{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية
الكندي غير متصل
ليس التلاسن مع الرعاع فكر ولا حرية
*****

المشاركات: 1,739
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #15
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية
شكرا لجميع الزملاء تعليقاتهم. سأستعجل النقل كي تتضح الفكرة فيبدو أن الموضوع يوحي بأشياء ليس يقصدها ولا هي فيه.

---
لحظة معاوية : الحلقة الثالثة

البخاري ايضاً.

(حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة قال كتب معاوية الى المغيرة اكتب الي ما سمعت من رسول الله فكتب اليه ان نبي الله كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) (ج1/ص279 – 808) وفي البخاري ايضا (وكان معاوية يامر الناس بذلك القول) (البخاري 6241 –)

للوهلة الاولى يبدو الخبر اعتياديا . معاوية الذي استتب له امر الخلافة يبعث لواحد من عماله عبر الامصار من الشام إلى الكوفة يسأله عمَّ كان يقول الرسول ( عليه افضل الصلاة والسلام ) بعد كل صلاة وعامله يجيبه وانتهى الامر .

لكن عندما ندقق اكثر نجد ان الامر اعمق واكثر تعقيدا :

اولا - لعل هذا الطلب كان يمكن ان يجاب اكثر من قبل صحابة صحبوا النبي ورافقوه وتابعوا كل تفاصيل صلاته وسننه وكان بعضهم ، بل كبارهم وافاضلهم ، لا يزالون على قيد الحياة طيلة حكم معاوية بل وكان واحداً من اكثر رواة الحديث - بل واكثرهم على الاطلاق - يساكنه في الشام وهو ابو هريرة . أما كان من الممكن ان يسأله هو او غيره ممن سكنوا الشام وهم صحابة اكثر حفظاً من المغيرة ؟ او ان يسال واحدا من اثنين من كبار المحدثين والفقهاء الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة ويسكنان المدينة : ابن عمر وابن عباس ؟ أما ان يسأل المغيرة واليه على الكوفة فالامر يحتاج إلى تركيز وبحث اكثر . صحيح ان المغيرة اسلم قبل معاوية بفترة ( قبل الحديبية على الارجح ) وصحيح انه شهد عمرة الحديبية وبيعة الرضوان الا انه لم يتميز بفضل معين على بقية الصحابة ولم يعرف عنه كبير اهتمام برواية حديث اوحفظ سنة على الاقل مقارنة بغيره من الصحابة . لكنه عرف عموما بالمكر ( كما يشير الى ذلك صاحب الاصابة في تمييز الصحابة ) . السؤال موجه اذن من الشام بلد الخلافة إلى الكوفة معقل المعارضة الدائمة ضد السلطة الاموية . الا يستحق الاستغراب ان يتراسل الخليفة واميره في منطقة ملتهبة بالمعارضة ليسأله عن دعاء ما بعد الصلاة وهو يستطيع ان يسال صحابة اكثر خبرة بهذه المسائل في نفس مدينته ؟

ثانيا- لنفترض اننا صدقنا أن معاوية فجاة اظهر اهتماما بهذه المسالة- مع استبعاد ذلك لان اكثر المغالين في الدفاع عن معاوية لا يذكرون عنه اهتماما بالغا بهذه الامور- . المهم حتى لو كان الامر كذلك فهل من المعقول ان يقوم خليفة ما( معاوية او غيره ) بتعميم صيغة الدعاء المحددة هذه التي ارسلها له عامله ويقوم بامر الناس بقولها بعد الصلاة ؟ كما جاء في البخاري ايضا (وكان معاوية يامر الناس بذلك القول) (6241 )هل يعقل هذا ؟ هل حدث قبلها او بعدها ؟ ان تعمم صيغة معينة لدعاء مابعد الصلاة لم تتواتر عن الرسول ولم تؤثر عنه بل ولم يروها بهذه الصيغة بالذات سوى المغيرة نفسه . هل ممكن ان تتحول هذه الصيغة في الدعاء إلى امر رسمي يوجهه الخليفة إلى رعيته الا اذا كانت تحتوي على مغزى معين يريد الخليفة تكريسه وتثبيته فيبعث إلى عامله وبالذات في الكوفة المعارضة دوما ثم يامر الناس بها وهي ليست بعد كل شئ وفي احسن الاحوال و أصحها إلا دعاء و سنّة لا فريضة ولا تشكل اصلا من اصول الدين .

ثالثا- لا يقف الامر عند هذا الحد قط ، ولو تابعنا كتباً اخرى للحديث لوجدنا ان هذه الصيغة تمسك بها معاوية وخطب بها على المنبر بل ونسبها إلى النبي لا بعد الصلاة كما جاء في رسالة المغيرة اليه بل على المنبر ايضا قائلا انه سمعها من النبي على هذه الاعواد- أي على هذا المنبر- الذي يخطب عليه أي بالمدينة ( الادب المفرد للبخاري 666 )

بل ان احدى الروايات تروي ان معاوية كان يلقي بالدعاء كما لو كانت بيانا رسميا من السلطة وباكثر صيغ التوكيد (لتعلمن ايها الناس انه لا مانع اما اعطى الله…) وفي كل الاحوال فان كثرة ورود هذه الحادثة على المنبر تؤكد ان معاوية كان يكثر منها وربما كان يكررها كلما سنحت له الفرصة. <المعجم الكبيرج19 ص338، 782 ، 783، 784، 787، / موطأ مالك 1599 / المنتخب من مسند عبد بن حميد 416 / الامام احمد 16885، 16906، 16896، 16940>

لكل ما سبق وابتداء من عدم اهلية المغيرة بالذات للدلو في مسالة دعاء النبي ما بعد الصلاة في وجود صحابة افاضل اقرب للنبي، بل ولمعاوية وانتهاء من أمر معاوية للناس بالدعاء بهذه الصياغة بالذات واستخدامها كبيان رسمي على المنبر في صيغة توكيد تقرب من التهديد (ايها الناس لتعلمن انه لا مانع) …

لكل ما سبق ليس من المعقول ابداً اخذ المسألة على ظاهرها الاول الذي يفسر المسالة بشكل سطحي وبتلقى الدعاء <الذي تعود معظمنا على سماعه> كأمر بديهي ومسلم به .

وهذا لا يعني قطعا اتهام المغيرة او سواه بالكذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليست هذه هي المسالة فهناك صيغ اخرى للدعاء وان كانت مختلفة ولم ترد بعد الانتهاء من الصلاة (عن ابن سعيد ، المجتبى من السنن 1068 ابن مسعود ، 10551 ابن عباس المعجم الكبير ج 12 ص173) (12796) ، حتى لو صح الحديث ، وهو صحيح فعلا حسب القواعد الحديثية فان المسالة هي توظيفه من قبل السلطة الاموية بشكل واضح من اجل مسالة معينة ولا بد ، المسالة هي اجتزائه من سياق محدد وتضخيمه وتكبير مساحته ليصير بمثابة فرمان وامر رسمي على الناس اطاعته ويتحول إلى مثابة بيان صادر من اعلى سلطة في الدولة تعيده وتؤكده بل وتكاد تهدد به . كل هذا مجرد توظيف لدعاء صحيح الثبوت عن النبي لكنه بالتاكيد لم يستخدم بهذه الكثرة وهذا الشكل لا في حياة النبي ولا في عصر الخلافة الراشدة .

لا نقول ذلك تهربا من اتهام فلان او علان ممن عاصروا الرسول بالكذب، المسالة حقيقة اعمق من ذلك واصدار الاحكام على اشخاص صاروا في ذمة الله يجب ان يكون اخر اهتماماتنا .

الحديث رغم كونه حديث آحاد ولم يرد بهذه الصيغة الا عن المغيرة الا انه صحيح وصياغته اللغوية البليغة تبعد عنه احتماليات الوضع . انه في اسوأ الاحتمالات (توليفة) من مجموعة ادعية وايات وهو امر مقبول ولا يمكن ان يعد كذبا . لكن الاكيد والثابت من السياقات المختلفة وجود آلية توظيف وتضخيم (سياسية) على الاغلب لحديث آحاد تحول عبر هذا التوظيف إلى فرمان وبيان رسمي .

انك قد تتلو الدعاء بعد صلاتك باعتباره من المأثورات صحيحة الثبوت عن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وتتاثر في داخلك بالصيغة البليغة العميقة للدعاء خاصة وانك عبر دقائق صلاتك سواء كانت منفردة او جماعة قد تأهلت نفسيا للتاثر باي صيغة دعاء فاذا بالكلمات البليغة تدخل في اعماقك وتؤثر فيها وتقويك وتجعلك تشعر بان لا شئ يقف عمليا دونك ودون ما تريده -الا الله . لا البشر ولا الطبيعة ولا الظروف المختلفة . يدخل الدعاء بهذه الظروف إلى اعماقك فيعطيها قوة دفع إلى الاعلى إلى الافضل.

بهذه الصيغة الفردية يكون سياق الدعاء معقولا ومقبولا بل وموافقا لثوابت الخطاب القراني التي سبق وتعرفنا عليها ، لكن فكر فقط ان هذا الدعاء الذي تقوله بشكل اختياري صار امرا من قبل السلطات وصار بمثابة بيان رسمي يشدد راس الدولة شخصيا على استخدامه ويستخدمه هو شخصيا في خطبه وبصيغة توكيد وتهديد .

ان الامر بهذا الشكل سيخرج عن صيغة الدعاء الفردي إلى صيغة اخرى ، صيغة ستجعلك كفرد تبحث عن سبب وراء هذا التأويل ستجعلك تشك بهذا التوكيد والتشديد والتهديد وتبحث عن سبب في الظروف السياسية والاجتماعية المحيطة بك .

ولو اننا بحثنا عن لفظ معين في صيغة الدعاء نفسها كان معاوية حريصا على توكيده دون غيره ، لما تعبنا. لان معاوية نفسه اختزله حين صعد إلى المنبر وحذف المقدمة الاولى: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد… ليصل مباشرة إلى لا مانع لما اعطى الله… ولا معطي لما منع الله… وقد كان البخاري فطناً مدركاً ان مربط الفرس في هذا الدعاء هو في هذا اللفظ بالذات فجعل الدعاء في باب ( لامانع لما اعطى الله ) .

لا مانع لما اعطى الله؟ هذه الجملة اذن هي المقصد والسبب وراء تحويل دعاء ما بعد الصلاة إلى فرض وبيان رسمي لماذا يا ترى ؟ ما السبب السياسي الاجتماعي في ظروف تلك الفترة التي حدت بمعاوية راس السلطة انذاك إلى هذا التوظيف والتكريس ؟

فلننظر في الفترة : استغرق حكم معاوية حوالي 20 سنة من 40 هجرية إلى 60 هجرية .

ولما كان المغيرة قد توفي في نهاية العشر سنوات الاولى <بين 49 – 51 هـ> من حكم معاوية في اغلب الاقوال <كما في الاصابة> فان المسالة كلها قد بدءت ولا بد في النصف الاول من حكم معاوية وهو النصف الذي كان لا يزال فيه الحسن على قيد الحياة ( مات سنة 50 هـ هو الآخر) .

ان مجرد التركيز في هذا القول ومحاولة بثه بهذا الشكل الرسمي بين الناس يوحي بان السلطة تحاول التذكير بان هناك (عطية الهية) لها – او لرأسها لا فرق – وان هذه العطية لا مانع لها . أي لا جدوى من محاولة منعها او سلبها ، وفي ذات الوقت فان هناك (منع الهي) لفئة اخرى مناوئة للسلطة على الاغلب ولا جدوى من محاولة اسناد هذه الفئة ومؤازرتها ما دام المنع الالهي لن يعطيها شيئا .

هناك عطية الهية اذن للسلطة وهناك منع الهي للفئة المناوئة .

ما هي هذه العطية الالهية التي حاولت السلطة الاموية بث فكرتها وتأكيد حقيقتها واستخدامها كمقدمة للبيان الرسمي الذي تتحدث باسمه ؟

هل تكون هذه العطية التي لا مانع لها هي نفسها ( الحق ) الذي تحدث عنه معاوية في حديث ابن عمر السابق والذي جعل منه ( بزعمه ) احق من الاخرين من الصحابة ومن ابائهم ايضا وهم كبار الصحابة ؟
انه حق الهي هذا الذي يزعمه معاوية اذن ، وهو حق يجعله فعلا فوق كل سبق وكل فضل وكل قرابة ما دام حقا الهيا .

لكنه لا يزال حقا غامضا تريد السلطة تثبيته وتكريسه بهدوء . تريد جعله حقيقة واضحة .

الحق مرة . والعطية الالهية التي لا مانع لها مرة اخرى .

فلننظر في المزيد من الوثائق .
منقول من كتاب البوصلة القرآنية للدكتور أحمد خيري العمري

يتبع الحلقة الرابعة ..
08-31-2006, 05:26 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الحر - 08-30-2006, 08:46 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة آمون - 08-31-2006, 09:45 AM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الكندي - 08-31-2006, 05:26 PM
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة خالد - 08-31-2006, 07:20 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة ريفي - 08-31-2006, 07:37 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الحر - 09-01-2006, 04:48 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة Truth - 09-02-2006, 06:03 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فقه الثورة وفقه العنف والجريمة ..لحظة داروينية في ربيع العرب بقلم: نارام سرجون فارس اللواء 0 726 09-06-2012, 12:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  فرصة تاريخية للمصريين والعرب ... الأهرام الرقمى نظام الملك 22 5,183 02-24-2012, 04:37 AM
آخر رد: The Holy Man
Video معاوية بن ابي سفيان، صحابي جليل ام زنديق تملك المسلمين؟ (خطبة مثيرة للاهتمام) المفكر شمعون 11 3,974 05-14-2011, 09:40 PM
آخر رد: على نور الله
  جمهورية اليهود ...حقيقة تاريخية والحل بيد الليدي ميشيل نسمه عطرة 1 2,015 01-10-2011, 10:43 PM
آخر رد: أسامة مطر
  نصارىالعرب وقبر أبو أيوب و بزيد ابن معاوية عزيز عزير 12 3,711 09-16-2010, 01:29 PM
آخر رد: المضطهد Le persécuté

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS