الشيخ العزيز اسماعيل
اقتباس:فارق ما بيني وبينك أنني أنظر لإسلام هذه البغي، فأحاول الارتقاء بها وبغيرها نحو آفاقه السامية، بينما أنت لا ترى فيها غير الشرمطة، وتحاول جاهدا أن تنحدر بإسلامها نحو تلك (الشرمطة)!!
لذلك فأنت تنظر لكل آاداب الإسلام وشكلياته من بوابة (الرزالة)!! بينما تجتهد مليا في أن تخضع تعاليمه لعقدتك الشمولية، وهي الطبقية التي أثبتت تجربة العقود فشلها في تفسير حركة الأحداث!!
إن محاولة ارتقاءك بالشرموطة وتحويلها إلى محجبة ( شرموطة سابقة ) يأتي في سياق المهمة التي نذرت جهدك من أجلها وهي مهمة إعادة إنتاج الواقع ومحتوياته بما يناسب نصا منتخبا تعتقد أنه الإسلام الصحيح
وهنا تكون أنت أكثر وطأة وقسوة وفجاجة على الواقع من الماركسيين الذين تنتقد طبقيتهم وترميني بها
فالماركسيون على أقل تقدير يدعون أن طبقاتهم موجودة في هذا الواقع و أن دخولهم على خط الصراع الطبقي لا يتعدى خلق الأدوات التي تساعد طبقة من الطبقات على بلوغ أهدافها
أما انت فتتحدث عن إله غير منظور وآخرة يعجز عن تصورها الخيال ونصوص فيها من المتناقضات ما أعجز علماء الدين الأفذاذ من وضع قدم على بر
و بالمناسبة أنا و رغم إيماني بوجود تلك الطبقات إلا أنني لا أعتبرها كما اعتبرها كارل ماركس بأنها و بصراعها تحرك التاريخ وهذا موضوع خضت فيه كفاية منذ ما يزيد على العشرين عاما وشرحه يطول
أما الذي ادعيه أنا فهو أنني أقرا الواقع بمعطياته القائمة بدون أن أقحم رغباتي عليه
ومن موقع المراقب لا الداعية ولا صاحب المشروع " الطبقي او الديني " أقرأ وعلى طول الخط أن هذا النسق من الحركات الإسلامية التي يلمح زميلنا مورجان على اعتدال بعضه ( والذي أنتم في إطاره كحركة إخوان مسلمين ) لا تختلف عن الأنساق المتطرفة الأخرى في جوهر قاعدتها الفكرية السياسية
فكل الإسلام السياسي سواء منه الذي مر عبر التاريخ وصولا إلى الحركات السياسية المعاصرة كلها تجتمع على خصائص متطرفة تنطلق من رفضها للواقع وتعمل على فرض النص المنتخب على هذا الواقع
والفرق بين المعتدل والمتطرف من تلك الحركات الأداة فقط
فهي إما أدوات فاشية تعتمد مختلف صنوف الإرهاب الاجتماعي أو الفكري أو السياسي
أو أدوات فاشية تقوم على الإرهاب المسلح
إن عملية طعوجة الواقع ليكون على شاكلة النص فشلت على يد الرسول نفسه أولا والأمثلة كثيرة ومن القرآن شخصيا
كما أنها فشلت فيما بعده حتى لم يبقى من تلك المقاربة غير الأذكار والركون إلى الماورائيات والمشاريع السياسية الفاشلة التي صار الخراب مؤشرا على حلولها والتاريخ القديم والمعاصر يعطيك من الأمثلة الكثير
أما صورة الإسلام الصحيح التي لدي فهي صورته كما هو على أرض الواقع أي مذاهب و طوائف
و مشايخ معقدين وعباد جبناء يتقون شر الله الجبار وعقابه
وشجعان أذكياء لا تنطلي عليهم لعبة الترهيب والترغيب الإلهية المدعاة
و منافقون أصحاب مصالح ...
و الخ ... الخ .... الخ ...
كل هؤلاء تجمعهم هوية حضارية أو هوية ما عنوانها الرئيس الإسلام ومتنها اتفاقات وخلافات تحتمل الشيء ونقيضه
(f)