كلا يا كمال!
لست مواربا ولا داعي للمواربة...

لدي كشخص صداقات عدة من فتح، ولدينا كحركة إخوان مسلمين سورية علاقات وثيقة واستراتيجية مع فتح..

جمعنا الهم المشترك عام 1982

وكان بين قيادتينا لقاءات متواصلة

بل علاقتنا بفتح سبقت لقاءات أبي عمار رحمه الله بأبي عامر مراقب تنظيمنا السابق

إنها تعود لبداية السبعينيات ومعسكرات الشيوخ، بل إن شئت فلنقل أنها تعود لجذور فتح التي يعتبرها بعضهم بأنها خرجت من رحم جماعتنا بشكل أو آخر...

في المقابل علاقتي الشخصية بحماس علاقة استراتيجية

فأنا انتظمت في الجماعة في فترة كان السوريون منقسمون على أنفسهم بسبب أحداث الثمانينات، ولذلك انضممت حينها للتنظيم الفلسطيني (الأردني)..

وبقيت منذ عام 1985 حتى عام 1989 معهم...

وفي هذه الفترة تأسست حماس في 8/12/1987

لازلت أذكر فرحتنا الخاصة بحماس يومها، خاصة وأن الأسرة التي كانت معي هي أسرة غزاوية صرفة

أتذكر مقابلة الراديو الإسرائيلي مع المرحوم الشيخ أحمد ياسين بسجنه عام 1986وكيف كنا نستلهم من ردود الشيخ معاني الشجاعة والفدائية والعزة....

بقيت في هذه الأجواء، وكانت بحق أجمل فترات عمري، وكتبت بها أجمل قصيدي، وكانت لي مرحلة بناء وعطاء متميز لم أذق مثل طعمه منذ انتظمت في التنظيم السوري بعد مصالحته ووحدته منذ عام 1990 تقريبا

أقدم هذا كله بشكل غير موارب لأقول لك بأنني عاطفيا مع حماس، وإن كان لفتح البطولة عاطفة غير مشوبة والله

كان شعار (العاصفة) يأسرنا، وكانت بطولات الإخوة جزء من تراثنا، بل إن يوم استشهاد أبي جهاد وأبي إياد -وما أظن أنه جاء في فتح مثلهما- يوم حزن وعزاء عندنا

فتح النضال ياكمال جزء منا ونحن جزء منها

لكن فتح بعد أوسلو أصبحت سلطة، وللسلطة طامعيها الدخلاء..

قبل أوسلو لم نكن نسمع بالدحلان ولا ذاك الذي جاء من العراق شاهين ولا بعريقات وهلم جر من مفاوضي أوسلو الأشاوس الذين أرادوا أن يتسنموا أمجاد فتح ليتبوؤوا في قومهم مواقع الصدارة!!

قبل أوسلو كان النضال والمقاومة، وكان الذي يتقدم الجميع ليس بناة كازينو زهرة المدائن، ولا سكان الفنادق الذين يشاركون الصهاينة السباحة وشم الهوا

قبلها كان الذي يتقدم هم أبسل المناضلين من سكان الخنادق الذين وضعوا روحهم على راحتيهم...

كانوا رجالا صدقوا الله ما عاهدهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر


أما اليوم فقد غيب هذا التيار العريض، ابتداء من الأخ أبي اللطف الذي رفض أوسلو، وكان أجدر الناس بقيادة الحركة لولا أن فتح المعادلة انقلبت اليوم!!

فتح كانت قديما مغرما، وكان الذي يتقدمها هم المستعدون للبذل

لكنها اليوم أصبحت مغنما يتنافس على اهتبال مناصبها المهتبلون الأدعياء!


من العار أن نلوث تاريخ فتح الأشم بنسبته لدعي كدحلان...

ومن العار تطويب فتح لشلة أوسلو

ويبقى الفتحاويون الأصلاء إخوانا لحماس، كما حماس أخت لهم...

ولنتذكر أن أبا اللطف كان جنبا إلى جنب مع أبي الوليد في رفض قرار الفتحاويين الجدد بإزاء حركة المقاومة!

واسلموا لود واحترام:redrose: