اقتباس: نبيل حاجي نائف كتب/كتبت
من أين يستمد الفكر الديني قوته الأساسية
...
وهذه الأفكار أو البنيات الفكرية أو الكائنات الفكرية التي توضعت في دماغهم أولاً , سوف تسعى للمحافظة على نفسها وتقويتها وانتقالها إلى الآخرين . فهي تسعى بكافة الطرق لتبرير وتقوية نفسها , وهذا نلاحظه بوضوح على كافة البشر .
فالفكر الديني أو العقائد الموروثة هي الإعلام الأول الذي يدخل إلى عقل الإنسان , لذلك هو الأقوى , وهذا تابع لخصائص وآليات عمل الدماغ أو العقل .
فمهما كان الأعلام اللاحق قوي يصعب عليه التغلب على الأفكار الموروثة , وفي الواقع هذه الأفكار والعقائد الموروثة هي التي تؤثر وتوجه هذا الإعلام , طبعاً ضمن حدود معينة .
الصديق العزيز / نبيل
قدتنا الآن لحديث الإعلام العربي - قائد مسيرة التزييف.
فالدارس لحال الإعلام العربي الآن بقصد التحليل قد يصاب بالدوار نتيجة كم التناقضات و عدم التجانس الظاهري. ما بين توجهات الإعلام الرسمي الحكومي و الإعلام الخاص - ما بين إعلام ديني و آخر ذو مسحة جنسية - ما بين توجيه فاشي و آخر يدعي الليبرالية.
تناقضات هائلة للدرجة التي تسمح لباحثين متعددين على نفس مادة البحث (الإعلام) بإستخلاص نتائج متناقضة و منقطعة الأوصال. و حسب وجهة نظر الباحث المسبقة - سيجد في مادة بحثه ما سيؤيدها تأكيدا.
إنها الفوضى الفكرية و المعرفية في أوضح صورها.
و في تلك الظروف من الفوضى العارمة - قد يكون من الأنسب محاولة تتبع إتجاه محصلة القوى الفاعلة (إتجاهات الإعلام) على المنظومة المراد دراستها بدلا من محاولات غير مجدية في فصل و تتبع كل قوة على حدة و تبني تأثيرها على المنظومة (المجتمع) ككل.
أين تتجه بنا محصلة كافة إتجاهات الإعلام العربي (بل و العالمي) - على تناقضاتها - أو أين نتجه بها - أو أين نتجه معها - هو السؤال الأنسب و ليس أين يتجه بنا إتجاه إعلامي معين بمحاولة عزله.
مع ملاحظة أن الإعلام يبقى فاعلا و مفعولا به - ففي الوقت الذي تنعكس فيه الخلفيات المعرفية و الأخلاقية للمجتمع على الإعلام - يبادل الإعلام تأثيره على هذا المجتمع.
ناهيك عن تأثيرات إعلام خارجي (غربي) قوي - غير نابع من مجتمعنا بخلفياته المعرفية و الأخلاقية - على مجتمعاتنا منقطعة الصلة به و العاجزة عن تبادل تأثيراتها عليه.
يتبع ,,