صحيح أن حماس جاءت في وقت "من قلة الخيل شدوا السروج عالحمير" أي غياب طرف ثالث على الساحة الفلسطينية و لكن مهمااااااا يكن الأمر فانه خيار ديمقراطي لشعب و ليس من حق أية منظمة دولية أو هيئة أو مؤسسة تحترم و تعمل بميثاق حقوق الانسان أن تفرض على حماس أو الشعب الفلسطيني رؤياها الخاصة و لا خياراتها الخاصة خاصة و انهم رأووا بامهات أعينهم أن حصار العراق مثلا دفع ثمنه مئات الاطفال يوميا اذ كانوا يموتون بسبب نقص الادوية و سوء التغذية و تردي الخدمات و سائر صور المعاناة و لم تتضرر السلطة و لا سلاطينها و لا هوامير التجار ممن وجدوا فيها فرصة لاحتكار السلع و السوق.
و بما أن الخيار ديمقراطي و من حق الشعوب مقاومة المحتل و التحرر و بما أن المفروض أن يكون هناك قبولا للآخر فانا لا أرى في مواقف الهيئات المانحة الا عهرا سياسيا و قوادة لصالح الامبريالية لا أدام الله لها ظلا.
و ان كانوا يتهمون حماس بالارهاب فالاجدى أن يبحثوا عن الفعل قبل رد الفعل و عن مذابح و أهوال ارتكبتها أمريكا ابتداء من ابادة الهنود الحمر مرورا بكمبوديا و فيتنام و هيروشيما وفلسطين و العراق و غيرها و الاهوال و المذابح التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني قبل وصول حماس للسلطة ثم بعدها يحددون من هو الارهابي و من هو الضحية.
أخيرا
أنا مع دعم صمود شعبنا و خياره الديمقراطي لتأخذ حماس مداها و أبعادها و يتضح للعيان فشل و افلاس هذه القوى الدينية من كافة المشاريع القادرة على مجابهة تحديات المرحلة على كل الصعد فهذا الافلاس سيكون انضاجا لوعي شعبي عام و ليس سياسي فقط و مقدمة لانضاج و بلورة خيارات سياسية أفضل لا هي بقذارة فتح و لا تخلف حماس .
من جهة أخرى فان اسقاط حماس بالعافية قد يحولنا الى جزائر ثانية ... و احنا آخر من ينقصه هكذا كارثة.