{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج
عربية مبتعد
.....
****

المشاركات: 307
الانضمام: Aug 2005
مشاركة: #10
أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج
[CENTER]عن يونس بن الخضر الحلواني قال: سمعت الحلاّج يقول: دعوى العلم جهل، توالي الخدمة سقوط الحرمة. الاحتراز من حربه جنون، الاغترار بصلحه حماقة. النطق في صفاته هَوَس. السكوت عن ثباته خرس. طلب القرب منه جسارة، والرضى ببعده من دنائه الهمّة.

عن موسى بن أبي ذرّ البيضاويّ قال: كنت أمشي خلف الحلاج في سكك البيضاء فوقع ظلّ شخص من بعض السطوح عليه، فرفع الحلاج رأسه فوقع بصره على امرأة حسناء فالتفت إليّ وقال: سَتَرى وبالَ هذا عليّ ولو بعد حين. فلما كان يوم صلبه كنتُ بين القوم أبكي فوقع بصره عليّ من رأس الخشبة فقال: يا موسى. مَن رفع رأسه كما رأيتَ وأشرف إلى ما لا يحلّ له أُشرِفَ على الخلق هكذا وأشار إلى الخشبة.

وعن أبي الحسن الحلواني قال: حضرت الحلاج يوم وقعته فأُتي به مسلسلاً مقيَّداً وهو يتبختر في قيده وهو يضحك ويقول:

نديمي غير منـسـوبٍ إلى شيءٍ من الحـيفِ
دَعانـي ثـم حـيّانـي كفعل الضيفِ بالضيفِ
فلمّـا دارتِ الـكـأسُ دعا بالنطع والسـيفِ
كذا مَن يشربُ الـراحَ مع التنينِ في الصيفِ

وعن أبي بكر الشبلي قال: قصدتُ الحلاج وقد قُطعت يداه ورجلاه وصلب على جذع فقلت له: ما التصوف. فقال: أهون مرقاة منه ما ترى. فقلت له: ما أعلاه. فقال: ليس لك به سبيل، ولكن سترى غداً، فإنّ في الغيب ما شهدته وغاب عنك. فلما كان وقت العشاء جاء الإذن من الخليفة أن تضرب رقبته. فقال الحرس: قد أمسينا: نؤخّر إلى الغد. فلما كان من الغد أُنزل من الجذع وقُدّم لتُضرب عنقه فقال بأعلى صوته: حسب الواحد إفراد الواحد له. ثم قرأ (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) الآية. وقيل هذا آخر شيء سُمع منه. ثم ضربت عنقه ولفّ في بارية وصُبّ عليه النفط وأُحرق وحمل رماده على رأس منارة لتنسفه الريح.

عن أبي محمد الجسري قال: رأيت الجنيد ينكر على الحلاّج وكذلك عمرو بن عثمان المكي وأبو يعقوب النهرجوري وعليّ بن سهل الأصبهاني ومحمد بن داود الأصبهاني وأما أبو يعقوب فقد رجع عن إنكاره في آخر عمره. وأما عمرو بن عثمان فكان علّة إنكاره أن الحلاج دخل مكة ولقي عمراً فلما دخل عليه قال له: الفتى من أين. فقال الحلاج. لو كانت رؤيتك بالله لرأيت كل شيء مكانه فإن الله تعالى يرى كل شيء. فخجل عمرو وحَرِد عليه ولم يُظهر وحشته حتى مضت مدّة. ثم أشاع عنه أنه قال: يمكنني أن أتكلم بمثل هذا القرآن. وأما عليّ بن سهل فدخل الحلاج أصفهان وكان علي بن سهل مقبولاً عند أهلها فأخذ عليّ بن سهل يتكلم في المعرفة فقال الحسين بن منصور: يا سوقيّ، تتكلم في المعرفة وأنا حيّ. فقال عليّ بن سهل: هذا زنديق. فاجتمعوا عليه وأخرجوه منها. وأما الجنيد فكنت عنده إذ دخل شاب حسن الوجه والمنظر وعليه قميصان وجلس سويعةً ثم قال للجنيد: ما الذي يصدّ الخلق عن رسوم الطبيعة. فقال الجنيد: أرى في كلامك فضولاً أيّ خشبة تفسدها. فخرج الشاب باكياً وخرجت على أثره وقلت: رجل غريب قد أوحشه الشيخ. فدخل المقابر وقعد فب زاوية ووضع رأسه على ركبته. فرأيت صديقاً لي فقلت له: رأيت بالعجلة شيئاً من الشواء والفالوذج والسكر وخبزاً حُواريَ وماء مبرّداً والخَلال وقدراً من الأشنان وأنا في الموضع الفلانيّ. فأتيت الشابّ وجلست بين يديه أُلاطفه وأُداريه حتى جاء بما التمست منه فوضعته بين يديه وقلت له: تفضّل. فمدّ يده وتناول. ثم قلت: الفتى من أين. قال: من بيضاء فارس إلاّ أنني رُبيت بالبصرة. فاعتذرت منه للجنيد فقال: ليس له إلاّ الشيخوخة وإنما منزلة الرجال تُعطى ولا تتعاطى. وأمّا محمد بن داود فكان فقيهاً والفقيه من شأنه الإنكار على التصوّف. إلا ما شاء الله.

أبو يعقوب النهرجوري قال: دخل الحسين بن منصور مكّة في المرة الثانية ومعه أربعمائة رجل. فلمّا وصلوا إلى مكة تفرّقوا عنه وبقى معه شرذمة قليلة. فلما أمسوا قلت له: دبّر في عشاء القوم. فقال: أخرج بهم إلى أبي قبيس. فخرجت بهم ومعنا ما نفطر عليه. فلما أكلنا قال الحلاج: ألا تأكلون الحلاوة. قلنا: قد أكلنا التمر. فقال: أريد شيئاً مسته النار. فغاب لحظة ثم رجع ومعه طبق عليه من الحلواء شيء كثير. فوقع في قلبي شبهة فأمسكت من الحلواء قطعة ودخلت السوق فأريتها الحلوائيين فلم يعرفوها. فقالوا: هذه لا تتخذ بمكة. فرأيت امرأة طباخة فأريتها فقالت: هذه تتخذ بزبيد ولكن لا يمكن حملها ولا أدري كيف حُملت. فتأكدت تلك الشبهة. وكانت المرأة عازمة على الخروج إلى زبيد فأوصيتها أن تفحص وتسأل الحلوائيين هل ضاع لأحد منهم طبق حلواء. فلما كان بعد أيام كاتبتني أنّ أحد الحلوائيين بزبيد ضاع له طبق حلواء فتيقنت أنه ساحر ليس يحترز من المظالم. حتى ورد عليّ كتاب آخر من المرأة أن الحسين بن منصور نفذ إلى الحلوائي ثمن الحلواء وقيمة الطبق وأكثر من ذلك. فزال من قلبي الإنكار عليه وعلمت أنّ ذلك من كراماته.

قال أحمد بن فاتك: لما قُطعت يدا الحلاج ورجلاه قال: إلهي أصبحت في دار الرغائب، أنظر إلى العجائب. إلهي إنك تتودّد إلى من يؤذيك، فكيف لا تتودّد إلى من يُؤذَى فيك.

عن أبي يعقوب النهرجوري قال: دخل الحلاج مكة أول دخله وجلس في صحن المسجد سنةً لم يبرح من موضعه إلاّ للطهارة والطواف ولم يحترز من الشمس ولا من المطر. وكان يُحمل إليه في كل عشية كوز ماء وقرص من أقراص مكة، وكان عند الصباح يُرى القرص على رأس الكوز وقد عضّ منه ثلث عضّات أو أربعاً فيحمل من عنده.

وقال أحمد بن فاتك: كنا بنهاوند مع الحلاج وكان يوم النيروز فسمعنا صوت البوق فقال الحلاج: أيّ شيء هذا. فقلت: يوم النيروز. فتأوّه وقال: متى نُنَورَز. فقلت: متى تعني. قال: يوم أُصلب. فلما كان يوم صلبه بعد ثلث عشرة سنةً نظر إليّ من رأس الجذع وقال: يا أحمد نُورِزْنا. فقلت: أيها الشيخ. هل أُتحفتَ. قال: بلى أُتحفتُ بالكشف واليقين، وأنا مما أُتحفت به خَجِل غير أني تعجّلت الفرح.

وعن أحمد بن كوكب بن عمر الواسطي قال: صحبت الحلاج سبع سنين فما رأيته ذاق من الأُدم سوى الملح والخلّ، ولم يكن عليه غير مرقّعة واحدة وكان على رأسه برنس. وكلما فُتح عليه بإزار قبله وآثر به. ولم ينم الليل أصلاً إلاّ سويعةً من النهار.
عن خوراوزاد بن فيروز البيضاوي وكان من أخصّ الجيران وأقربهم إلى الحلاج أنه قال: كان الحلاج ينوي في أول رمضان ويفطر يوم العيد وكان يختم القرآن كل ليلة في ركعتين وكل يوم في مائتي ركعة. وكان يلبس السواد يوم العيد ويقول: هذا لباس من يُردّ عليه عمله.

وقال أحمد بن فاتك قال الحلاج: من ظنّ أن الالهيّة تمتزج بالبشريّة أو البشرية بالإلهية فقد كفر. فإن الله تعالى تفرّد بذاته وصفاته عن ذوات الخلق وصفاتهم، فلا يشبههم بوجه من الوجوه، ولا يشبهونه بشيء من الأشياء. وكيف يُتصوَّر الشبه بين القديم والمحدَث. ومن زعم أن الباري في كل مكان أو على مكان أو متصل بمكان أو يُتصوّر على الضمير أو يتخايل في الأوهام أو يدخل تحت الصفة والنعت فقد أشرك.

عن عثمان بن معاوية أنه قال: بات الحلاج في جامع دِينَور ومعه جماعة. فسأله واحد منهم وقال: يا شيخ ما تقول فيما قال فرعون. قال: كلمة حقّ. فقال: ما تقول فيما قال موسى. قال: كلمة حقّ، لأنهما كلمتان جرتا في الأبد كما جرتا في الأزل.
وعنه أيضاً أنه قال: ما ظهرت النقطة الأصلية إلاّ لقيام الحجّة بتصحيح عين الحقيقة، وما قامت الحجّة بتصحيح عين الحقيقة إلاّ لثبوت الدليل على أمر الحقيقة.

وقال: سين ياسين وموسى هما لوح أنوار الحقيقة وإلى الحقّ أقرب من يا ومو وقال أيضاً: صفات البشرية لسان الحجة لثبوت صفات الصمديّة وصفات الصمديّة لسان الإشارة إلى فناء صفات البشرية. وهما طريقان إلى معرفة الأصل الذي هو قوام التوحيد.
وقال: نزول الجمع ورطة وغبطة، وحلول الفرق فكاك وهلاك. وبينهما يتردد الخاطران، إما متعلّق بأستار القِدَم، أو مستهلك في بحار العدم.

وقال: من لاحظ الأزليّة والأبديّة وغمض عينيه عمّا بينهما فقد أثبت التوحيد. ومن غمض عينيه عن الأزلية والأبدية ولاحظ ما بينهما فقد أتى بالعبادة. ومن أعرض عن البين والطرفين فقد تمسك بعروة الحقيقة.

وقال: من طلب التوحيد في غير لام ألف فقد تعرّض للخَوَضان في الكفر، ومن تعرّف هو الهويّة في غير خطّ الاستواء فقد جاس خلال الحيرة المذمومة التي لا استراحة بعدها.

وقال: عين التوحيد مودعة في السرّ مودع بين الخاطرين، والخاطران مودَعان بين الفكرتين، والفكرة أسرع من لواحظ العيون ثم أنشأ يقول:

لأنوارِ نور النور في الخلق أنوارُ وللسرّ في سرّ المُسرّين أسرارُ
وللكون في الأكوان كونُ مُكـوّنٍ يكنّ له قلبي ويهدى ويخـتـارُ
تأمّل بعين العقل ما أنا واصـفٌ فللعقل أسماعٌ وُعاةٌ وأبصـارٌ

وقال: القرآن لسان كل علم، ولسان القرآن الأحرف المؤلّفة، وهب مأخوذة من خطّ الاستواء، أصله ثابت وفرعه في السماء، وهو ما دار عليه التوحيد.

وقال: الكفر والإيمان يفترقان من حيث الاسم، وأما من حيث الحقيقة فلا فرق بينهما.

وقال أحمد بن فارس: رأيت الحلاج في سوق القطيعة قائماً على باب المسجد وهو يقول: يا أيها الناس، إذا استولى الحقّ على قلبٍ أخلاه عن غيره، وإذا لازم أحداً أفناه عمّن سواه، وإذا أحبّ عبداً حثّ عباده بالعداوة عليه، حتى يتقرّب العبد مقبلاً عليه. فكيف لي ولم أجد من الله شمّةً، ولا قرباً منه لمحةً، وقد ظلّ الناس يعادونني. ثم بكى حتى أخذ أهل السوق بالبكاء. فلما بكوا عاد ضاحكاً وكاد يقهقه، ثم أخذ في الصياح صيحاتٍ متوالياتٍ مزعجات وأنشأ يقول:

مَواجيدُ حقٍّ أَوجَدَ الحقُّ كلَّـهـا وإن عجزت عنها فهومُ الأكابرِ
وما الوجدُ إلاّ خَطرةٌ ثمّ نَظـرةٌ تُنّشى لهيباً بين تلك الـسـرائرِ
ذا سَكَن الحق السَّريرةَ ضُوعِفَت ثلاثةَ أحوالٍ لأهلِ البـصـائرِ
فحالٌ يُبيدُ السِرَّ عن كُنهِ وَصفـهِ ويُحضِرهُ لِلوَجدِ في حال حائرِ
وحالٌ بِه زُمَّت ذُرَى السرّ فانثَنَت إلى مَنظرٍ أفناهُ عن كلّ ناظرِ

يروى عن مسعود بن الحارث الواسطي أنه قال: سمعت الحسين بن منصور الحلاج يقول لابراهيم بن فاتك وأنا أسمع وكنت منزوعاً: يا إبراهيم، إن الله تعالى لا تحيط به القلوب، ولا تدركه الأبصار، ولا تمسكه الأماكن، ولا تحويه الجهات. ولا يتصوّر في الأوهام، ولا يتخايل للفكر، ولا يدخل تحت كيف، ولا يُنعت بالشرح والوصف. ولا تتحرك ولا تسكن ولا تتنفّس إلاّ وهو معك، فانظر كيف تعيش. وهذا لسان العوامّ، وأما لسان الخواصّ فلا نطق له. والحقّ حقّ والعبد باطل، وإذا اجتمع الحقّ والباطل فيضرب (الحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل ممّا تصفون).

وقال أحمد بن القاسم الزاهد: سمعت الحلاج في سوق بغداد يصيح: يا أهل الإسلام أغيثوني. فليس يتركني ونفسي فآنس بها، وليس يأخذني من نفسي فأستريح منها، وهذا دلال لا أُطيقه. ثم أنشأ يقول:

حَويتُ بكلّي كلَّ كـلّـك يا قُـدسـي تُكاشفُنِي حتّى كأنّك في نـفـسـي
أُقلّب قلبـي فـي سِـواك فـلا أُرَى سِوى وَحشتي منه وأنت به أُنسـي
فها أَنا في حبس الحـيوة مُـمَـنَّـعٌ عن الأُنس فاقبِضني إليك من الحَبسِ

وقال أبو القاسم عبد اله بن جعفر المحبّ: لما دخل الحلاج بغداد واجتمع حوله أهلها حضر بعض الشيوخ عند بعض رؤساء بغداد يقال له أبو طاهر الساوي وكان محبّاً للفقراء فسأله الشيخ أن يعمل دعوة ويحضر فيها الحلاج. فأجابه إلى ذلك وجمع المشايخ في داره وحضر الحلاج. فقال للقوّال: قل ما يختار الشيخ، يعني به الحلاج. فقال الحلاج: إنما يوقظ النائم وقوّال الفقراء ليس بنائم. فقال القوّال وطلب وقت القوم. ووثب الحلاج وسطهم وتواجد تواجداً تلألأت منه أنوار الحقيقة وأنشد:

ثلاثة أحرُف لا عُجمَ فـيهـا ومعجومان وانقطع الكلامُ
فمعجومٌ يُشـاكـل وَاجِـدِيهِ ومتروكٌ يصدّقـهُ الأنـامُ
وباقِي الحرفِ مرموزٌ مُعَمّى فلا سَفَرٌ هناك ولا مُـقـامُ

ويروى عنه أيضاً أن رجلاً من الأكابر بُسمى ابن هرون المدايني استحضر الحلاج وجماعة من مشايخ بغداد ليناظروه. فلما اجتمعوا تفرس الحسين بن منصور فيهم النكارة فأنشأ يقول:

يا غافلاً لِجـهـالةٍ عـن شـاْنـي هلاّ عرفتَ حقيقتـي وبـيانـي
أَ عِبَادتـي لـلـه سـتّةُ أحـرُفٍ من بينها حرفانِ معـجـومـانِ
حرفان أصليٌّ وآخَـرُ شـكـلـه في العُجم منسوبٌ إلى إيمـانـي
فإذا بدا رأسَ الحروفِ أمـامَـهـا حرفٌ يقوم مقامَ حرفٍ ثـانـي
أبصرتَني بمكان موسـى قـائمـاً في النور فوق الطور حين تراني

فبهت القوم. وكان لابن هرون ابنٌ مريض مشرف على الموت فقال الحلاج ادعُ له. فقال الحلاج: قد عوفي فلا تخف. فدخل الابن كأنه لم يمرض قط. فتعجّب الحاضرون من ذلك. فأتى ابن هرون بكيس مختوم وقال: يا شيخ فيه ثلثة آلف دينار أصرفها فيما تريد. وكان القوم في غرفة على الشطّ فأخذ الحلاج الكيس ورمى به إلى دجلة وقال للمشايخ: تريدون مناظرتي، على ماذا أناظر أنا أعرف أنكم على الحقّ وأنا على الباطل، وخرج. فلمّا أصبحنا استحضر ابن هرون الجماعة ووضع الكيس بين أيديهم وقال: البارحة كنت أتفكر فيما أعطيت الحلاج وندمت على ذلك. فلم تمضِ ساعة على ذلك إذ جاء فقير من أصحاب الحلاج وقال: الشيخ يُقرئك السلام ويقول: لا تندم فإنّ هذا كيسك، فإنّ من أطاع الله أطاعه البرّ والبحر.

عن جندب بن زادان الواسطي وكان من تلامذة الحلاّج، قال: كتب الحسين بن منصور كتاباً هذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم المتجلي عن كل شيء لمن يشاء. السلام عليك يا ولدي، ستر الله عنك ظاهر الشريعة، وكشف لك حقيقة الكفر. فإنّ ظاهر الشريعة كفر خفيّ، وحقيقة الكفر معرفة جليّة. أما بعد حمد لله الذي يتجلّى على رأس إبرة لمن يشاء، ويستتر في السموات والأرضين عمّن يشاء، حتى يشهد هذا بأن لا هو، ويشهد ذلك بأن لا غيره. فلا الشاهد على نفيه مردود، ولا الشاهد بإثباته محمود. والمقصود من هذا الكتاب أني أوصيك أن لا تغتر بالله ولا تيأس منه، ولا ترغب في محبنه ولا ترض أن تكون غير محبّ، ولا تقل بإثباته ولا تَمِلْ إلى نفيه، وإيّاك والتوحيد. والسلام.

وقال جندب: دخل عليّ في نصف الليل ببغداد بهرام بن مرزبان المجوسيّ وكان مُكثراً ومعه كيس فيه ألفا دينار وقال لي: تذهب معي إلى الحلاج فلعلّه يحتشمك فتعطيه هذا الكيس. فذهبت معه ودخلنا عليه وكان قاعداً على سجادته يقرأ القرآن ظاهراً. فأجلسنا وقال: ما الحاجة في هذا الوقت. فتكلمت في ذلك فأبي أن يقبل. فألححت عليه وكان يُحبّني فقبل. وقال لي: لا تخرج. فوقفت وخرج المجوسيّ. فلما ذهب المجوسي قام الحلاج وخرجت معه حتى دخل جامع المنصور ومعه الكيس والفقراء نيام. فأيقظهم وفرّق الدنانير عليهم بعد أن يفضّهم حتى لم يبق في الكيس شيء. فقلت: يا شيخ هلاّ صبرت إلى الغد. فقال: الفقير إذا بات في عقارب نصيبين خير له من أن يبيت مع المعلوم.
07-12-2006, 01:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - بواسطة عربية - 07-12-2006, 01:07 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ديوان ديك الجن الحمصي الحوت الأبيض 0 3,014 07-05-2011, 11:25 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  أغاني الحياة، ديوان أبو القاسم الشابي الحوت الأبيض 0 2,553 01-15-2011, 11:15 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  ديوان " يحيى بن الحكم الغزال " نبع الحياة 0 2,684 01-07-2011, 12:27 PM
آخر رد: نبع الحياة
  الكتاب: شرف ضائع - الحب والموت في الأردن...المؤلف: نورما خوري بسام الخوري 8 4,567 07-12-2010, 06:52 PM
آخر رد: روان rawan
  خارطة الحب للرائعة أهداف سويف kafafes 0 1,758 04-17-2010, 09:00 PM
آخر رد: kafafes

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS