[CENTER]
- 2 -
ما هو الروح القدس؟
الكلمة "
روح" (فتحة على الفاء). لكن يجري أيضاً توسيع استعمالها لتشمل مجالات أخرى:
- روح الحياة: يعني الطاقة الموجودة في أجسادنا لتحركها.
- شخصية أو حالة المرء النفسية: كقولنا مثلاً أن فلاناً "خفيف الروح".
- كائن روحاني: مثل الملائكة أو حتى الله ذاته.
- الروح القدس: قوة الله الفعالة. تلك الطاقة التي يستعملها لتنفيذ مقاصده.
إذاً نلاحظ هنا بأن كل تلك المعاني توحي بعنصر ما غير مرئي للعين. لكنه قادر على إجراء تأثيرات أكيدة وواضحة لا يمكن تجاهلها. وانسجاماً مع موضوع الحوار، سنأخذ سوية المعنى الأخير كي نتوسع به:
الروح القدس (يمكن تأنيثه أو تذكيره) هو ليس شخصاً أو كائناً مدركاً ومنفصلاً ذو شخصية ووجود منعزل. لا! إنه مجرد طاقة أو قوة يستخدمها الله من أجل تنفيذ أو إجراء أمر ما. وبما أننا في عصر التكنولوجيا، يمكننا ربما تشبيهه ببعض ما توصل إليه الإنسان من اكتشافات. فلدينا أشعة اللازر مثلاً التي يحاول الإنسان ضبطها وتذليلها من أجل استعمالاته المتعددة. لدينا أيضاً إمكانيات تصل حتى إلى إسقاط بناية كبيرة بمجرد استخدام تأثيرات صوتية غير مسموعة. يمكن التشويش على سمع أحد أو حتى قتله من بـُعد بواسطة توجيه أشعة معينة. لدينا الريموت كونترول لاختيار محطات التلفيزيون التي نرغب بها. كما وأن بعضنا صار يعرف إمكانيات البلوتوث حالياً. وإلى ما هنالك من تقنيات يمكننا عن طريقها الوصول إلى أهدافنا والتحكم بالأجسام من بـُعد أو بطريقة غير مرئية.
إذاً فالروح القدس هو طاقة معينة (من تقنيات الخالق) يستخدمها للتحكم من بـُعد بالأشياء أو بالأشخاص. وطبعاً بفضل ذلك الروح تمكن الله من خلق الموجودات المادية وغير المادية. ولا شك بأنه عن طريق نفس تلك الطاقة (الروح القدس)، يمكنه التدخل أحياناً في أذهاننا (كأجهزة استقبال) كي يوجهها كما يشاء عندما يريد أن يجري تنفيذ أمر ما بطريقة معينة. وطبعاً بفضل نفس تلك الطاقة كان قد دفع بعض البشر لإنجاز ما يتعدى القوانين الطبيعية المألوفة. كإنجاز العجائب والمعجزات بواسطة يسوع المسيح أو أتباعه مثلاً.
بما أن يهوه الله يستعمل هذا الروح أو الوسيلة لتنفيذ مقاصده، نجد الكتاب المقدس أو رجال الإيمان يشيرون إليه أحياناً بالتسمية "
إصبع الله" (خروج 8 : 18 و 19 ، لوقا 11 : 20). ونظراً لمعرفتنا بأنه تمكن عن طريقه من خلق كل الكائنات والموجودات الكونية، المنظورة والغير منظورة، سوف لا يصعب علينا بذلك أن ندرك إمكانية الخالق من التدخل في أذهان البشر ليضع أفكاره فيهم.
أتذكر بالمناسبة كلمات يسوع المسيح عندما قال:
"الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا
ويعمل اعظم منها لاني ماض الى ابي" – يوحنا 14 : 12.
http://st-takla.org/pub_newtest/43_john.html
فكيف يمكن لأحد أن ينجز أعمالاً حتى أعظم من تلك التي قام بها يسوع عندما كان على الأرض؟
حسناً، فبالروح القدس يمكن إنجاز المستحيلات. يمكن تحويل حتى الحجارة إلى خدام لله ينطقون بمجده إن أراد ذلك:
"فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة ولا تبتدئوا تقولون في انفسكم لنا ابراهيم ابا لاني اقول لكم ان
الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم" – لوقا 3 : 8.
"فاجاب وقال لهم اقول لكم انه
ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ" – لوقا 19 : 40.
http://st-takla.org/pub_newtest/42_luk.html
ولذلك سوف لا يكون صعباً عليه التأثير، ليس في الحجارة، وإنما في أشخاص من كل المستويات الإجتماعية لينطقوا بكلامه. فنجده استخدم حوالي 40 رجلاً مختلفي الشخصيات والثقافات والخلفيات على مدى 1600 سنة (من 1513 ق م – 98 م)، ليكتبوا جميعهم بنفس الهدف والإنسجام والوحدة. فكان منهم الغير متعلم (أعمال الرسل 4 : 13)، والراعي والمزارع وصانع الخيام وصياد السمك وجابي الضرائب والطبيب والكاهن والنبي والملك، الخ ... كلهم جرى نقل أفكار الله إلى ذهنهم، ليجعلهم يكتبون تلك الأفكار كلّ بحسب شخصيته وأسلوبه وكلماته الخاصة. بهذه الطريقة يكون الله قد وصل إلى الهدف المطلوب، بنقل كل أفكاره إلينا.
أسلوب بشري؟! نعم، أسلوب
شخصي وبشري بسيط عندما يريد أن تصل كلماته وأفكاره إلى كل الناس. ولا يحصر كلمته في لغة واحدة فقط يصعب على الغرباء قراءتها وفهمها. إنه يهدف أن يوفر فرصة القراءة والفهم حتى لأبسط الناس في كل الأمم ومن كل الجنسيات واللغات:
"1: 26 فانظروا دعوتكم ايها الاخوة ان ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون اقوياء ليس كثيرون شرفاء
1: 27 بل
اختار الله جهال العالم ليخزي الاقوياء
1: 28 واختار الله
ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود" – 1كورنثوس 1 : 26 – 28.
http://st-takla.org/pub_newtest/46_kor1.html
(
يتبـــــــع ... )