تحياتي للزميل ديدات ولكل المارين،
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
ولقد اعتقد المسيحيون الاوائل بما فيهم التلاميذ وكتبة اسفار العهد الجديد بان منهم من سيبقى على قيد الحياة وسيرى تحقق هذه النبؤات , اى انهم اعتقدوا ان عودة المسيح ونهاية العالم كانت وشيكة الوقوع فى زمنهم
يؤسفني يا عزيزي بأن أعلِمك بأنك هذه المرة أيضاً أسأت فهم كلمات الكتاب المقدس. وعلى ما يظهر بأنك أنت الذي تريد أن تفهم بأن عودة المسيح كانت ستتم في أيامهم آنذاك (في زمنهم)، بينما النبوات لم تقل ذلك.
إنما لتوضيح النقطة قد يكون من المناسب أن نشير بأن التعبير "يوم الرب" أو "يوم الدينونة" لا يعني دائماً بالضرورة وقت "رجوع المسيح" أو "نهاية الدهر" (ما تسمونه يوم الساعة في قرآنكم). فـ "يوم الرب" ممكن أن يعني يوم دينونة الرب على شعب معين أو في مكان معين فقط. خذ مثلاً ما أنبأ به يهوه الله بواسطة إشعياء، حيث سمّى دينونته للإمبراطورية البابلية وإزالتها بواسطة الماديين (مادي وفارس) بأنها "يوم الرب" أيضاً. مع أن ذلك كان قد حدث قبل المسيح بمئات السنين:
"13: 6 ولولوا لان
يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء
13: 7 لذلك
ترتخي كل الايادي ويذوب كل قلب انسان
13: 8
فيرتاعون تاخذهم اوجاع ومخاض يتلوون كوالدة يبهتون بعضهم الى بعض وجوههم وجوه لهيب
13: 9 هوذا
يوم الرب قادم قاسيا بسخط وحمو غضب ليجعل الارض خرابا ويبيد منها خطاتها
13: 10 فان
نجوم السماوات وجبابرتها لا تبرز نورها تظلم الشمس عند طلوعها والقمر لا يلمع بضوءه
13: 11 واعاقب المسكونة على شرها والمنافقين على اثمهم وابطل تعظم المستكبرين واضع تجبر العتاة
13: 12 واجعل الرجل اعز من الذهب الابريز والانسان اعز من ذهب اوفير
13: 13 لذلك
ازلزل السماوات وتتزعزع الارض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه" – إشعياء 13 : 6 – 13.
http://st-takla.org/pub_oldtest/23_jesa.html
ولا شك أيضاً بأن الكلمات في النبوة أعلاه تذكـّرنا وتشابه كثيراً كلمات يسوع المسيح بوصفه "يوم دينونة" الأمة اليهودية للسنة 70 ميلادية، وأيضاً "وقت مجيئه، وانقضاء الدهر". وفقط للتذكير لونت لك أوجه التشابه باللون الأزرق لمقارنتها بما وصفه يسوع:
"24: 29 وللوقت بعد ضيق تلك الايام
تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع" – متى 24 : 29.
http://st-takla.org/pub_newtest/40_matt.html
"21: 23
وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام لانه يكون ضيق عظيم على الارض وسخط على هذا الشعب
21: 25
وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الارض كرب امم بحيرة البحر والامواج تضج
21: 26
والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما ياتي على المسكونة لان قوات السماوات تتزعزع" – لوقا 21 : 23 و 25 و 26.
http://st-takla.org/pub_newtest/42_luk.html
وطبعاً لم تظلم الشمس ولم تتزلزل السماء ولم تسقط النجوم حرفياً عند دمار الإمبراطورية البابلية. الأمر الذي يساعدنا على فهم ما جرى عند نهاية النظام اليهودي للسنة 70 ميلادية، وما سيحدث قريباً عند نهاية النظام العالمي الحاضر وعودة المسيح. فتطبيق تلك الكلمات بزلزلة هذه العناصر سوف يكون رمزياً أيضاً.
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
لذلك نرى بولس فى رسالته الأولى الى مؤمني كورينثوس الاصحاح 7 :29-31 يقول :
" فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ
كـُتِبَتْ هذه الكلمات يا عزيزي حوالي سنة 55 ميلادية. وكان ذلك الإلحاح من بولس مبرراً في الواقع، إذ أن إتمام النبوة ونهاية النظام اليهودي كان سيبدأ بالحدوث بعد حوالي 11 سنة فقط (66 م). ولذلك كان عليهم أن لا يشغلوا أنفسهم بأشياء ومشاريع كبيرة أو هامة، لأن – كما قال لهم – "هيئة هذا العالم تزول". أي أن النظام اليهودي كان على وشك الزوال نهائياً ليترك بقية صغيرة منهم متشردة في الأمم هنا وهناك.
إذاً لم يكن الرسول بولس يتحدث عن وقت المجيء الثاني للمسيح. لقد كان قصده نهاية التظام اليهودي. ولكننا طبعاً يمكن أن نأخذ إتمام كلماته كصورة نبوية لإتمام آخر للنبوة سيحدث في أيامنا أيضاً، (انقضاء الدهر).
[quote] ديدات كتب/كتبت
وفي رسالته الأولى الى مؤمنى تسالونيك 4 :13-18 يقول :
" ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضاً مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِهَذَا الْكَلاَمِ."
لا شك بأن الرسول بولس يتحدث هنا عن عودة المسيح لإنهاء أنظمة الشيطان إبليس الحاضرة، ليضع مكانها ملكوته. يعني بكلمة أخرى، يتحدث عن فترة النهاية والقيامة.
إلاّ أننا لا يجب أن نسيء الفهم هنا أيضاً. فعندما يستعمل الرسول بولس ضمير المتكلم "
نحن سيكون مختلفاً عن صف آخر سيكون رجاؤه بالعيش أبدياً هنا على الأرض (وليس في السماء) تحت ظل ذلك الملكوت. وهذا الصف الثاني سيكون بلا عدد (رؤيا 7 : 9 ).
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
فيتضح ان بولس كان يعتقد انه سيعيش وسيشهد مجئ المسيح الثانى , وليس هو فقط بل وبعض تلاميذ المسيح , وبعض الذين كتب لهم هذه الرسالة من المؤمنين .
ولقد مات بولس وجميع معاصريه منذ ما لا يقل عن 1900 عام ولم يحدث ما توهمه .
لا يا حبيبي، أنت مخطئ! فعلى ضوء ما رأينا أعلاه لم يكن الأمر كذلك.
إنما علينا أن لا ننسى بأنه حتى المسيح ذاته أراد من أتباعه أن يمارسوا صفة
اليقظة المستمرة". وتلك الكلمة أو صفة الإستعداد كان قد شدد عليها بولس ذاته في عدة مناسبات، بالإضافة إلى بقية رسل المسيح.
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
وكاتب سفر الرؤيا كان يعتقد ان المسيح سيعود قريبا وان الذين قاموا بطعنه اثناء الصلب , الجنود الرومانيين , سيكون منهم من على قيد الحياة عند مجئ المسيح مع ملائكته فى السحاب قبل انتهاء العالم .
الرؤيا 1 :7
هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه و ينوح عليه جميع قبائل الارض نعم امين
ولقد مات الجنود الذين طعنوه اثناء الصلب ولم يعد لهم وجود !!
أيضاً أسأتَ فهم تلك النبوة يا عزيزي! فعليك أن لا تنسى بأن الذي كان قد طعنه بالحربة وهو على خشبة الإعدام كان جندياً رومانياً واحداً فقط. بينما كلمات الرؤيا هنا تتحدث بصيغة الجمع بالقول "
الذين طعنوه". ولذلك فالمقصود هو شيء آخر.
وكي نفهم المعنى الصحيح لتلك الكلمات، سنجد كلمات يسوع في مثله عن العذارى الحكيمات والجاهلات مساعداً. فمن يطعن او يسيء إلى أتباعه سيجري اعتباره مسيئاً إليه شخصياً:
" 25: 44 حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك
25: 45 فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم
بما انكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا" – متى 25 : 44 : و 45.
http://st-takla.org/pub_newtest/40_matt.html
من ناحية أخرى، فسفر الرؤيا كانت قد جرت كتابته حوالي سنة 96 ميلادية. الأمر الذي لا معنى له إن كان يتحدث عن ذلك الجندي الذي طعن جسده بالحربة، إذ أنه على الأرجح كان قد مات منذ فترة. ولماذا يجب تحديد ذنبه أكثر من الباقين الذين ثقبوا يديه ورجليه بالمسامير؟
إذاً فالمعنى المنطقي هو آخر. يختلف عما حضرتك فهمت!
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
ان العهد الجديد يجعل – دون ان يقصد – يسوع المسيح من الكاذبين , او من الانبياء الكذبة
جعله نبيا كاذبا تنبأ بنهاية العالم وحدد موعد هذه النهاية بان جعلها فى زمن بعض المعاصرين له , وبناء عليه اعتقد كتبة الاسفار المسيحية بصدق هذه النبؤة وسجلوا فيها ان منهم من سيشهد تحقق هذه النبؤات فى زمنهم
ولقد رحل يسوع , ورحل معاصريه جميعا بما فيهم تلاميذه منذ اكثر من 1900 سنة , ولم يحدث ما زعمه العهد الجديد !!
بعد كل هذه الإيضاحات يا عزيزي أجد نفسي أمامك حاضراً للحوار إن كنت لا تزال تعتبر يسوع المسيح نبياً كاذباً. فإن كان لديك ما يمكن أن تزيده، فتفضل! وإن لاحظت بأنك أنت من أخطأ الفهم، وبأن نبوات الكتاب المقدس دقيقة وصحيحة، فلست بعد مبرراً بتكذيبه واللجوء إلى كتب أخرى من اختلاقات بشرية.