العزيز السيستاني سلاما
اولا احب ان اشير الى معضلة تعبير الشيعة المستخدم. ان نقول مثلا ان "السنة" يكفرون الشيعة هو مغالطة لايمكن ان يقدم عليها إلا مجموعة متميزة من السنة تنتمي خاصة الى فئة الوهابية والسلفية ولكنهم لايشكلون اغلبية السنة ولايمثلون السنة وبالتالي نرى بوضوح ان اطلاق لفظ " السنة" في هذه الحالة سيكون خاطئا وهناك خيار اخر بإستخدام لفظ الوهابية او السلفية للتمييز.

في الحالة مع الشيعة لاتوجد تعابير اخرى يمكن استخدامها للتمييز وهذا يؤدي الى تعميم مؤسف ولايعكس الحقيقة ويصب في مصلحة الاحزاب الدينية الطائفية التي استولت على تمثيل الطائفة. من هنا اقتضى الامر التنوية والحذر في استخدام التعابير الطائفية بغير توضيح.

نعم، ان اتباع الاحزاب الدينية والمتدينيين من الشيعة غالبا مايعتبرون السنة المعاصرين هم المسؤولين عن موت الحسين ويطالبون بالثأر (لاادري ممن) الامر الذي يثير القلق ويعزز التشرذم الذي تستغله بحيوية ورضى قوى الدين السياسي عند كلا الطرفين.


قد يكون صدام حسين وطنياً ولكن ذلك لاينفي عنه انه مجرم وانه السبب وراء التفتت الحالي للصف الوطني العراقي، هذه المسؤولية لاتجعله بطلا بأي شكل من الاشكال إلا لمن هو في نفس ظروفه، هاربا من العدالة او غير قادر على التقدير السليم للفصل بين تطلعاته الشخصية وآماني الشعب.

من الغلط الاعتقاد ان المقاومة ضد الامريكان هي ظاهرة " سنية" بالرغم ان اكثر المنضويين تحت راية العصيان والمقاومة هم من ابناء الطائفة السنية كما انه من الغلط الاعتقاد ان الشيعة الدينية السياسية لاتقاوم حبا في الامريكان وتواطئ معهم. إن مثل هذه النظرة خاطئة جوهرياً.

ان مقاومة بعض ابناء السنة ترجع الى عدة اسباب منها، ان السنة فقدت السلطة السياسية. والبعثيين السنيين منهم لم يعد لهم من يحميهم في حين البعثيين الشيعة وهم اكثر بعشرات المرات انضوت في الميليشيات الشيعية المسلحة. وبالتالي فقد اصبح البعثيين السنة هم المستهدفين في عمليات التصفية التي اطلقت سعارها قوات بدر وعملاء إطلاعات والحرس الثوري.

للاسف ليس للاحزاب العلمانية ميليشيات تحمي اتباعها مما اجبر الجميع الى الالتجاء الى المنظمات الفاعلة على الارض وهي منظمات إما تابعة للوهابيين السنة وإما للبعثيين وإما العشائر الغير منظمة. هذا الوضع افقدهم القوة الروحية، غير ان ستمرار تعقبهم من فرق موت الاحزاب الشيعية اجبرهم على الصمود وزاد عدد المنضمين منهم هربا من الموت الطائفي الذي انتشر بكثافة.

الشيعة كطائفة ليست مسؤولة عما يجري، إذ ليس لها منظمات تعبر عن رأيها وانما التجأت الى المنظمات الجاهزة التي عبرت الحدود وهي منظمات تعبر عن العقيدة الايرانية وتشكلت في إطار مشروع ملالي ايران وقد امتلئت حتى الطفح بالقتلة ا من البعثثين الشيعة الذين تتدربوا في معتقلات صدام حسين. وهذه المنظمات تربت على ان الولايات المتحدة هي الشيطان الاكبر ولكن شيطان غبي يجب إستغلاله لتحقيق المشروع الديني لولاية الفقيه وانتصار الدولة الشيعية الطائفية العظمى.

من هنا نرى ظهور التململ لبعض منظمات الطائفية الشيعية في بعض الاحيان معتقدين انه قد آن الاوان لطرد الامريكان بعد ان استغلوهم في السيطرة على اجهزة الدولة العراقية من الداخل وهم يعتقدون ان حاجتهم الى الامريكان قد انتهت. غير ان المجلس الاعلى لازال لديه مهمات لم تتحقق ويحاول اقناع الامريكان بتنصيب الهادي رئيسا من اجل الاستيلاء على المزيد من الاجهزة لصالحه والقضاء على منافسه المتهور الطفل مقتدى الصدر.

بعد ذلك كن على ثقة ان جميع القوى للطائفية السياسية ستتطالب بخروج المحتل من اجل البدء بحمامات الدم في المعتقلات العراقية بدون شهود.