هل تنكر وجود الله؟.. إذن فأثبت لي أنّك أنت موجود!!

هناك نوع من المساكين في هذا المنتدى يسخرون من الأديان والقيم والأخلاق بل ومن الفطرة ذاتها.. فإذا حاولت أن تناقشهم بالعقل تحدوك أن تثبت لهم وجود الله.. فإذا حاصرتهم بدلائل خلقه وإعجازه في الكون، انتقلوا ليسألوك عن كنه الله سبحانه وذاته وصفاته.. وهذا شيء غير مقبول منطقيا، إذ كيف يتصوّر المخلوق أنّه قادر على معرفة كنه الخالق بمجرد التفكير فيه بعقل منحه هو له؟
إنّ أيّا منّا لا يشعر بدوران الكرة الأرضية حول نفسها وسفرها في الفضاء دورانا حول الشمس، ودورانا مع الشمس حول مركز المجرّة، ودورانا مع المجرّة حول مركز التجمّع المحلّي....... !!
ورغم أنّ أحدا منهم لم ير هذه الحركة قطّ، ولا حتّى شعر بها، إلا إنّه يصدّق العلماء فيما قالوه حول هذه الحقيقة.
هذا مثال تافه للغاية يقرّب لنا ما نتكلّم عنه..
إنّنا جزء من ظاهرة تسمّى "الخلق"، ونحن مغمورون تماما في هذه الظاهرة، مما يحجب عنّا الكثير من الحقائق.. وإذا لم تأتنا إشارات عن هذه الحقائق من خارج هذه الظاهرة، فمن المستحيل أن نتخيّل حتّى وجودها!
وهذا في الواقع شيء منطقيّ للغاية.. فنحن هنا للاختبار.. ولم يكن للاختبار أيّ معنى لو كان إدراك وجود الله ومعرفة كلّ الغيبيات حاضرا وواقعا ومشاهدة وتجربة وعلما!
هل تتخيّل أن تكلّف بالإيمان بوجود مدرسك في الفصل أمامك، وأنّ هذا هو الاختبار الذي ستكافأ عليه؟
إنّ الإيمان يتطلّب غيبيات ليختبر فيها.. وهذه الغيبيات لا تكون فقط مستحيلة الإدراك بالحواس، لكنّها أيضا مستحيلة الإدراك بالعقل والمنطق المجردين.. وما لم تكن حكمة الله قد اقتضت أن يضع في الكون ـ أي داخل الظاهرة ـ آيات ومعجزات جلية ترشدنا إليه، وأن يرسل الرسل لتنبيهنا، لكنّا في ضلالنا نعمه.
وهذا لا يعني أن يحل الله لنا كلّ الأسئلة.. وإلا فبماذا نكلّف؟
أليس هو القائل:
(الم {1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {3} أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ {4} مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {5} وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {6}‏) سورة العنكبوت.
لهذا، فأيّ سخف هذا حينما أجد موضوعا في هذا المنتدى، فيه شد وجذب حول سؤال وهميّ يقول: من خلق الله سبحانه؟
هذه أسئلة عبثية تدمر العقل.. والذين يظنّون أنّهم قادرون على حسمها يسيئون للدين والإيمان بأكثر مما يفعل الملحدون!
لهذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاسترسال مع إبليس في هذا السؤال، وأمر الإنسان بأن يغيّر من وضعه (قائما أو جالسا أو مستلقيا)، ويقول آمنت بالله وبما أنزل على محمّد، ويتلو سورة الإخلاص ثلاث مرات.
آه.. مهلا.. هل سيتهمنا الملحدون بالهروب من العقل والتفكير إذن؟
لا وربي، ولكنّنا نعرف متى وكيف وأين نوجّه العقل..
وحينما رأيت ذلك الموضوع، قررت نسفه بقذيفة مباشرة في نقطة المركز، وذلك بنسف نظرية التطوّر، التي تعتبر أساس الإلحاد.
فالملحد يتبجّح دائما بفكرة أنّ خلية نشأت بالصدفة، ثمّ تداعت عليها الصدف من كلّ حدب وصوب لتطوّر منها كلّ المخلوقات.. فلو أثبتنا له علميا أنّ هذا مستحيل بكلّ المقاييس، فسيوضع في مطبّ رهيب.. ذلك أنّ نفي التطوّر يستدعي أن ّالحشرة والشجرة والبقرة والإنسان قد جاءت كلّها للحياة مستقلة وبلا تطوّر.. هنا لن يجرؤ أحدهم أن يدّعي أنّ مخلوقات في غاية التعقيد والجمال والإبداع مثل هذه قد ظهرت بغتة بالصدفة!
فإذا لم يكن الأمر صدفة إذن فهو مدبّر.. إذن فهناك خالق.. إذن فنحن نعبده ونطيعه، ولا نثبت له إلا ما أثبته هو عن نفسه، ولا ننفي عنه إلا ما نفاه هو عن نفسه في كتبه المنزّلة.
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4}‏) سورة الإخلاص.
هذا بالضبط ما حاولت فعله في هذا الموضوع:
خديعة التطوّر (الضربة القاصمة للإلحاد):
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...id=90&tid=23834
لكن الآن، هناك نقطة أكثر إمتاعا..
نقطة ضرب الملحدين بنفس أسلوبهم..
أنت تقول إنّك تحتاج لإثبات لوجود الله.. مهلا.. لماذا تذهب هكذا بعيدا يا صديقي؟.. لو كنت حقا تفهم وتعقل، فأثبت لي أنّك أنت موجود!!
أثبت لي أنّي لا أحلم الآن، وأنك لست مجرد طيف في لا وعيي!!
بل أثبت لي أنّنا أنا وأنت لسنا حلما في عقل ضفدعة تغفو على حافة بركة في عصر الديناصورات، فإذا أفاقت نفضت أحلامها وقفزت إلى الماء وانتهينا أنا وأنت!!
ولا أريد أحدا أن يقول لي كلاما عبيطا من شاكلة: "أنا اشك إذن فأنا موجود".. فبخلاف أنّ هذا يعني أنّ شكّك في وجود الله دليل على وجوده(!!)، فإنّ هذا الشك نفسه مشكوك فيه!!.. ماذا لو كنت تحلم أنّك تشكّ أنّك موجود؟!
أنتظر إبداعات أصدقائنا الملاحدة.. أتحفونا بما لديكم..
أريد من يثبت لي منكم أنّكم فعلا موجودون!!