الحال بئيس لم نريده جميعا...
والفتنة يا صاح لا عقل لها ولادين ولا أخلاق، لذا فنحن ندعو مرارا بأن يخلصنا الله من شرها...
ابني آدم في فلسطين لم يراعو حرمة الدم والدين والوطن، ولا حرمة الشهر الحرام، ولا وعودا ومواثيق أبرموها مرارا ونقضوها!
لذا فقد أصبحت والله أخاف من مؤتمر مكة أن يكون وبالا على فلسطين، كما كان مؤتمر العراقيين في ذات المكان وبذات الأشهر الحرم!
لا أشك بأن العقلاء هنا وهناك يحاذرون هذه الفتنة، ويسعون حثيثا لكبح جماحها، وتطويق آثارها المدمرة، غير أن قوى محلية وإقليمية ودولية لا ترى فيما يجري غير فرصة مواتية يجب اهتبالها لإحباط معنويات الشعب الفلسطيني وتدمير الحركتين الوطنيتين الأبرز والأكثر شعبية على الساحة!
لست مع تحميل الفتنة لطرف دون آخر، ولا مع تعميم الفتنة على كل الرموز والقواعد في الطرفين...
لا يمكنني أن أحسن الظن بدحلان وزمرته، وأعتقد أن نفوذه اليوم في فتح لا يكاد يعدله كل نفوذ العقلاء الفتحاويين، ربما لأن الأطراف الخارجية تريد له مثل هذا النفوذ بعد أن خبرت شرفاء فتح ووجدتهم على مدى العقود المنصرمة عصيين على استحلال حرمة الدم الفلسطيني كما يفعل هذا المأجور وعصاباته...
وفي المقابل فإن الحكمة الحمساوية تضل سبيلها في تحجيم هذا المأجور، لتتعامل مع الأزمة بطريقة عنيفة تلوث ما صنعته حماس من رصيد شعبي وإسلامي على مدى سنوات نضالها ومقاومتها...
الأطراف الخارجية من لدن أمريكا وبريطانيا إلى الرباعية وأوربا إلى القوى الإقليمية بما فيها الأردن ومصر وسورية وإيران، ليست محايدة في هذا الفتنة، بل بعضها يقوم بدور في غاية التآمر والخسة، يؤجج الفتنة، ويذكي الصراع! بينما البعض الآخر يراهن على شغل العالم بالفلسطينيين واللبنانيين ليأمن هو من غائلة الملاحقات الدولية لهذا الملف أوذاك!!
وفي مقابلة (بلا حدود) الأسبوع الماضي كشف أليستر كروك المستشار الأمني السابق للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط والرئيس الحالي لمنتدى الصراعات في لندن عن الخطة السرية لإشعال الحرب الأهلية بين الفلسطينيين. كما تناول الدور الأميركي في تفصيلات الخطة وتداعيات تنفيذها, ولكم أن تطلعوا على المقابلة كاملة سماعا أوقراءة من خلال هذا الرابط:
خطة سرية لحرب أهلية بين الفلسطينيين
كمتابع عن بعد أتفهم حجم المؤامرة، وصعوبة التخلص من كل موبقاتها، ولكن ثقتي بالعقلاء في الحركتين، تجعلني أراهن على بقية الأمل لدى كل الشعوب العربية والإسلامية الحادبة على القضية الفلسطينة، بأن يتملك الطرفان تلك الشجاعة التي نطق بها ابن آدم الأول:
{لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }المائدة28
آمل أنها ليست صرخة في واد
غير أننا نعول على شعب (الجبارين) أن يصنع معجزة الوفاق الوطني، كما صنع من قبل معجزة المقاومة التي لا تيأس
وليس لنا إلا أن نرجوه بأن يفعل، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا أنه إذا فسد أهل الشام ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس فلا خير فينا...
واسلموا لود واحترام:redrose: