الزميل طنطاوي
كان بامكانك تناول الفتوى بالنقد والتحليل دونما المس بالشخوص والتنقيص من معتقدات الآخرين وتسفيه أحلامهم والاستهزاء بهم.
الفتوى هذه_وهي ليست فتوى في ظاهرها_بقدر ما هي بيان سياسي ووصف لواقع من جوانب متعددة.
هل سترضى عنه مثلا لو أنه قال بان صدّام شيخ المجاهدين وسيد المناضلين؟
هل ستمسح ماض باكمله لمجرد التعاطف مع منظر رجل يعدم؟
أقول لك شيئا والله انني كنت اتألم أحيانا لمنظر اعداد رهينة اجنبي في العراق او غيرها لكونه انسان ولكون منظر ازهاق روح بشري بحد ذاته مؤلما لن اخدع نفسي أو أكذب مشاعري ولكن لا تنسى ان لصدأم_غفر الله لنا وله_من الاخطاء الكثيرة الكثيرة.
الشيخ العمر كعالم مسلم سيحكم على صدّام وغير صدّام من منظار شرعي بحت وطبقا لمفاهيم تتعلق بالعقيدة الاسلامية كما تحكم عليه انت من وجهة نظرك الايدولوجية وكذلك الآخرون كل يحكم بحسب وجهة نظره الفكرية:فلا عجب ان تجد كثيرا من البعثيين والقوميين قد رأوا فيه مثلهم الاعلى
وستجد الاسلاميين المؤدلجين(وليس اسلاميي البروباغندا على حد تعبيرك الذي استعيره) وعلى كثر تعاطفهم معه لطريقة موته التي مورست بحقد وقذارة الا انهم يعتبون عليه انه لم يعلن خطا اسلاميا قويا على الاقل في سنواته الأخيرة وحينما شعر بالخطر.
رأيت ان من هتفوا لصدام بالروح بالدم نفديك ياصدام لم يتحركوا قيد أنمله لفك أسره
وجيشه هرب ولم يعد له أثر مع أول دبابة أمريكية
ومن صمد في بغداد وغيرها هم المجاهدون العرب(وارجع الى كتاب مراسل المنار في بغداد:الساعات الأخيرة لسقوط بغداد( الذين جاءوا بدافع ديني بحت وليسوا بدافع قومي
والدليل ان بينهم افغان وشيشان والبان وكثير من الجنسيات
يعني اذا كان صدام رغم خطه البعثي قد اثار هذا التعاطف معه أثناء وبعد موته فما بالك لو انه اعلن خطا اسلاميا ؟
أنا متاكد ان الملايين ستزحف للدفاع عنه كأمير للمؤمنين.
صدام أقترف الكثير من الاخطاء ومنها قتله لمحمد الصدر الذي كان يمكن ان يستغله كمرجع شيعي عربي ضد المراجع الفرس في بلده ولكنه أعدمه علما بان الصدر قد قال بان الصلوات خمس(وليست ثلاثة كباقي مراجع الشيعة) وكان يصلي الجمعة كالسنة تماما وله اتباعه ومريدوه فماذا فعل به صدام؟
لقد أعدمه
اذا كنت تأخذ على الشيخ العمر ان فتاواه مسيسة ومسايسة فلماذا لم يفلح صدام في الاستفادة من علماء الدين عنده بدلا من استعدائهم والتنكيل بهم؟