يبدو ان زملائنا العلمانيون ، لا يجدون ما يكتبونه او يتحدثون عنه لفيد هذه الامه وهذه الشعوب المقهورة .

سنوات طوال لم نسمع منهم سوى الانتقاد ويا ليته كان انتقاد بل السباب والشتم والتهجم والتحجيم والتقزيم لمن يخالفهم .

فتارة يجدون من الزرقاوي والمقاومة العراقية مادة دسمه للحديث وتارة اخرى حول القاعدة وابن لادن وغيرها عن حزب الله ، وحاليا حماس كونها متصدرة العناوين الرئيسية في الاخبار.

ما علينا فهذا شأنهم وتلك هي قدرتهم وعلى هذا تتلمذوا من قبل زعماء الامبريالية والليبرالية العالمية .

ولا تكاد تجد صحيفة او نادي او امنتدى يخلو من تلك الاسطوانات المكررة والمعادة بشكل يجعل السامع والقارئ يتقزز وينفر من تلك الكتابات .

لا يكاد احدهم يصدح باغنية من تلك الاغاني الا وردد الاخرون خلفه نفس الاغنية بطرق اخرى متعددة .

لا نعيب عليهم بالعكس نكاد نطير فرحا انهم لا يملكون غير ذلك الردح والسب والشتم ، نعم يكاد السرور يغمرنا لاننا ندرك يوميا ان خصمنا فارغ مفرغ من الدار كالطبل الاجوف لا تسمع سوى جعجعة وصوت بدون طحين .


لا علينا ليس ذلك موضوعي ولو ان ناقلة الموضوع وعلى ما يبدو ارادت بنا الرجوع الى تلك الاغنية القائلة " حماس الارهابية حماس السافلة حماس العميلة الخائنة ""


قضايا العنف ضد النساء والفقر والبطالة والعنف الاسري والتحرش الجنسي ، قضايا قديمة متجددة فلا يكاد يخلو عام من الاعوام التي خلت او زمن من الازمان منها ، كما انه يا يكان يخلو بيت او حارة او مدينة او جزيرة او شارع او مخيم في هذا العالم من تلك القضايا .
ولعل الفقر دافع قوي للعنف الاسري ولكن ليس بالضرورة ان يكون دافع للتحرش الجنسي .

اذن القضيو باختصار ليست محصورة في فلسطين وليست مقتصرة على المخيمات ، فحتى اكثر الدول غنى وتقدم تجتاحها موجات قوية من تلك القضايا .

لنعد الى فلسطين :
لا شك ان بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية على اثر الانتخابات الاخيرة وانقطاع ( الصدقات الاوروبية المشروطه ) ازدادت نسبة الفقر وهذا ليس بالغريب ولا العجيب .
فالفقر موجود في الضفة وغزة منذ سنوات الاحتلال الاولى الذي سعى دوما لربط الاقتصاد الفلسطيني باقتصاده وتحويل كم هائل من المزارعين والمتعلمين الفلسطينيين الى عمال في الورش والمزارع والمصانع والمستوطنات الاسرائيلية .

وعند قدوم السلطة في عام 1994 تعاملت اسرائيل مع هؤلاء العمال على انهم عمال من دولة اخرى مستجلبين للعمل في اراضيها وهذا الامر ادى الى تخفيض اعدادهم الى اكثر من الثلثين وفي ضوء عدم توفر فرص العمل داخل اراضي السلطة اصبح هؤلاء من العاطلين عن العمل .
اما فيما يتعلق بالموظفين وفي فترات تقاضيهم رواتبهم عن طريق ما يسمى بالادارة المدنية كانوا يعيشون في رخاء او على الاقل يتقاضون رواتب متناسبة مع ارتفاع الاسعار الامر الذي احدث توازن في عمليات الصرف والادخار بحيث استطاعت الغالبية العظمى منهم ان تكون لنفسها ثروة ادخارية متواضعه.

وبعد قدوم السلطة اصبح راتب هؤلاء لا يكاد يكفي الاحتياجات الاساسية في الوقت الذي كان فيه كبار الموظفين والمسؤولين يتطاولون في البنيان والعمران والانشاءات وغيرها .
وهذا يفسر بشكل واضح تراجع شعبية فتح وشعبية السلطة وهزيمتها في الانتخابات الاخيرة .

اذن لم يكن حال الموظفين الفلسطينيين باحس من حال اخوانهم العمال .

المقصود هنا ظاهرة الفقر والبطالة موجودة منذ سنوات الاحتلال الاولى وتعززت بعد قدوم السلطة الفلسطينية في 1994 وليست وليدة اللحظة مع الاخذ بعين الاعتبار ازيادها في الاربع شهور الاخيرة .

اما قضايا التحرش الجنسي فهي موجوده منذ الدهر وفي كل مكان في العالم واكاد اجزم هنا انها الاقل نسبة في فلسطين ليس لشيء ولكن لالتهاء الكثير والعديد من الشباب في القضايا الوطنية والتنظيمية واعمال الانتفاظات المتلاحقة واعقال عشرات الالاف منهم على مدار سنوات الاحتلال .
ولا شك ان للسواعد الرامية التابعة لحماس واللجان الضاربة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية اللتان قد شكلتا ابان الانتفاضة السابقة اثر كبير في منع او محاربة ظواهر التحرش الجنسي سواء في الشارع او المدرسة او البيت .
بل تعدى دورهم اكثر من ذلك في محاربة انتشار المخدرات والسرقات وممارسة الجنس وشرب الخمر ......الخ .

ولعل قدوم السلطة واختفاء تلك اللجان ساهم بكل كبير في اعاة انتشار تلك المظاهر السلبية ، ولا اكون ظالما او مبالغا ان قلت ان معظمة قضايا التحرش الجنسي كانت من قبل عناصر شاذة ومتسلقة ومنتفعة في الاجهزة الامنية وعلى اعلى المستويات ولا اقول ذلك تبليا على احد ولكن هذا هو الواقع ويعرفه اصغر طفل فلسطيني .


بعد هذا الحديث الطويل ، انا شخصيا لا اثق بأي تقرير او استطلاع للرأي يعمل هنا في فلسطيني لانها في الغالب لا تعكس وجه الحقيقة وانما اهواء ورغبات منفذيها والقائمين عليها وبغض النظر عن انتماءاتهم .





تحياتي