{myadvertisements[zone_1]}
"كــل الكتاب (المقدس) هو موحى به من الله" - مــا معنـــــاها ؟
seeknfind غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 315
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #11
"كــل الكتاب (المقدس) هو موحى به من الله" - مــا معنـــــاها ؟
[CENTER][SIZE=6]- 3 -



في أية مجالات يعمل روح الله (الروح القدس)، وكيف؟

يمكن لروح الله (الروح القدس) أن يعمل في كافة المجالات الكونية بلا حدود. فكما سبق وقلنا بأن يهوه الله أبدع وأنجز خلق الكون بكل ما فيه من خليقة مرئية وغير مرئية، كلها أتت إلى الوجود نتيجة عمل روحه. نفهم إذاً بأنه لا يبقى ما يسمى المستحيل أمامه. ولذلك فبعد خلق الإنسان المعقد الصنع، يبقى التأثير في دماغه بالمقارنة، أمراً بسيطاً جداً للخالق (باستخدامه كأداة استقبال) لينقل إليه أفكاره. لا بل يمكنه أيضاً ان يجعله يقوم بإنجازات تفوق الطبيعة التي حصَرَنا بحدودها منذ الخلق.

وكما نعلم جميعاً فإن كل المخلوقات (ملائكية أو بشرية أو حيوانية) أعطيت طبيعة معينة، وكل منها تختلف عن الأخرى، نتيجة قرار من الله أولاً، من ثم إنجازه لها بفعل روحه القدوس. فإذا أخذنا المخلوقات اللحمية مثلاً، نجد بأنها تتصرف بطريقة معينة ضمن حدود طبيعة مبرمجة فيها. يكفينا أن نتأمل مثلاً صغار الحيوانات عندما تلعب. أو أمهاتها التي تعاملها بتلك الرقة والحرص. أو دعونا نتأمل أيضاً قدراتها الفكرية وتوجهاتها وردات فعلها وتجاوباتها مع الظروف والبيئة. وماذا عن الإنسان الذي يتمتع بصفات "المحبة والعدل والحكمة والقدرة" بنسب معينة كان الله قد قرر مقدارها منذ البدء ليجعله مشابهاً لصورته هو (الصورة الأدبية أو الصفات). كل هذه كانت قد أعطيت لهذه المخلوقات بطرق مختلفة وتوجهات منوعة ونِسَب معينة نتيجة قرار وعمل روح الله فيها.

لماذا أتحدث هنا عن هذه المخلوقات وطبيعتها؟

حسناً! الأمر مفيد جداً ليساعد إدراكنا على فهم ماهية الروح القدس. فهذه المخلوقات تـُرِكت محصورة كلاً ضمن الطبيعة التي قررها الله لها. دعونا نسميها بالطبيعة المقياسية (Standard) لكل منها. لكن ذلك لا يعني بأن الله عاجز عن جعلها تتجاوز ذلك الـ "Standard" وإمكانيات طبيعتها في حالات معينة عندما تقتضي الحاجة. فمثلاً بإمكانه أن يفعـّـل بروحه القدوس خلايا أو مواد أو توجهات معينة في الدماغ ليجعل الحيوانات تتكلم إن أراد ذلك. ويمكنه أن يجعل الإنسان يركض بسرعة 100 أو 200 كم في الساعة إن شاء. ويمكنه أن يجعلنا نحب ونرغب في أكل الجيف المنتنة الكريهة الرائحة بدلاً أن نقرف منها. أو أن نرى الجمال قبحاً والقبح جمالاً. وطبعاً الإستثناءات وإمكانيات تجاوز الطبيعة لا حدود لها عندما يقرر الله فعلها في مخلوق معين. يكفي أن يقرر ذلك، من ثم يعمل بروحه القدوس لتوجيه ميولنا أو إمكانياتنا بالإتجاه الذي يريده.

لنأخذ على سبيل المثال ما حدث للملك نبوخذنصر. فبعد أن كان امبراطوراً عظيماً يرجف اسمه الأمم ويسيطر بعظمته على ملوكها، نجد أن الله قرر أن يتدخل بروحه في دماغه ليوجه دوافعه إلى ما يشبه الحيوانات البرية. وفعلاً حدث ذلك ودام سبع سنوات. في نهايتها قرر الله (بفعل روحه القدوس) السماح لدماغه أن يعمل بالطريقة المألوفة للإنسان، الـ "Standard". وأعاده إلى مجده وملكه كما كان:

" 4: 33 في تلك الساعة تم الامر على نبوخذنصر فطرد من بين الناس واكل العشب كالثيران وابتل جسمه بندى السماء حتى طال شعره مثل النسور واظفاره مثل الطيور
4: 34 وعند انتهاء الايام انا نبوخذنصر رفعت عيني الى السماء فرجع الي عقلي وباركت العلي وسبحت وحمدت الحي الى الابد الذي سلطانه سلطان ابدي وملكوته الى دور فدور
4: 35 وحسبت جميع سكان الارض كلا شيء وهو يفعل كما يشاء في جند السماء وسكان الارض ولا يوجد من يمنع يده او يقول له ماذا تفعل
4: 36 في ذلك الوقت رجع اليّ عقلي وعاد الي جلال مملكتي ومجدي وبهائي وطلبني مشيري وعظمائي وتثبتّ على مملكتي وازدادت لي عظمة كثيرة" – دانيال 4 : 33 – 36.
http://st-takla.org/pub_oldtest/27_dan.html


إذاً فالنقطة التي يمكننا أن نخرج بها هي أن أدمغتنا (أو طبيعتنا) كمخلوقات جرى صنعها بمقدرات معينة كان الله قد قرر وثبّت مقاديرها وتوجهاتها العامة مسبقاً لكل نوع أو صنف من المخلوقات. ومع ذلك، بقينا صالحين أن نكون كأجهزة استقبال في يد الخالق عندما ينوي التدخل ليستثني أو يتجاوز حدود المقياس ("Standard") الذي وضعه مسبقاً في طبيعتنا عندما تقتضي الحاجة.

ولكي نفهم أكثر كيفية عمل الروح القدس اللامتناهي التنويع والمجالات في تلك الحالات الإستثنائية التي يتجاوز فيها ما وضعه الله أصلاً فينا، ولكي تتكون في أذهاننا صورة أوضح وإلمام افضل لماهية الروح القدس وكيفية عمله، سنأخذ بعض الحالات أو الأمثلة المختلفة من الكتاب المقدس، مع بعض التعليق:


[B]- منح المهارات الحِــرَفيـــة:

إعطاء روح الحكمة (المهارة الحِرَفية) لبعض الأشخاص أيام موسى كي يتمكنوا من عمل ثياب الكهنوت ومعدات خيمة الإجتماع (السابقة للهيكل):

" 28: 3 وتـُكلـّمْ جميع حكماء القلوب الذين ملأتـُهم روح حكمة ان يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي" – خروج 28 : 3.

" 35: 25 وكل النساء الحكيمات القلب غزلن باياديهن وجئن من الغزل بالاسمانجوني والارجوان والقرمز والبوص
35: 26 وكل النساء اللواتي انهضتهن قلوبهن بالحكمة (يعني عمل روح الله فيهنّ) غزلن شعر المعزى" – خروج 35 : 25 و 26.

" 35: 30 وقال موسى لبني اسرائيل انظروا قد دعا الرب بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا باسمه
35: 31 وملأه من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة
35: 32 ولاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس
35: 33 ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب ليعمل في كل صنعة من المخترعات
35: 34 وجعل في قلبه ان يُعلـّم هو واهولياب بن اخيساماك من سبط دان
35: 35 قد ملأهما حكمة قلب ليصنعا كل عمل النقاش والحائك الحاذق والطراز في الاسمانجوني والارجوان والقرمز والبوص وكل عمل النساج صانعي كل صنعة ومخترعي المخترعات" – خروج 35 : 30 – 35.
http://st-takla.org/pub_oldtest/02_exod.html


طبعاً ليس صعباً على الله أن يحوّل الشخص بشكل عجائبي من مجرد فلاح عادي إلى خبير في صنع الأدوات النحاسية أو الذهبية أو الفضية للهيكل. لكن ما عمله الله هو أنه استخدم أشخاصاً لديهم سابقاً بعض الخبرة في المهنة. وتدخل بروحه في أذهانهم ليزيد ولينشـّط ويفعـّل جوانب معينة فيها كي يتمكنوا من إنجاز أدوات الهيكل تماماً بالطريقة التي أرادها هو وقصدها.

كيف شعر هؤلاء الأشخاص عند تدخل روح الله في ذهنهم؟

في الواقع بعد تدخل روح الله، لا يشعر المرء دائماً بالحدود التي تفصل بين خبرته الشخصية وتلك التي تأتي من الروح القدس. هذا في الواقع ما حدث مع بصلئيل وأهوليآب وبقية الصنـّاع والصانعات.

والنتيــــجـة؟

حسناً! النتيجة هي أن هؤلاء الأشخاص هم فعلاً الذين عملوها بأيديهم، لكن الفضل يعود في النهاية ليهوه الله. ولذلك نقول بأنها موحاة من الله بروحه، حتى ولو لم يدركوا تماماً الحدود التي تفصل بين مقدراتهم المجردة، وتلك التي أتت إليهم من الروح القدس. فهم كانوا مجرد أدوات جرى استخدامها من قبل الخالق!



[B]- منح المقدرات أو القوة الجسدية:

حدث ذلك مع شمشون. فمع أنه كان رجلاً عادياً ككل الرجال، إلا أن يهوه الله قرر أن يستخدمه بشكل خاص، ويعمل فيه تجاوزات للطبيعة البشرية بجعل روحه يحركه ويمنحه قوة جسدية فوق الطبيعة البشرية. إلا أن الأمر كان مرتبطاً بحفاظ شمشون على كونه نذيراً لله. وكان رمز نذره الحفاظ على شعره طويلاً. وفعلاً أنجز شمشون ما تجاوز الطبيعة البشرية بكثير ما دام محافظاً على نذره ليهوه الله. لكنه عندما عرّض نذره للخطر، ويئس من إلحاحات زوجته إلى حد كره حياته، ترك مصيره بين يديها. الأمر الذي عملته هي بدون تردد بقص شعره. هذا أدّى طبعاً إلى خسارته لدعم روح الله (الروح القدس). وعاد ليصير إنساناً عادياً كبقية الرجال:

"14: 6 فحل عليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شيء ولم يخبر اباه وامه بما فعل" – قضاة 14 : 6.
http://st-takla.org/pub_oldtest/07_richt.html

"14: 19 وحل عليه روح الرب فنزل الى اشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلا واخذ سلبهم واعطى الحلل لمظهري الاحجية وحمي غضبه وصعد الى بيت ابيه" – قضاة 14 : 19.

"15: 14 ولما جاء الى لحي صاح الفلسطينيين للقائه فحل عليه روح الرب فكان الحبلان اللذان على ذراعيه ككتان احرق بالنار فانحل الوثاق عن يديه" – قضاة 15 : 14.

"16: 3 فاضطجع شمشون الى نصف الليل ثم قام في نصف الليل واخذ مصراعي باب المدينة والقائمتين وقلعهما مع العارضة ووضعها على كتفيه وصعد بها الى راس الجبل الذي مقابل حبرون" – قضاة 16 : 3.

"16: 16 ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم والحت عليه ضاقت نفسه الى الموت
16: 17 فكشف لها كل قلبه وقال لها لم يعلُ موسى راسي لاني نذير الله من بطن امي فان حلقت تفارقني قوتي واضعف واصير كاحد الناس
16: 18 ولما رات دليلة انه قد اخبرها بكل ما بقلبه ارسلت فدعت اقطاب الفلسطينيين وقالت اصعدوا هذه المرة فانه قد كشف لي كل قلبه فصعد اليها اقطاب الفلسطينيين واصعدوا الفضة بيدهم
16: 19 وانامته على ركبتيها ودعت رجلا وحلقت سبع خصل راسه
16: 20 وقالت الفلسطينيون عليك يا شمشون فانتبه من نومه وقال اخرج حسب كل مرة وانتفض ولم يعلم ان الرب قد فارقه
16: 21 فاخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه ونزلوا به الى غزة واوثقوه بسلاسل نحاس وكان يطحن في بيت السجن" – قضاة 16 : 16 – 21.

"16: 28 فدعا شمشون الرب وقال يا سيدي الرب اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط فانتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين
16: 29 وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائما عليهما واستند عليهما الواحد بيمينه واخر بيساره
16: 30 وقال شمشون لتمت نفسي مع الفلسطينيين وانحنى بقوة فسقط البيت على الاقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه فكان الموتى الذين اماتهم في موته اكثر من الذين اماتهم في حياته" – قضاة 16 : 28 – 30.



(يتبـــــــع ... )


(سنتابع في المداخلات القادمة ذكر بعض الأمثلة الأخرى من أجل إلمام أكثر بالأمر.)

11-08-2006, 04:44 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
"كــل الكتاب (المقدس) هو موحى به من الله" - مــا معنـــــاها ؟ - بواسطة seeknfind - 11-08-2006, 04:44 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خرافات الكتاب المقدس الجواهري 87 23,195 09-16-2013, 12:35 PM
آخر رد: ابانوب
  هل المسلم يستطيع ان يحكم على الكتاب المقدس بانه محرف coptic eagle 57 9,123 02-07-2013, 09:47 AM
آخر رد: الصفي
  الاقتبسات الاسلاميه من الكتاب المقدس coptic eagle 59 14,266 09-20-2012, 11:51 PM
آخر رد: coptic eagle
  الكتاب المقدس رفيق رحلتي من الإسلام للمسيحية   إبراهيم 2 1,388 03-27-2012, 07:05 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  الكتاب المقدس : للأنثى مثل حظ الذكرين ...لكن من النجاسة .مكان المرأة في دين الرب !!!! جمال الحر 7 2,344 02-06-2012, 10:35 AM
آخر رد: ABDELMESSIH67

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS