اقتباس:  zaidgalal   كتب/كتبت  
فهل فعلًا حبة الخردل (نبات) هي أصغر جميع البذور؟

تحياتي السيد زيد،

طبعاً لا! ففي وقتنا الحاضر واستعمالنا المجهر، تمكنا من رؤية ما هو أصغر وأدق بكثير من حبة الخردل.

لكن علينا أن نأخذ بعين الإعتبار بأن يسوع المسيح كان يتحدث هنا إلى سامعين من مجتمع يهودي ليست لديهم معرفة أكثر من ذلك. فبزرة الخردل كانت بالنسبة إليهم هي أصغر ما كانوا يعرفونه. وعلى ما يظهر كانوا يستعملونها باستمرار لغوياً من أجل التعبير عن ما هو قليل أو صغير. فيسوع لم يكن هنا يعالج علم النبات والطبيعة. لقد كان هدفه أن تصل الفكرة من مثله. وطبعاً وصلت لكون مفهومهم كان معتاداً على اعتبار تلك البزرة من أصغر جميع البقول.

ولا شك بأنه حتى في وقتنا الحاضر، وفي لغتنا اليومية يمكن أن نستعمل تعابير تصويرية مشابهة من أجل إيصال الفكرة. هذه التعابير، لو أُخِـذَت بطريقة حرفية تـُعتـَبـَر أحياناً خاطئة. ومع ذلك نستعملها. فمثلاً يمكن أن يقول حبيب لحبيبته: "سأجلب لك القمر"، أو "سأقطف لك النجوم". وغير ذلك من حالات وعبارات لغوية يومية.

في اللغة العربية لا يزال أيضاً يجري استعمال التعبير: "لم يبقَ في جيبي ولا قرش (أو ولا مليم)". فهل عرفنا أنا وأنت القرش؟ القرش كان على أيام أجدادنا في الخمسينات أو ما قبل ذلك على ما أظن. وكان قطعة نقدية معروفة. كما وأنه كان يمكن استعماله لشراء شيء أو حتى أشياء. حالياً لا نستعمله إلاّ لغوياً. ومع أننا حسابياً لا نزال نستعمله، إلاّ أنه لا وجود ولا معنى له من الناحية العملية.

ولذلك فكلمات يسوع يجب أن تـُفهم بذلك المعنى.

مع أفضل تمنياتي. :97: