عزيزي بهجت , الاخوة الافاضل

كل الشكر لك على مداخلتك الرائعة المتحضرة و لكن لي بعض تعليقات
على ما دونته , بالمناسبة العلمانيين في الوطن هم المثقفين المتنورين
بأي مجتمع سواء كانوا مسيحيين أم مسلمين أم يهود أم بوذيين ....الخ .

العلمانيين هم من يؤمنون بفصل السياسة عن الدين و فصل السلطة المدنية عن السلطة الدينية و على هذا فأنا علماني مسيحي .

كلامك عن عدم حل المشكلة عن طريق جهات خارجية كلام ( نظريا )
سليم و جميل و سديد لكنه مع الاسف عمليا فشل .

سنة 1972 حدثت أول أعتداءات على الاقباط مع بداية الغزو الوهابي
الاخواني ( الحديث ) لمصر و قامت مجموعة من الاخوان و الغوغاء بالهجوم على كنيسة و مبنى خدمات في شبرا الخيمة و ساعتها قرر مجلس الشعب بأمر من السادات الذي كان حريصا على وحدة الوطن حتى قيام حرب أكتوبر ( تشرين ) فقط , هذه اللجنة كانت برئاسة شخص محترم جدا هو الدكتور جمال العطيفي .

قررت هذه اللجنة عدة توصيات أهمها الغاء الخط الهمايوني في بناء الكنائس و أقرار قانون موحد لدور العبادة و عدة قرارت أخرى تؤكد
على الغاء التمييز الديني .

ماذا كان رد فعل النظام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ طبعا تأثير الاخوان عملاء الوهابيين كان كبيرا على السادات و ظلت قرارات لجنة الدكتور العطيفي حبيسة الادراج حتى الآن .

عام 1980 قرر السادات تعديل الدستور و جعل عبارة الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع هي الفقرة الثانية من الدستور
تلبيى لرغبة الوهابيين و السعوديين و عملاؤهم الاخوان المسلمين فماذا كانت النتيجة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أنقسامات و تشتتات و هوجة بدوية وهابية زحفت على مصر من الخليج
حولت مصر لافغانستان أخرى .

أين الاقباط من هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟

تم تهميش الاقباط و زادت الاعتداءات عليهم و على دمائهم و أموالهم و اعراضهم فلجأوا لاولى الامر للشكوى و لكن كما نقول بمصر :

المسئولون عملوا : ودن من طين وودن من عجين .

لم يلتفت أحد لمطالب الاقباط طيلة أكثر من 35 عاما منذ عام
1972 , حتى حدث زلزالان , الاول يوم 11 سبتمبر و الضغط الامريكي على مصر و السعودية بأعتبارهما المنبع الرئيسي للتطرف الديني .

و الزلزال الآخر هو فوز الاخوان ب 88 مقعد أي حوالي
25 % من مقاعد مجلس الشعب و أحس النظام بخطر عليه منهم .

طيلة 35 عاما لم يلتفت أحد لمشاكل الاقباط سوى أخوانهم المسلمين
المثقفين الليبراليين العلمانيين المتنورين و لكن للأسف فقد تم تهميش
كل هؤلاء لصالح التيار الديني السلفي من شان خاطر البترو دولار الوهابي .

عندما لجأنا للمجتمع الدولي فهو بسبب يأسنا من أي أمل للأستجابة من الظام المصري الحالي الذي لم يتحرك ألا تحت ضغط من الخارج و تحت ضغط من خوفه على كرسيه الذي هزه زلزال الاخوان .


صدقني لجوءنا للخارج لم يأتي ألا بعد أن فشلت كافة جهودنا مع النظام
الذي يلعب على وتر الدين ليغازل التيار الاسلامي حتى لا يغضب منه
البترودولار الوهابي .


عبد المسيح