اقتباس:  العلماني   كتب/كتبت  
وماذا سوف يحدث لو نصر المسلمون دينهم غير حصر سلطة - مضعضعة الأركان -  في "طبقة دينية أوليغارخية" (الصحابة والعصر الراشدي) أو سياسة التوريث و"الملك العضوض"؟(منذ "معاوية" حتى آخر سلاطين بني عثمان)؟

من رحمة الله بالمسلمين أنه ينصرهم بقدر ما ينصرونه عز وعلا، ولا يتخلى عنهم حين يتخلون عن أجزاء كبيرة من دينهم أو يتناسونها ظلما وبغيا وجورا، ومن ذاك أن خلافة الإسلام ما كانت في يوم من الأيام وراثية أبدا، ولو كانت لسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد قرابته ليخلفه في سلطانه، وما الوراثة في الخلافة إلا إحداث في أمر الدين وبغي وجور، وقد جئت بنفسك على وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للحكم الكائن بعد الراشدين رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، في صورته القائمة على التوريث، ولكن هؤلاء وإن أخطأوا في هذا الجانب وفي غيره إلا أنهم أصابوا شريعة السماء في مواضع عديدة فنصرهم الله تعالى وأعزهم حتى كانت الفرقة وسقوط الخلافة بيد شيوخ الغدر والغباء فكانت الذلة من نصيبنا حتى يومنا هذا، ولن ننتصر بحال إلا إن نصرنا الكريم المتعال.

اقتباس:  العلماني   كتب/كتبت
للأسف، لم يستطع نظام الخلافة الاسلامي أن يتجاوز - إيجابياً - النظام المعمول به في "قريش" قبل الإسلام. فهو قد تحول من نظام "المستبد العادل" (دولة النبي في المدينة) إلى نظام ثيوقراطي - أوليغارخي (الراشدون) كي يرسو على "ملكية مطلقة" (الأمويون والعباسيون حتى الأتراك).

ما كان قبل الإسلام في قريش نظام حكم سوي في الأساس لتقارنه بخلافة الإسلام، التي جاءت على أسس سوية نهضت بأمة لا قيمة لها بين الأمم لتجعلها الأقوى على الإطلاق، في مدة لا تزيد عن عشرين سنة، بخلاف العلمانية الكريهة التي صرعنا بها أصحابها مذ سقطت الخلافة العثمانية المجيدة، والتي لا زلنا بسببها نتراجع ونتأخر ولك في ما يسمى بتركيا الحديثة أكبر مثال على الغباء العلماني والتخلف الذي فاق كل المناهج بلا استثناء.

الإسلام قد استطاع بلا ريب إيجاد نظام حكم عظيم قائم على الشورى والتشاور في أصل الولاية والسلطان، ثم على المحاسبة في التقصير لهذا الخليفة وذاك إن حاد عن شرع الله خالق السماء، وهذا ما لم يبلغه الأوربيون حتى عصرنا هذا وإن ادعوا الديمقراطية في وصول الحاكم وذاك.

اقتباس:  العلماني   كتب/كتبت
لذلك فإن علينا اليوم أن نضحك كثيراً - ضحكاً كالبكا - من قصة "ينصر المسلمون دينهم" التي يرددها غلمان الحركات الإسلاموية وكأنها الترياق لسم زعاف، مع أننا شربنا من هذه "الوصفة" مئات السنين حتى أصبنا بجميع ألوان الأمراض وأشرفنا على الموت عدة قرون.

اضحك يا علماني وتكركر كما تشاء، لكن مالك من حق في وصفنا بما لا يليق وكأنا خدم عند أبيك، كما وأن الوصفة قد نجحت بشهادة المنصفين وما لرأيك من قيمة أمام أولئك المفكرين.