممكن أن أقصد الكذب - عن سوء نية مثلا - فأروي قضية صحيحة موضوعيا مع أني كاذب - و هذا لجهلي مثلا أن القضية صحيحة.
كمثال لو فرضنا رجل يعتقد يقينا أن (كل البط أبيض) - و هذا مثلا لعدم وجود بط أسود في بيئته و جهله بغيرها. و أراد هذا الرجل أن يكذب على قومه فقال (يوجد بط أسود).
ففي هذا المثال الرجل كاذب و القضية المروية صادقة. و لا يوجد أي تناقض منطقي لأنهما قضيتان و ليسا قضية واحدة.
و التناقض يمثل على نفس المستوى المنطقي بالآتي (الرجل كاذب و الرجل صادق) أو المستوى الآخر ( كل البط أبيض و يوجد بط أسود).
طبعا و = جمع منطقي (+)
لكن لا يمكن جمع أو ضرب القضايا على غير ذات المستوى المنطقي.
و في مثالنا الأصلي فمن الممكن أن تأخذ كل الإحتمالات بدون أي تناقض منطقي و هذا لأنها أربعة قضايا على غير ذات المستوى المنطقي:
- صدق أفلاطون.
- صدق ما يطرحه أفلاطون ( القضية كل ما يقوله سقراط صدق)
- صدق سقراط.
- صدق ما يطرحه سقراط ( القضية كل ما يقوله أفلاطون كذب)
هذه أربعة مستويات غير متقاطعة و لا يمكن أن تتناقض و يمكن أن يتواجد أي إحتمال (صدق - كذب) لأي قضية منهم بجوار الأخرى بدون أن تسبب أي تناقض.
مع تحياتي و إحترامي ,,