{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية
الكندي غير متصل
ليس التلاسن مع الرعاع فكر ولا حرية
*****

المشاركات: 1,739
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #23
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية
بصمات باقية الى يومنا هذا ..

تلك البيئة الاموية بمعطياتها الحاسمة افرزت مضادات ومعطيات اخرى لا تزال حية وقائمة إلى يومنا هذا وتشكل جزء لا يتجزء من الفكر والفقه بل ومن الطبيعة الاجتماعية الاسلامية فامام سلاح الجبر الذي استخدمه الامويون لاضفاء الشرعية على حكمهم كان لا بد وان ينشأ لدى معارضيهم مفهوم مضاد يقارعون به الجبر الاموي ورغم ان حقيقة مقالاتهم وارائهم لم تصلنا الا عن طريق معارضيهم مما يترك مجالا للتشويه والتشنيع الا انه من المحتمل وبسبب الية الغلو والغلو المضاد وحداثة الكثيرين بالاسلام بل وجهلهم باللغة العربية من المحتمل ان يكونوا انزلقوا فعلا عبر معارضتهم للجبر الاموي إلى نفيهم للارادة الالهية اصلا.

وكان ذلك محرجا جدا حتى ولو لم يكن حقيقيا فقد كانت السياسة الاعلامية الاموية تروج انهم وصلوا لتلك الدرجة من نفي القدرة الالهية لتجند الراي العام المسلم ضدهم، حتى الفقهاء المعارضين للسلطة ما كان يمكنهم سوى ان يعبئوا اقوالهم ضد فئة قيل عنها انها تنفي قدرة الله وارداته بالكلية، وبين جبر السلطة ونفي المعارضة وجد الفكر الاسلامي نفسه امام مازق التوفيق والتوسط الذي سيظل حبيسا فيه لقرون طويلة وهو توفيق وتوسط سيكون ملفقا ومزيفا في اغلب الاحيان وسيعتمد على ذات الاليات التي استخدمها الامويون: استعمال النصوص مجتزأة من السياقات للرد على نصوص اخرى بدلا من الانطلاق من كليات النصوص القرانية وعمومياتها.

واستخدام لمطاطية ومرونة وسعة اللغة العربية إلى اقصى حدود الاستخدام حسب الغرض بالاضافة إلى استغلال الية وضع الاحاديث من اجل التنديد بالفرق المعارضة وتوعدها جهنم وبئس المصير في الحياة الاخرى بالاضافة إلى جهنم وبئس المصير في الحياة الدنيا التي كان أي معارض يتلقاها.

وبسبب من ضيق الزاوية التوفيقية التوسطية التي حصر الفكر الاسلامي فيها فقد اضطر إلى استعمال مصطلحات لغوية غامضة للتعبير عما هو غامض ومبهم اصلا فكان مصطلح الكسب مثلا الذي يعني ان لله يخلق الافعال ولكن العباد يكسبونها او ان الله يخلق الافعال ولكننا نكون محلا لها الخ

وكان ذلك كله غامضا ومبهما ومنحازا- رغم اعلانه التوسط- إلى الجبر الاموي مغلفا بعبارات منمقة وفلسفية ،كان الرجل العادي الذي يخصه الموضوع بشكل مباشر بعيدا عنها تماما وكان التحصيل الحاصل من موقف التوسط الفكري هو ترسيخ الجبر اجتماعيا لغموض فكرة التوسط ورفض فكرة النفي المطلق للارادة الالهية ووجود مفهوم الجبر بقوة الاستبداد كامر واقع بل وعريق.

ولقد راينا في الفصل السابق عبر الاقتباسات المختلفة من كتب العقائد والملل غموض وتناقض وتشوش الافكار والعبارات في مسالة القدرة والارادة والافعال وهذا كله ناتج عن طبيعة الردود التي دفع اليها الفكر الاسلامي دفعا مع التاكيد على وجود حسن النية عند معظم الفقهاء اصحاب هذه الردود لكن هذه المسالة الحساسة بقيت عقيدة وفكرة في رؤوس الناس عبر القرون والى يومنا هذا.

وكما كانت مسالة الارادة البشرية والمشيئة الالهية مثارا لجدل عقائدي ذي جذور واصول سياسية فان مسالة مرتكب الكبيرة وموقعه من الايمان والاسلام اوالكفر كانت ذات اصول سياسية واضحة رغم ان عرضها اليوم ضمن مجموعة العقائد يتم تفريغه من مضمونه السياسي لكن بداية المسالة كانت سياسية بحتة فقد وجد المسلمون انفسهم ومع بداية العهد الاموي وصعودا يدينون بالطاعة والولاء لامراء وخلفاء ما كانوا يتورعون عن اظهار ارتكابهم للمنكرات والكبائر والمعاصي فضلا عن اقترافها اصلا بل ان معظمهم تجاوز الطابع الفردي في ارتكاب الكبائر التقليدية إلى حد بعيد في الاستهتار والمجون بل وحتى الزندقة فقد روى الرواة مثلا ان الوليد بن يزيد كان رائدا في الخلاعة والمجون وان في اشعاره من التهتك ما لا يسمح الذوق الحديث بكتابته اضافة إلى اظهاره الشراب والمعازف والملاهي بل يقال انه اعتزم ان يبني اعلى الكعبة قبة يشرب فيها الخمر ويشرف منها سكرانا منتشيا على الطائفين ببيت الله العتيق.

وروي ايضا انه رمى المصحف بالسهام اكثر من مرة عندما انزعج من ايات فيها وعيد لامثاله كما روي عن يزيد بن معاوية انه صلى بالناس الفجر مرة وهو سكران فزاد فيها ركعة!

كما روي عن غير واحد منهم اشعار تفوح منها رائحة كفر بواح مثل ذلك البيت المنسوب إلى يزيد:

لعبت هاشم بالملك فلا ملك جاء ولا وحي نزل

هذا كله بالاضافة إلى ما هو اكثر واثبت واظهر من استباحة دماء المسلمين واعراضهم مما جعل الفكر والمجتمع الاسلاميين يحتار في تحديد هوية هؤلاء الامراء وولاة الامور هل هم مسلمون؟ هل هم كفار؟ ما هو واجب الامة في حال كونهم كفار؟ هكذا بدء الاختلاف حول مرتكب الكبيرة منطلقا من جذور سياسية واضحة المعالم .

وتبين لنا اختلافات الفرق حول هذه المسالة طبيعة الاختلاف حول التعامل مع السلطة الحاكمة مرتكبة الكبائر فالخوارج كفرت مرتكب الكبيرة أي بتعبير اخر كفرت السلطة والمرجئة عدته مؤمنا أي انها عدت السلطة مؤمنة واهل السنة ممثلين بالحسن البصري انذاك عدته منافقا اما المعتزلة فقد اعطتهم منزلة جديدة بين منزلتي الكفر والايمان وقد اجتمعت كل هذه الفرق على فسوق وفجور مرتكب الكبيرة كما اجمعت على كفره في حال استحلاله لكبائره.

هذه التقييمات المختلفة التي نقراها اليوم فنتصور انها موجه نحو الفرد العادي الذي قد يزل فيرتكب معصية ثم يستغفر ربه فيتوب ثم قد لا تكون توبته نصوحا الى آخره لكنها كانت في حقيقة الامر تعبيرا فقهيا عقائديا عن صيغة للعلاقة بين السلطة والناس.

ولعله من الجلي الواضح ان ترسيم المرجئة لوصف مرتكب الكبيرة بالايمان الذي عده اقرارا باللسان واعتقادا بالقلب فحسب كان يفيد السلطة الاموية بشكل خاص باعتباره يصفها بالايمان رغم ارتكابها الكبائر وقد قرب الامويون بعض ائمة المرجئة واستخدموهم كولاة وعمال في الامصار لغرض نشر مفهوم الارجاء وتكريسه وانطلقت الية توظيف النصوص تعمل على هذا الهدف فاذا بالنصوص الصحيحة تجتزئ من سياقاتها وتروج بشكل مخطوء واذا بدخول الجنة عمل من اسهل الاعمال بل انه لا يستوجب أي عمل على الاطلاق فقط قول الشهادة وما اسهل ذلك ورغم ان توظيف هذه النصوص وترويجها كان لخدمة اصحاب الكبائر من اهل السلطة الا ان هذا الترويج كان ينشر معه مفهوم الارجاء اي فصل العمل عن الايمان عند العامة كذلك مما سبب تدهورا اخلاقيا سريعا في المجتمعات المسلمة ورغم ان المرجئة كفرقة لم تستمر طويلا وواجهت ردودا عامة خصوصا حول مسالة تعريف الايمان الذي اعيدت صياغته على يد اهل السنة والجماعة بانه خضوع بالجنان واقرار باللسان وعمل بالاركان الا ان العمل الذي اعيد دمجه بالايمان هو العمل بالشعائر فحسب وليس المفهوم الواسع الشامل للعمل الصالح الملتحم عضويا بالايمان عبر القران كله وبالاضافة إلى ذلك وبالرغم من اعادة تعريف الايمان فان منابع الارجاء من نصوص مجتزأة وموظفة ظلت موجودة بكثرة خصوصا وان بعضها صحيح النسبة إلى الرسول ولكن مجتزأ من سياق اعم واشمل وظلت هذه النصوص تعمل في الجماهير خصوصا بمفاهيم فصل الايمان عن العمل وان لم تسمى هذه المرة خلف عقيدة المرجئة.
وبالرغم من ان مفاهيم الارجاء قد خدمت السلطة الاموية بادئا ذي بدء الا ان ذلك لم يكن على طول الخط فقد استخدمت مفاهيم الارجاء نفسها وبشكل معارض للسلطة فقد كانت السلطة ومن اجل الاستمرار باخذ الجزية من شعوب كاملة فتحت بلدانها ودخل اهلها الاسلام عموما تعتبرهم غير مسلمين بسبب عدم اتقانهم الصلاة بالعربية مثلا او سائر الفرائض ولم يكن عدم اعتبارهم مسلمين حرصا على الفرائض او غيرة على الاسلام بل حبا في الجزية،و في مواجهة هذا الواقع الذي الغى الملايين من الناس وعدهم غير مسلمين تقدم مفهوم الارجاء ليرجئ امر هؤلاء إلى يوم القيامة ويعدهم مسلمين إلى حينها ولعل هذه المعارضة هي التي سرعت باندثار الفرقة وانقراضها على الرغم من استفادة الامويين من بعض مبادئها.

في هذه البيئة الفكرية ولدت اولى بذور الفكر والفقه الاسلاميين استبداد و جبر وتوظيف النصوص للاغراض السياسية ،غلو وغلو مضاد. هل كان يمكن لفكر ولد في بيئة حافلة بالمعوقات الا ان يكون معوقا هو الاخر؟ هل كان يمكن الا ان يحمل معه عبر العصور صعوبات بيئته الاولى ومشاكلها بل وخلافاتها؟ هل كان يمكن الا ان يحمل اللحظة التي ولد فيها ليمنحها مثل ما منحته الانتشار التاريخي والجغرافي ؟ لقد اكتسب هذا الفكر بانتسابه للاسلام اولا وبارتباطه بتفسير وتأويل النصوص المقدسة جانبا اكتسب درجة القدسية بالتدريج خصوصا وان بعض التكريس قد رسخته سلطات مستفيدة من هذا الفكر وبالاخص اكثر وان العوامل التاريخية والية توظيف النصوص قد عمدت إلى تقديس الفترة بكاملها فترة السلف الصالح التي تمتد على الاقل مدة 3 اجيال بعد وفاة الرسول.

كل هذا منح الفكر والفقه الذين ولدا في تلك الفترة عوامل الاستمرارية والبقاء. لقد كانت لحظة معاوية هي التي بدءت ذلك كله. فلنلاحظ اذن انها لم تستمر عشرين سنة فترة حكم معاوية ولكنها استمرت اكثر واكثر.

* * *

صدق او لا تصدق:العباسيون امويون جداً

برغم ان العهد الاموي لم يلبث ان انتهى بسقوط دولتهم على يد العباسيين الا ان لحظة معاوية لم تنته بسقوط الدولة الاموية بل استمرت اكثر واكثر فالمهم في المسالة هو المعطيات المكرسة وليس مهماً من هو الذي يتولى الخلافة و الى أي قبيلة ينتسب.

وفي الحقيقة لم يشهد عهد انتعاش لمعطيات لحظة معاوية مثل العصر العباسي .

لقد صارت هذه الاسلحة جزء لا يتجزء من طبيعة كل حكم ياتي لانها صارت جزء من طبيعة الناس، صار الناس بطبيعتهم وبتقادم العهود الاستبدادية مهيئين ليكونون مغلوبين على امرهم مستعدين للظلم متقبلين تماما لدور الضحية امام السلطة الجلادة التي كانت تتبدل وجوهها واسماءها وحتى شعاراتها ولكن سياستها مع الناس لم تتغير: السيف السوط والصلب على جذوع النخيل.

وامام رعية متقبلة لدور كهذا ما كان على الراعي الا ان يكون كما يتوقعونه ان يكون مستبدا باطشا قاسيا على اعدائه.

والمسالة تظل نسبية وقد شهد التاريخ الاسلامي عبر عصوره المتعاقبة حكاما اعدل ربما من غيرهم لكن عدالتهم محسوبة دوما ضمن نفس قيم الاستبداد. انهم افضل ممن سبقهم او لحقهم من الحكام، ربما عفوا عن هذا او ذاك من معارضيهم ربما قتلوهم ولكن لم يفتكوا بعوائلهم بل انهم ربما كانوا يفضلون شراء ذمم معارضيهم بدلا من تعليق جثثهم في الميادين العامة وكان ذلك بالتاكيد افضل من سمل العيون وسبي النساء وارسال الرؤوس المقطوعة عبر الامصار، لكنه يظل ايضا بعيدا عن الانتماء إلى عالم القيم القرانية قيم الشورى التي لم تتحقق على ارض الواقع الا في فترة النبوة وجزء من الخلافة الراشدة دون ان تتحول إلى مؤسسة لها جذورها الاجتماعية والسياسية التي تحميها من تبدلات امزجة مختلفة واخلاق الحكام.

ولعل خير مثال على ذلك الانقلاب الكبير الذي قام به عمر بن عبد العزيز الذي كان إلى حد بعيد يقترب من المفهوم الراشد للعدالة وكانت اخلاقه عالية تماما و نياته صادقة وقد قام برد الكثير من المظالم لكن السلطة تحتاج إلى مؤسسات ، إلى بطانة قوية تكون مقتنعة بما تفعل ولا تبدل القوانين بتبدل مزاج الخليفة لذلك بعد ان مات عمر، ولا يهم هنا حقا كيف مات ،عاد كل شئ كما كان وربما اسوء .

وفي كل الاحوال عملت على تقبل الشعب للاستبداد وتعوده عليه تلك الكمية الهائلة من النصوص والفتاوي التي ساعدته على ذلك فقد عملت الية التوظيف والاجتزاء على تاويل وتحويل عدد كبير من النصوص الصحيحة قطعا إلى معنى مخالف لمقصد السياق من اجل خدمة هدف تثبت دعائم السلطة وقد مر معنا في لحظة معاوية بتاثير ذلك ونماذج منه.

وعملت الية الوضع بشكل اسوء بكثير وقد كان العهد العباسي عموما عهد وضع الاحاديث وصناعتها وقد وجد بنو العباس خصوصا في عدم وجود فضل وسبق معين لجدهم العباس رغم كونه عما للرسول بسبب تاخر اسلامه عددا هائلا من الاحاديث <الضعيفة او الموضوعة حسب التصنيف اللاحق> التي خدمتهم باشكال مباشرة او غير مباشرة فهناك الاحاديث التي تبشر بحكمهم بل وتحدد اماكن انطلاق ثورتهم وهي احاديث موضوعة لهدف محدد في وقتها والمضحك انها لا تزال تجد تاويلات معاصرة إلى يومنا هذا وهناك احاديث اخرى مضادة لاعدائهم بنو امية اولا والعلويون ثانيا حسب تسلسلهم التاريخي.

[SIZE=4]وهناك احاديث من نوع اخر وضعت لا ضد احد بالذات ولكن لتكريس طبيعة استبدادية معينة ففي تلك الفترة المبكرة من العهد العباسي كانت مكانة الشيخين ابي بكر وعمر عالية جدا وكانت اعمالهما وافعالهما سنة جديرة بالاتباع بل ان الفترة كلها قد تطوبت فترة مقدسة لا يمكن المساس بها وصارت سنة الشيخين مرجعا مهما من مراجع الفقه- على الاقل بالنسبة لأهل السنة- ولذلك فقد وضعت احاديث وروايات تاريخية لا باس بكميتها تنسب افعالا استبدادية معينة لتلك الفترة ،خاصة إلى عمر، متنكرة خلف شدته وحزمه ومستغلة الخلاف الموجود فعلا مع علي وفاطمة لتنسج من ذلك كله نسيجا مختلقا من حكايات غريبة وعجيبة: هاهو عمر يهدد بحرق البيت بمن فيه <وفيه فاطمة وعلي وبقية اهل البيت> وهاهو يبدي استعداده لقتلهم بل هاهو يوحي باجراء مذبحة لمجلس الشورى الذي اوصى هو بتكوينه عقب اغتياله وقبيل وفاته فاذا لم يتفق فلان وفلان وفلان فاقتلوهم واذا لم يصلوا لاتفاق خلال 3 ايام اقتلوهم جميعا الخ وكلها نصوص غريبة عجيبة ولا اثر لها في الوقائع المروية بالاسانيد الصحيحة ولم يكن هدف واضعوها الحط من مكانة عمر <كما يهدف الان مروجو هذه الوقائع> بل كانوا يستندون على مكانة عمر من اجل تشريع الاستبداد واعطائه مرجعية قدسية خاصة فاذا كان عمر وهو من هو قد فعل ذلك مع معارضيه وهم من هم فكيف لا يباح فعل ذلك من قبل من هم دون عمر ومع من هم دون معارضيه وعندما تكرست تلك الوقائع الموضوعة وصارت جزء من الافق الفقهي السني الذي تآلف مع الاستبداد صارت في الوقت نفسه ودون قصد مسبق من الواضعين جزءً من الخيال والغلو الشيعي المضاد الذي وجد في تلك الوقائع حلقة اولى مفقودة من سلسلة الاضطهاد الذي تعرض له فعلا اهل البيت ولكن في وقت لاحق.

[SIZE=5]وتولت الية الوضع التي وجدت فرعا لها عند كل فرقة معارضة بما فيهم الشيعة الباقي فاذا بعمر يصير ما صار اليه في الغلو الشيعي المضاد واذا بذلك كله يختلط بالظلم الاموي والعباسي وبالسب والسب المضاد ولينتج من عمر شخصية اخرى مختلفة تماما عن الشخصية الحقيقية وليتحول عبر تضخم ذلك كله إلى رمز ليفرغ فيه الشيعة اضطهادهم كله واذا بالضلع المكسور الذي نبت فجأة ومن لا مكان حقيقي في التاريخ يتحول ليصير جزء اساسيا من عقلية ومشاعر وعواطف ملايين من الشيعة عبر العصور.

في الحقيقة ان هذا الموضوع بالذات قد يحتاج إلى دراسة اكثر تفصيلا لكنني شخصيا لا اجد تفسيرا اخرا لتلك الروايات التاريخية الملصوقة بعمر فهناك عوامل عديدة تؤكد هذا الاتجاه

اولها- ان هذه الروايات على ضعفها الاسنادي المتهافت لدرجة الوضع التام لم تكن من وضع الشيعة اصلا وانما وردت في كتب اهل السنة بالاساس.

ثانيها- ان السياق العام لهذه الروايات لم يكن ضد عمر بالذات بل كانت تمجده وتعلي من شأنه أي ان سبب الوضع لم يكن المساس بمكانة عمر بقدر تمرير حادثة معينة.

ثالثها- اختلافها في مواضع معينة عن الوقائع الصحيحة الثابتة في الصحاح وهذه المواضع المعينة المختلف عليها دوما هي لب الاستبداد وجوهره . الخلاف مع عمر كان موجودا فعلا لكن ان يختلف عمر مع علي او فاطمة شئ وان يهدد بحرق البيت باهله شئ اخر. ان يكون عمر حازما شئ وان يوصي بذبح الستة الباقين من عشرة قريش المبشرة بالجنة شئ اخر تماما وما كان الرواة في الصحاح ليتورعون عن نقل ذلك لو كان صحيحا لا لمصداقيتهم فحسب ولكن لحيادهم التام الذي سبق وان شبهناه بالموت الزؤام.

وعندما نجد حوادث معينة قد ظهرت فجأة وروج على انها حصلت بعد اكثر من مرور قرن من حصولها المفترض فاننا لا بد وان نفترض هدفا معينا وراء هذا الاختلاق ، وعندما يكون المختلقون من اهل السنة ولا يكرهون عمر بل يجلونه فاننا ولا بد نقرن ذلك الاختلاف بهدف التشريع لما ينسبون إلى عمر فعله انه نسب الاستبداد إلى سنة الشيخين ابي بكر وعمر.

وعندما يصدق الناس وهم يحبون ابي بكر وعمر ويؤمنون بسنتهما فان الاستبداد يتكرس اكثر فاكثر ويصير له مرجعية سلفية ممتازة وهذا هو هدف السلطة في الاختلاق وترويجه

اما عندما يصدق الناس وهم لا يحبون ابي بكر وعمر او على الاقل لا يؤمنون بمرجعية افعالهما كما الشيعة حتى المعتدلة التاريخية منهم فان الاستبداد قد لا يتكرس لكن الكراهية هي التي تتكرس الغلو المضاد هو الذي يترسخ .

ان تحول ابي بكر وعمر من الشيخين إلى وزيري علي إلى صنمي قريش في التفكير العقائدي الشيعي إلى يومنا هذا مر بمراحل تطورية هامة وكانت بعض محطاته المهمة والفاصلة هي هذه الالية التي اتبعتها السلطات في تبرير شرعيتها واعطاء غطاء شرعي سلفي لاستبدادها وبطشها وسفكها لدماء معارضيها. طبعا اليوم تبدو الافكار والعقائد منفصلة تماما عن منابعها الاساسية والمفاصل التي ادت إلى نشوء الافكار والعقائد بالشكل الذي ورثناه اليوم.


ان هذا مجرد مثال على ما احدثته الاحاديث الموضوعة <بسبب هدف سلطوي معين ومحدد> من اثار على العقائد والافكار التي لا تزال إلى يومنا هذا تؤدي دورا سلبيا على المجتمع الاسلامي وهناك قطعا امثلة اخرى لكن هذا المثال يبدو واضحا جدا وهناك نوع اخر من الاحاديث الموضوعة تمتلك من المباشرة والصراحة ما يجعلها مفضوحة الاهداف انها الاحاديث المنسوبة للرسول والتي تحض على طاعة الائمة حتى الفجار منهم وباسلوب فج وسخيف ما كان ابعده عن اسلوب الرسول فهناك مثلا حديث: صلوا خلف كل بر وفاجر وهو الحديث الذي اشتهر إلى درجة انه دخل ليصير متنا من متون العقيدة الطحاوية وهي من متون عقائد اهل السنة والجماعة المعتبرة والى جانب هذا الحديث كومة من احاديث مشابهة تؤدي نفس الغرض والمعنى المقصودين فإذا بمجرد اقامة الصلاة سببا كافيا لطاعة الامام حتى ولو كان سكرانا في صلاته!

وقد كانت الصلاة وحدها كشعيرة مفرغة من المعاني والمقاصد الكامنة وراءها تبدو غير مؤذية وغير فعالة خاصة إذا اقترنت بالدعاء الجهري للسلطان أما إذا كان الدعاء ضد السلطان فالسلطة لم يكن يضيرها ذلك ما دام الدعاء سريا بل إنها كانت تفضل ان ينشغل الناس بالصلاة وبقية الشعائر على انشغالهم بامور السياسة والدولة وإ قامة الصلاة ورغم انه لم يلق نجاحا في ذلك إلا ان مجرد محاولته ذلك وهو القائد العسكري المحنك يبين ان الجماهير في وقته كانت تستسلم لكل من يكون مسلما مهما كان ويقيم الصلاة ومهما فعل ومهما جار.

ان هذه القناعة العملية التي تجلت عبر دهور طويلة من الخنوع والخضوع للاستبداد نجد لها اليوم منابعا فقهية دينية عريضة وعميقة وعريقة في ان واحد. كتب الفقه بل والعقيدة ملآنة بها، نفس كتب الفقه التي نتداولها وكتب العقيدة التي يلقنونها ..

فلنتابع قليلا

( وفي الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وان طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن للدماء وتسكين الدهماء ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها ) فتح الباري 13/7 نيل الاوطار 7/361

فلننتبه هنا إلى طاعة السلطان المتغلب ! كما لو كانت المسالة لا تخص الناس انه متغلب على منافسيه أو على الناس لكنهم حياديون تماما في هذا الموضوع وكذلك فلننتبه إلى مصطلح الكفر الصريح أي ان الكفر غير الصريح لا غبار عليه ولا اشكال فيه وتظل طاعة السلطان فيه واجبة ولقد وجد السلاطين عبر العصور كافة الاساليب ليجعلوا كفرهم غير صريح (حسب الفتوى) من اجل حقن الدماء وتسكين الدهماء!

( ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لاحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة ) اصول السنة 1/46 اعتقاد اهل السنة 1/161

( واعلم ان جور السلطان لا ينقض فريضة من فرائض الله التي افترضها على لسان نبيه جوره على نفسه وتطوعك وبرك معه تام ان شاء الله تعالى يعني الجماعة والجمعة والجهاد معهم وكل شئ من الطاعات فشاركهم فيه فلك نيتك له واذا رايت الرجل يدعو على السلطان فاعلم انه صاحب هوى واذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم انه صاحب سنة ) شرح السنة 1/51

( قال سفيان يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد ماض إلى يوم القيامة والصبر تحت لواء السلطان جار ام عدل ) اعتقاد اهل السنة 1/154

( ومن قال الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل خليفة ولم ير الخروج على السلطان بالسيف ودعا لهم بالصلاح فقد خرج من قول الخوارج ) شرح السنة 1/57

