الأخ العزيز الكندي .(f)
أشكرك على مداخلتك الهامة ،وعذرا لتأخري في الرد عليها لأني فضلت أن تكون هناك ردود أخرى جادة مثلها سواء تتفق أو تختلف في كثير أو قليل ،و لكن يبدوا أن موضوع العراق صار مخيفا للجميع ، ولا أنكر اني أيضا تحاشيت الخوض فيه لأشهر طوال ، فبمجرد تحول المشهد العراقي إلى حرب أهلية شاملة شعرت أنه لم تعد لي قضية في العراق .

اقتباس:شرعية المقاومة أولا، وعدم شرعية حكومة الإحتلال ثانيا. .

هذا نختلف حوله لسببين و ليس سبب واحد .
1- المقاومة الجديرة بهذا الوصف هي مقاومة المحتل يكافة الوسائل و ليست محصورة في المقاومة المسلحة ، فهل لديك شك أن الشعب العراقي كله يرفض الإحتلال و لكنه يختلف في أسلوب هذا الرفض ، الأغلبية تتجه إلى حل سلمي و الأقلية إلى المقاومة المسلحة ، أما لو حصرنا المقاومة الشرعية في المقاومة المسلحة فهذا يحصر المقاومة في جزء من الطائفة السنية ،و المقاومة الجديرة بهذا الإسم لا يمكن أن تكون طائفية ، هذا ما نتعلمه من تاريخ العراق نفسه في مشهد تاريخي رائع هو موقف العشائر السنية الرافض للوقيعة بينهم و بين الشيعة في رمضان 1920 ، وهذه قصة تروى و أتمنى أن يسعفني الوقت لذلك .
2- وصفك للحكومة العراقية بأنها حكومة إحتلال أو حتى حكومة الشيطان لن يغير من حقيقة أنها حكومة منتخبة تمثل الشعب العراقي بأفضل شكل ممكن في الظروف الحالية ، هذه الحكومة تلقى تأييد الشيعة و الأكراد و جزء هام من السنة أي مالايقل عن 80 % من الشعب العراقي و هي نسبة عالية بالفعل سواء رضينا بمن أفرزتهم تلك الإنتخابات أو رفضناهم ، أما كون أن تلك الإنتخابات جرت تحت الإحتلال فدعنا نتذكر أن كل الحكومات العربية التي حصلت لبلادها على الإستقلال جرت تحت الإحتلال ، بما في ذلك أكثر الحكومات العربية وطنية و تمثيلا للشعب مثل حكومة الوفد التي شكلها سعد زغلول في مصر عام 1923 ،وهي التي أطلق عليها حكومة الشعب من فرط تمثيلها لعناصر الأمة ، أما أن نقيم أداء الحكومة العراقية كونها منصاعة لأوامر أمريكا أم لا فتلك مسألة لا يمكن إصدار حكما فيها فكل الحكومات العربية يتم التأثير عليها بدرجات متفاوتة فكيف بحكومة ورثت دولة مدمرة بلا أمن ولا جيش بينما كل الشياطين تلهو فوق أرضها .
إذا نحن أمام شرعيتين ناقصتين لا شرعية واحدة مطلقة ، وهنا تكمن المشكلة في عمقها ، نحن أمام حقين يتصادمان و لابد من وجود معايير خارجية للتفاضل بينهما ، هذا يعود بنا إلى التقييم الذي عرضته في مداخلتي السابقة ،ولو قرأته بتمعن بعيدا عن المساجلات الطائفية التي تعصف بالقضية العراقية لتبينت حيدتها و معقوليتها ، للأسف لا يمكن التعامل مع العراق اليوم بقوانين الدولة و لكن يمفهوم الطوائف ،و الطائفية لها أدواتها و حساباتها و أيضا تفاوضاتها ، فلا تحسم صناديق الإنتخابات التوازنات الطائفية و لكن يحسمها التفاوض بين فعاليتها .. خذ و هات .إن المبادئ و الأفكار لا تتفاوض و لكن الفعاليات هي التي تفعل ذلك ، يرى البعض أنه لابد من إسالة بعض دماء السنة حتى يعودوا لأرض الواقع و يقبلوا بدور الأقلية النشطة ،و لكني أفضل أن يتسع أفق الشيعة ليقبلوا بدور الأغلبية الحاضنة التي تنكر نفسها ولو قليلا ، أفضل حتى أن يقسم العراق فأي نصر يحرزه الشيعة وهو ما يبدوا لو استمرت الحرب الأهلية بدون كابح لن يكون أكثر من حرب أخرى مؤجلة .
ولي عودة .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	كيف سرقتم حلمنا يا أبناء ........ (ضع ما تريد مكان النقاط) !!!	العلماني	12	4,182	04-12-2010, 07:01 AM آخر رد: فلسطيني كنعاني
	لماذا أبناء السود هم فقط من يبكي في الباصات والميتروهات	أبو إبراهيم	120	19,970	11-14-2007, 01:22 PM آخر رد: أبو إبراهيم
	إعدام تاريخ العراق: فلا زمن قبل زمن الطوائف	skeptic	2	742	01-08-2007, 12:12 PM آخر رد: skeptic
	شكرا أستراليا و كندا و موقف غبي من الحكومة الفلسطينية	فلسطيني كنعاني	39	7,641	11-29-2006, 10:26 AM آخر رد: عاصي
	يا أبناء الأفاعي ...... في وطننا العربي ....اتفووووووووووووه	نسمه عطرة	1	763	07-31-2006, 05:52 PM آخر رد: نسمه عطرة