اقتباس:أريد أن أتوقف عند كتاب (نظرية التطور) لأقول أن هذا الكتاب صدر عام 1928 ،وهو بالتالي يعرض النظريات السائدة في ذلك الوقت و قبل الثورة الحديثة في البيولوجيا و علم الوراثة و قبل الإكتشافات الحديثة في شفرة الجينوم الوراثي ، هذه الإكتشافات أحدثت تعديلات كثيرة في نظرية التطور التي أصبحت أكثر إحكاما بما يؤكد فكرة التطور ذاتها ولا ينفيها كما يعتقد البعض ،و إذا كان هناك مظلة واحدة تشمل كل انجازات العصور الحديثة فهي بلا شك الدارونية ، إن الدارونية لم تعد نظرية علمية فقط و لكنها تعبير يجسد روح العلم الحديث .

كلام ممتاز جدا يا أخ بهجت :9::9::9::9:

يبدو أن الوحي عندما يهبط عليك يهبط مرة واحدة فنرى كل هذه التجليات. أعجبتني عموماً المشاركة السابقة وسوف أستفيد منها في بحثي المقبل عن بقية كتب سلامة موسى وكثيرا ماسألت نفسي ذات السؤال: هل فعلا يصلح مفكر من هذا الزمان لتثقيفنا فكرياً وأدبياً كما يفعل طه حسين؟ وإنْ كنت أوافقك بعض الشيء في هذا الفصل بين المفكر والأديب إلا أني أعتبر سلامة موسى نبي لأزمان مقبلة وما أحوجنا إلى أن نرجع إليه ونغترف منه وللأسف صارت كتبه مطمورة ونادرة في مصر. عندما أقوم باستعارة كتبه الموجودة في جامعات أميركا أجد نسخ أنيقة وإن كان الورق قد اصفر كثيراً أو قليلاً ولكنها تشد القاريء شدًا لقراءة كل حرف. ومؤخراً جاءني ضيف من مصر وأوصيته أن يشتري لي بعض كتبه ولم أصدق حالي ما وصلت إليه طباعة كتب رجل كهذا من التدني. التجليد والورق والحبر... كلها في غاية الرداءة ولا تشد القاري حيث يقعد الكتاب على الرف وغلافه يشبه هدبة الثوب. قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بطباعة كتابه "حرية الفكر" في مجلدين صغيرين رغم أن الكتاب الأصلي صغير ويمكن طباعته في مجلد واحد ولكن ماذا نعمل لهم؟ قاموا بطباعة هذا الكتاب الصغير في كتيبين صغيرين يشبه كراسة المدرسة وكأنك أمام كراسة الألوان لطفل في 3 إبتدائي وعلينا حصة رسم أو شيء من هذا القبيل. أمر محزن جداً ما وصل إليه حال طباعة كتب المفكرين الأنبياء وفي المقابل تجد كتب أخرى مذهبة وأنيقة ولا يعرف الناس سواها. لو سألتهم عن سلامة موسى؟ أعوذ بالله.. دا بيقولوا حتى كافر.. أعوذ بالله.. ماذا يعرف الطالب خريج الكلية أو الباحث عن الثقافة عن أمر الحصول على منهج بسيط وبدائي على الأقل في التفكير؟ لا شيء! والناس تنضم لموجات من التفكير إما سلفي أو شيوعي أو خادم للرب يحمل إنجيل بسوستة كما يقول البير ههههه أو أو ولكن أين وجود الشباب والذي يمكن اعتباره نسخة مصغرة ومتواضعة عن سلامة موسى وغيرهم؟ نأمل أن يحمل المستقبل شيئا أفضل.