( فصل- إذا امره السلطان بقتل رجل ظلما فقتله المامور- ان ظن انه يقتله بحق فلا شئ على المامور لان الظاهر انه لا يامر إلا بحق ولان طاعة السلطان واجبة فيما لا يعلم انه معصية واستحب الشافعي رحمه الله ان يكّفر لمباشرته القتل ) روضة الطالبين 9 – 139

( ونعتقد المسح على الخفين ثلاثا للمسافر ويوما وليلة للمقيم ونعتقد الصبر على السلطان من قريش ما كان من جور أو عدل ما اقام الصلاة والجمع والاعياد ) كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في العقيدة 5/371

( كان ابي بكر وعمر يعلمان الرجل إذا دخل في الإسلام يقولون تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتصلي الصلاة التي افترضها الله عز وجل عليك لميقاتها فان في تفريطها الهلكة وتؤدي الزكاة طيبة بها نفسك وتصوم رمضان وتسمع وتطيع لمن ولاه الله الأمر ) الأيمان 1 1/115

( ونرى الجهاد والجماعة ماضيا إلى يوم القيامة والسمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمين واجبا في طاعة الله تعالى دون معصية لا يجوز الخروج عليهم ولا المفارقة لهم ) اجتماع الجيوش الإسلامية 1/105

( مطلب تعظيم اولي الأمر واجب قوله وذلك ان تقديم الولاة واجب لان في التقديم عليهم ازدراء بهم وتعظيم اولي الأمر واجب كذا في الفتح وصرح في (..) والايضاح وغيرهما بوجوب تقديم السلطان وعلله في المنبع بانه نائب النبي الذي هو اولى من المؤمنين بانفسهم فيكون هو أيضا كذلك ) حاشية ابن عابدين 2/220

( والقول الثالث هو الفرق بين الامام الاعظم وبين غيره لان ذلك لا يمكن عزله إذا فسق إلا بقتال وفتنة ومتى كان السعي في عزله(= الحاكم) مفسدة اعظم من مفسدة بقائه لم يجز الاتيان باعظم الفسادين لدفع ادناهما وكذلك الامام الاعظم ولهذا كان المشهور من مذهب اهل السنة انهم لا يرون الخروج على الائمة وقتالهم بالسيف وان كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي لان الفساد في القتال والفتنة اعظم من الفساد الحاصل بظلمهم دون قتال ولا فتنة فلا يدفع اعظم الفسادين بالتزام ادناهما ولعله يكاد لا يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو اعظم من الفساد الذي ازالته والله تعالى لم يامر بقتال كل ظالم وكل باغ كيفما كان ولا امر بقتال الباغين ابتداء بل قال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل سورة الحجرات 9 فلم يامر بقتال الباغية ابتداء فكيف يامر بقتال ولاة الأمر ابتداء ) منهاج السنة النبوية 3/390 391 لابن تيمية

( العلة الثانية ان طاعة السلطان واجبة على الجملة كيلا تؤدي مخالفته إلى إثارة الفتنة ولذلك نقول لا ينعزل بالفسق ولو كان الاستبدال به يثير الفتنة فلا يستبدل ) الوسيط الغزالي 6/264

.. .وهكذا نرى اتفاق خصمين لدودين نادرا ما اتفقا ( ابن تيمية والغزالي) على مسالة كهذه ولعله سيكون من الظلم التصور ان الفقهاء الذين انخرطوا في أقوال وفتاوى وتنظيرات كهذه كانوا ماجورين للسلطان ويمارسون ما تعودنا ان نسميه بوعظ السلاطين الحقيقة، أحيانا على الاقل، تكون عكس ذلك تماما فابن تيمية كمثال لا يمكن على الاطلاق اعتباره ماجورا لاي سلطة أو واعظا لاي سلطان بل انه كان في اغلب الاحيان متمردا على اوضاع مكرسة وساندة للسلطة لكننا نراه في فتواه يكرس الطاعة للسلطان مهما جار ومهما ظلم حاله حال الماجورين والوعاظ وان اختلفت منطلقاته في الفتيا فلو دققنا اكثر في منطوقه الذي صدر عنه فهو في دعواه لطاعة السلطان ينطلق من مبدا دفع المفسدة المتاتية من الخروج عنه <سفك الدماء وهدرها وهتك الاعراض… الخ> أي انه ينطلق من الأمر الواقع المفروض بالقوة وبالسيف اكثر مما ينطلق من نصوص دينية مقدسة يجري توظيفها خارج السياق لخدمة السلطان وهو امر يمكن فهمه وتفهمه ضمن ظروف عصر ابن تيمية وملابساته .

اكثر من هذا علينا ان ننتبه إلى ان القرون الخمسة أو الستة التي تفصل ابن تيمية عن النصوص وعن العصر الذي جرت فيه لحظة معاوية بكل ملابساتها كانت كفيلة بتحويل الكثير من النصوص والتوظيفات والمفاهيم إلى مكرسات لا يمكن تجاوزها من قبل أي فقيه مسلم حتى لو كان ابن تيمية لقد كانوا يفكرون جميعا ضمن نفس المنظومة العقائدية الفقهية التي جعلت ولاسباب مختلفة ومعقدة من طاعة الامام ولو كان ظالما جزء من العقيدة، من الأيمان إلا في حالة واحدة نادرة جدا ان لم تكن معدومة اصلا وهي اظهاره لكفر صريح فلنتامل هذا النص الوارد في التنبيه والرد على اهل الاهواء والبدع..

( قال ابو الحسين رحمه الله والذي ثبت عن محمد بن عكاشة ان اصول السنة مما اجتمع عليه الفقهاء منهم علي بن عاصم وسفيان بن عيبنة ومحمد بن يوسف الفريابي وشعيب ومحمد بن عمر الواقدي وشابة بن سوار والفضل بن مكين الكوفي وعبد العزيز بن ابان الكوفي وعبد الله بن داود ويعلى بن قبيصة وسعيد بن عثمان وازهر وابو عبد الرحمن المقري وزهير بن نعيم والنضر بن جميل واحمد بن خالد الدمشقي والوليد بن مسلم القرشي والرواد بن الجراح العسقلاني ويحيى بن يحيى واسحاق بن راهوية ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وابو معاوية الضرير كلهم يقولون راينا أصحاب رسول الله كانوا يقولون ( … ) الرضا بقضاء الله والتسليم لامر الله والصبر على حكم الله والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منهم من عدل أو جور ولا يخرج على الامراء بالسيف وان جاروا… ) التنبيه والرد على اهل الاهواء والبدع 1/15

ويرد النص نفسه مرة أخرى في الكتاب نفسه 1/16 بصيغة مختلفة حيث يروى عن محمد بن عكاشة انه راى الرسول في المنام وعرض عليه هذه الاصول بالنص فوافقه عليها!

وبعد عدة قرون كان ذلك قد تكرس وصار امرا شائعا وطبيعيا وبعد كل شئ: ما هي الخيارات الموجودة امام السيف والسوط وجذوع النخيل؟ إنها محدودة جدا وكانت غالبا ما تنتهي بفتنة عظيمة مما يرجح الراي القائل بدرء المفسدة الاعظم والذي كانت ترجمته الحرفية تتمثل في تكريس الاستبداد بل وفي تقديس السكوت عنه.

فلنتذكر ان الأمر كله بدء بلحظة صارت قرونا ودهورا: إنها لحظة معاوية.

من كتاب البوصلة القرآنية للدكتور أحمد خيري العمري

يتبع الحلقة الحادية عشر ...
08-31-2006, 07:34 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الحر - 08-30-2006, 08:46 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة آمون - 08-31-2006, 09:45 AM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة خالد - 08-31-2006, 07:20 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الكندي - 08-31-2006, 07:34 PM
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة ريفي - 08-31-2006, 07:37 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الحر - 09-01-2006, 04:48 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة Truth - 09-02-2006, 06:03 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فقه الثورة وفقه العنف والجريمة ..لحظة داروينية في ربيع العرب بقلم: نارام سرجون فارس اللواء 0 681 09-06-2012, 12:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  فرصة تاريخية للمصريين والعرب ... الأهرام الرقمى نظام الملك 22 5,025 02-24-2012, 04:37 AM
آخر رد: The Holy Man
Video معاوية بن ابي سفيان، صحابي جليل ام زنديق تملك المسلمين؟ (خطبة مثيرة للاهتمام) المفكر شمعون 11 3,854 05-14-2011, 09:40 PM
آخر رد: على نور الله
  جمهورية اليهود ...حقيقة تاريخية والحل بيد الليدي ميشيل نسمه عطرة 1 1,969 01-10-2011, 10:43 PM
آخر رد: أسامة مطر
  نصارىالعرب وقبر أبو أيوب و بزيد ابن معاوية عزيز عزير 12 3,611 09-16-2010, 01:29 PM
آخر رد: المضطهد Le persécuté

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS