السادة الصفي والزعيم،

أوه عفواً ! لم ألاحظ بأنه يهمكما أن تفهما المعنى الحقيقي لكلمات يسوع! آسف!

أراكما ذهبتما إلى آية استعملتها في ردي، وأهملتم البقية التي تعطيكيم أسباب فهمي لنلك الحادثة بتلك الطريقة.

حسناً إذاً، إن كان الأمر يهمكما إلى هذا الحد فسأقتبس كلماتي ذاتها التي كتبتها لمن يريدون أن يفهموا. تفضلوا:

اقتباس:  Seek&Find   كتب/كتبت  
أما الآن فسأخاطب أولئك الذين يريدون حقاً أن يفهموا، والذين من الممكن أن يعطيهم يهوه الله الفرصة كي يفتح قلوبهم:

كان يسوع المسيح معروفاً بالدرجة الأولى كـ "معلم" وليس كصانع عجائب. ولو أن العجائب والمعجزات شكلت أحياناً جزءاً من نشاطاته. ولكونه معلماً ماهراً وبارزاً، كان أحياناً يستعمل الأسلوب التعليمي ببراعة. فمثلاً، لكي يجعل أتباعه يقدّرون وجوده بينهم، لم يقل لهم "قدّروا وجودي!". لقد استعمل معهم أسلوب تحريك القلوب والدوافع في الداخل كي يصل إلى الأعماق. فلاحظوا مثلاً طريقته هنا:    

"13: 16 ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ولآذانكم لانها تسمع
13: 17 فاني الحق اقول لكم ان انبياء وابرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون ولم يروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا" – متى 13 : 16 و 17.
http://st-takla.org/pub_newtest/40_matt.html

إنه أسلوبه التعليمي كي يجعلهم يحسّون بأن فرصة رؤية عجائبه وسماع تعاليمه لم تعطَ لكل الناس. ولذلك فالأمر هو امتياز فعلاً خاص لهم. وتقديره هو من الأهمية بمكان.

أسلوب كهذا جرى استعماله في عدة فرص أخرى (لمن يهمه أن يرى ذلك). فكلامه الصادم (ظاهرياً) لتلك المرأة موضوع البحث كان يشبه إلى حد كبير كلماته التي قالها في فرصة أخرى:

"11: 20 حينئذ ابتدا يوبخ المدن التي صنعت فيها اكثر قواته لانها لم تتب
11: 21 ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لانه لو صنعت في صور وصيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح والرماد
11: 22 ولكن اقول لكم ان صور وصيدا تكون لهما حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لكما
11: 23 وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت الى اليوم
11: 24 ولكن اقول لكم ان ارض سدوم يكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك
11: 25 في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال" – متى 11 : 20 – 25.

نلاحظ هنا إذاً بأنه اتـّبع أسلوب المقارنة كي يصل إلى القلوب ويصدم. "فحتى أهل سدوم وعمورة يمكن أن يكونوا أفضل منكم أيها المعتبرون أنفسكم شعب الله الخاص والمختار".

ولا شك بأن تلك المرأة عبرّرت بوضوح عن ذلك الإيمان المبهر والقلب المتواضع إثر سماعها تعابير يسوع القاسية. وكان ذلك حقاً درساً عملياً أمام أعين اليهود المستكبرين والرافضين له وللحق الإلهي.

هل تشعرون بحالة أفضل الآن؟ وهل اقتنعتم بأنني لا أفرض فهمي، وإنما أدعمه بحجج حقيقية من الكتاب المقدس؟

إن لم يكن الأمر كذلك، فآسف! لا أستطيع أن أعمل معكم أكثر!

مع أفضل تمنياتي ...