{myadvertisements[zone_1]}
هذا هو محمد بن عبد الله
1222
Unregistered

 
مشاركة: #1
هذا هو محمد بن عبد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا الدلائل النبوه

النسب الشريف

النسب الشريف هو :

محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان وإليه ينسب إلى إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن ..

أجداد الحبيب صلى الله عليه وسلم :

وجده عبد المطلب :

شيبة وعاش مائة وأربعين سنة أي وكان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية ، وسمي شيبة الحمد لكثرة حمد الناس له أي لأنه كان مفزع قريش في النوائب وملجأهم في الأمور ، وقيل لأنه ولد وفي رأسه شيبة أي وفي لفظ كان وسط رأسه أبيض أو سمي بذلك تفاؤلاً بأنه سيبلغ سن الشيب ..

وكان شريف قريش وسيدها كمالاً وفعالاً من غير مدافع وكان مجاب الدعوة، وكان يقال له الفياض لجوده ، ومطعم طير السماء لأنه كان يرفع من مائدته للطير والوحوش في رؤوس الجبال ، وكان من حلماء قريش وحكمائها وكان عبد المطلب يأمر أولاده بترك الظلم والبغي، ويحثهم على مكارم الأخلاق، وينهاهم عن دنيئات الأمور .

وكان نديمه حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف والد أبي سفيان، وكان في جوار عبد المطلب يهودي فأغلظ ذلك اليهودي القول على حرب في سوق من أسواق تهامة، فأغرى عليه حرب من قتله، فلما علم عبد المطلب بذلك ترك منادمة حرب ، ولم يفارقه حتى أخذ منه مائة ناقة دفعها لابن عم اليهودي حفظاً لجواره ، ثم نادم عبد الله بن جدعان .

وقيل له عبد المطلب لأن عمه المطلب لما جاء به صغيراً من المدينة أردفه خلفه أي وكان بهيئة رثة أي ثياب خلقة فصار كل من يسأل عنه ويقول من هذا؟ يقول عبدي أي حياء أن يقول ابن أخي، فلما دخل مكة أحسن من حاله وأظهر أنه ابن أخيه وصار يقول لمن يقول له عبد المطلب ويحكم إنما هو شيبة ابن أخي هاشم لكن غلب عليه الوصف المذكور فقيل له عبد المطلب .

وقيل لأنه تربى في حجر عمه المطلب وكان عادة العرب أن تقول لليتيم الذي يتربى في حجر أحد هو عبده . وكان يقول : لن يخرج من الدنيا ظلوم حتى ينتقم منه وتصيبهم عقوبة إلى أن هلك رجل ظلوم من أهل الشام لم تصبه عقوبة ، فقيل لعبد المطلب في ذلك ففكر وقال: والله إن وراء هذه الدار داراً يجزى فيها المحسن بإحسانه ويعاقب المسيء بإساءته - أي فالمظلوم شأنه في الدنيا ذلك حتى إذا خرج من الدنيا ولم تصبه العقوبة فهي معدة له في الآخرة، ورفض في آخر عمره عبادة الأصنام ، ووحد الله سبحانه وتعالى .

وتؤثر عنه سنن جاء القرآن بأكثرها ، وجاءت السنة بها ، منها الوفاء بالنذر، والمنع من نكاح المحارم ، وقطع يد السارق ، والنهي عن قتل الموءودة، وتحريم الخمر والزنا، وأن لا يطوف بالبيت عريان ..

وأما جده هاشم :

واسمه عمرو ، العلا أي لعلو مرتبته، وهو أخو عبد شمس وكانا توأمين وكانت رجل هاشم أي أصبعها ملصقة بجبهة عبد شمس، ولم يكن نزعها إلا بسيلان دم، فكانوا يقولون سيكون بينهما دم ..

تزوج سلمى بنت عمرو أحد بني عدي بن النجار ، وكانت قبله عند أحيحه بن الجلاح بن الحريش ، فولدت له عمرو بن أحيحة ، وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها ، إذا كرهت رجلاً فارقته .

وهو أول من سن الرحلتين لقريش : رحلتي الشتاء والصيف ، وقيل له هاشم لأنه أول من هشم الثريد بعد جده إبراهيم فإن ابراهيم أول من فعل ذلك - أي ثرد الثريد وأطعمه المساكين وكان هاشم بعد أبيه عبد مناف على السقاية والرفادة، فكان يعمل الطعام للحجاج ، يأكل منه من لم يكن له سعة ولا زاد، ويقال لذلك الرفادة ..

ويقال أنه كان إذا جاء موسم الحج قام في قريش فقال : ( يا معشر قريش ، إنكم جيران الله وأهل بيته ، وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله وحجاج بيته ، وهم ضيف الله ، وأحق الضيف بالكرامة ضيفه ، فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بد لهم من الإقامة بها ، فإنه والله لو كان مالي يسع لذلك ما كلفتكموه ) . فيخرجون لذلك خرجا من أموالهم ، كل امرئ يقدر ما عنده ، فيصنع به للحجاج طعاما حتى يصدروا منها .. وقد مات بغزة من أرض الشام تاجراً ..

وأما جده عبد مناف :

المغيرة ، وكان يقال له قمر البطحاء لحسنه وجماله، وهذا هو الجد الثالث لرسول الله ، وهو الجد الرابع لعثمان بن عفان، والجد التاسع للإمام الشافعي رضي الله تعالى عنهما. ومناف أصله مناة اسم صنم كان أعظم أصنامهم ، وكانت أمه جعلته خادماً لذلك الصنم. وقيل وهبته له لأنه كان أول ولد لقصي .

وأما جده قصي :

واسمه زيد ، ويدعى مجمعاً أيضاً. وقيل له قصي لأنه بعد عن عشيرته إلى أخواله بني كلب في ناديهم . وقيل بعد إلى قضاعة مع أمه لأنها كانت منهم .

وأما جده كلاب : واسمه حكيم وقيل عروة، ولقب بكلاب لأنه كان يحب الصيد وأكثر صيده كان بالكلاب.

وأما جده كعب :

وكان كعب يجمع قومه يوم العروبة أي يوم الرحمة الذي هو يوم الجمعة ويقال إنه أول من سماه يوم الجمعة لاجتماع قريش فيه إليه، لكن في الحديث كان أهل الجاهلية يسمون يوم الجمعة يوم العروبة، واسمه عند الله تعالى يوم الجمعة. قال ابن دحية : ولم تسم العروبة الجمعة إلا منذ جاء الاسلام ، فكانت قريش تجتمع إلى كعب ثم يعظهم ويذكرهم بمبعث النبي ويعلمهم بأنه من ولده ويأمرهم باتباعه ويقول : سيأتي لحرمكم نبأ عظيم، وسيخرج منه نبي كريم ..

وأما جده فهر :

واسمه قريش وسمي قريشاً لأنه كان يقرش أي يفتش على خلة حاجة المحتاج فيسدها بماله، وكان بنوه يقرشون أهل الموسم عن حوائجهم فيرفدونهم ، فسموا بذلك قريشاً.

وأما جده مالك : سمي بذلك لأنه ملك العرب .

وأما جده النضر: ولقب به لنضارته وحسنه وجماله واسمه قيس .

وأما جده كنانة : وسمي بذلك لأنه لم يزل في كنّ من قومه. وقيل لستره على قومه وحفظه لأسرارهم ، وكان شيخاً حسناً عظيم القدر تحج إليه العرب لعلمه وفضله. وكان يقول: قد آن خروج نبي من مكة يدعى أحمد يدعو إلى الله وإلى البر والإحسان ومكارم الأخلاق، فاتبعوه تزدادوا شرفاً وعزاً إلى عزكم، ولا تعتدوا أي تكذبوا ما جاء به فهو الحق.

وأما جده مدركة : عامر وقيل عمرو وقيل له مدركة لأنه أدرك كل عز وفخر كان في آبائه وكان فيه نور رسول الله .

وأما جده إلياس : سمي بذلك لأن أباه مضر كان قد كبر سنه ولم يولد له ولد فولد له هذا الولد فسماه إلياس وعظم أمره عند العرب حتى كانت تدعوه بكبير قومه وسيد عشيرته، وكانت لا تقضي أمراً دونه وهو أول من أهدى البدن إلى البيت ، وكان إلياس يسمع من صلبه تلبية النبي المعروفة في الحج .

ففي جماع قريش خمسة أقوال فلا يقال لأولاد من فوقه قرشي : قيل قصي، وقيل فهر، وقيل النضر، وقيل إلياس، وقيل مضر..

وأما جده مضر: ويقال له مضر الحمراء قيل لأنه لما اقتسم هو وأخوه ربيعة مال والدهما أعني نزاراً أخذ مضر الذهب فقيل له مضر الحمراء، وأخذ ربيعة الخيل ومن ثم قيل له ربيعة الفرس ، وكان مضر من أحسن الناس صوتاً، وهو أول من حدا للإبل ، وكان يرى نور النبي بين عينيه .

وأما جده معد : سمي بذلك لأنه كان صاحب حروب وغارات على بني إسرائيل ، ولم يحارب أحداً إلا رجع بالنصر والظفر.

المراجع :

سيرة ابن هشام - السيرة الحلبية - زاد المعاد في هدي خير العباد .




والد الحبيب صلى الله عليه وسلم

اسمه ونسبه :

هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، من أشراف قريش وأبوه عبد المطلب الذي لم يبلغ أحد من آبائه مابلغ من الشرف والرفعة والفتوة ، فأحبه قومه وعظم خطره فيهم . وأما أمه فهي فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية ، من صميم البيت القرشي ، وقد أنجبت لعبد المطلب : أباطالب والزبير وعبد الله وتوأمته أم حكيم ، وعاتكة وبرة ، وأميمة وأروى .

حفر زمزم :

قال عبدالمطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال : احفر طيبة ، فقلت : وما طيبة ؟ ، ثم ذهب عني . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر برة . فقلت : وما برة ؟ ثم ذهب عني ، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر المضنونة . فقلت : وما المضنونة ؟ قال : ثم ذهب عني . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر زمزم . قلت : وما زمزم ؟ قال : لا تنزف أبداً ولا تذم ، تسقي الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم ، عند قرية النمل ..

فلما بين له شأنها ، ودل على موضعها ، وعرف أنه قد صدق ، غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث بن عبدالمطلب ، ليس له يومئذ ولد غيره ، فحفر فيها . فلما بدا لعبدالمطلب الطي كبر .

تخاصم قريش مع عبد المطلب :

فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته ، فقاموا إليه فقالوا : يا عبدالمطلب ، إنها بئر أبينا إسماعيل ، وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها ؛ قال : ما أنا بفاعل ، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم ، وأعطيته من بينكم ؛ فقالوا له : فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها ؛ قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه ؛ قالوا : كاهنة بني سعد بن هذيم ؛ قال : نعم ؛ قال : وكانت بأشراف الشام .

فركب عبدالمطلب ومعه نفر من بني أبيه من بني عبد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر . قال : والأرض إذ ذاك مفاوز . قال : فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفاوز بين الحجاز والشام ، فني ماء عبدالمطلب وأصحابه ، فظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش ، فأبوا عليهم ، وقالوا : إنا بمفازة ، ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم .

فلما رأى عبدالمطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأصحابه ، قال : ماذا ترون قالوا : ما رأينا إلا تبع لرأيك ، فمرنا بما شئت ؛ قال : فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه ، حتى يكون آخركم رجلا واحدا ، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا ؛ قالوا : نعم ما أمرت به .

فقام كل واحد منهم فحفر حفرته ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا ؛ ثم إن عبدالمطلب قال لأصحابه : والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت ، لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا ، لعجز ، فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ، ارتحلوا ، فارتحلوا . حتى إذا فرغوا ، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ، تقدم عبدالمطلب إلى راحلته فركبها .

الحكم الإلهي :

فلما انبعثت به ، انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب ، فكبر عبدالمطلب وكبر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستقوا حتى ملئوا أسقيتهم ، ثم دعا القبائل من قريش ، فقال : هلم إلى الماء ، فقد سقانا الله ، فاشربوا واستقوا . ثم قالوا : قد والله قضى لك علينا يا عبدالمطلب ، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا ، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك راشدا . فرجع ورجعوا معه ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلوا بينه وبينها .

نذر عبد المطلب :

قال ابن إسحاق : وكان عبدالمطلب بن هاشم قد نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم ، لئن ولد له عشرة نفر ، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ، لينحرن أحدهم لله عند الكعبة . فلما توافى بنوه عشرة ، وعرف أنهم سيمنعونه ، جمعهم ثم أخبرهم بنذره ، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك ، فأطاعوه وقالوا : كيف نصنع ؟ قال : ليأخذ كل رجل منكم قدحاً ثم يكتب فيه اسمه ، ثم ائتوني . ففعلوا ، ثم أتوه ، فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة ، فقال عبد المطلب لصاحب القداح : ( اضرب على بَنيَّ هؤلاء بقداحهم هذه ) وأخبره بنذره الذي نذر ، فأعطاه كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه ، وكان عبدالله بن عبدالمطلب أصغر بني أبيه ، فكان عبدالمطلب يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى ، فخرج القدح على عبد الله ..

اعتراض قريش على ذبح ابنه :

فقامت إليه قريش من أنديتها ، فقالوا : ماذا تريد يا عبدالمطلب قال : أذبحه ؛ فقالت له قريش وبنوه : والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه . لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه ، فما بقاء الناس على هذا !

وقال له المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة ، وكان عبدالله ابن أخت القوم : والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه ، فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه .

وقالت له قريش وبنوه : لا تفعل ، وانطلق به إلى الحجاز ، فإن به عرافة لها تابع ، فسلها ، ثم أنت على رأس أمرك ، إن أمرتك بذبحه ذبحته ، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه فرج قبلته .

قضاء كاهنة بني سعد :

فانطلقوا حتى قدموا المدينة ، فوجدوها بخيبر . فركبوا حتى جاءوها ، فسألوها ، وقص عليها عبدالمطلب خبره وخبر ابنه ، وما أراد به ونذره فيه ؛ فقالت لهم : ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله . فرجعوا من عندها ، فلما خرجوا عنها ، قام عبدالمطلب يدعو الله ، ثم غدوا عليها ، فقالت لهم : قد جاءني الخبر ، كم الدية فيكم ؟ قالوا : عشر من الإبل . قالت : فارجعوا إلى بلادكم ، ثم قربوا صاحبكم ، وقربوا عشرا من الإبل ، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح ، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم ، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه ، فقد رضي ربكم ، ونجا صاحبكم .

تنفيذ أمر الكاهنة وفداء عبد الله :

فخرجوا حتى قدموا مكة ، فلما أجمعوا على ذلك من الأمر ، قام عبد المطلب يدعو الله ؛ ثم قربوا عبد الله وعشراً من الإبل ، وعبدالمطلب قائم عند هبل يدعو الله عز وجل ، ثم ضربوا فخرج القدح على عبد الله ؛ فزادوا عشراً من الإبل ، فخرج القدح على عبد الله ؛ فزادوها في كل مرة عشراً من الإبل حتى بلغت مائة من الإبل ..

فلما خرج القدح على الإبل ؛ فقالت قريش ومن حضر : قد انتهى رضا ربك يا عبدالمطلب . فقال عبد المطلب قال : لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات ؛ فخرج القدح على الإبل ، فنحرت ، ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا يمنع .

اعتراض النساء لطريق عبد الله :

ولما انصرف عبد الله ، ومر على امرأة من بني أسد أخت ورقة بن نوفل وهي عند الكعبة ؛ فقالت له حين نظرت إلى وجهه : أين تذهب يا عبدالله ؟ قال : مع أبي ، قالت : لك مثل الإبل التي نحرت عنك ، وقع علي الآن ، قال : أنا مع أبي ، ولا أستطيع خلافه ، ولا فراقه .

زواج عبد الله من آمنة :

تزوج سيدنا عبد الله من سيدتنا آمنة بنت وهب ، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعاً ، فلما دخل عليها حين أملكها مكانه ، فوقع عليها ، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ثم خرج من عندها ، فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت ، فقال لها : ما لك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت علي بالأمس قالت له : فارقك النور الذي كان معك بالأمس ، فليس لي بك اليوم حاجة . وقد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل - وكان قد تنصر واتبع الكتب - : أنه سيكون في هذه الأمة نبي ..

وفاة سيدنا عبد الله :

وقد توفي بالمدينة وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل به .

وفاة عبد المطلب :

قال ابن إسحاق : " أن عبدالمطلب لما حضرته الوفاة وعرف أنه ميت جمع بناته ، وكن ست نسوة : صفية ، وبرة ، وعاتكة ، وأم حكيم البيضاء ، وأميمة ، وأروى ، فقال لهن : ابكين علي حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت . وقد توفي وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنوات .

كفالة أبو طالب :

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عبد المطلب مع عمه الشقيق أبي طالب ، لوصية عبد المطلب ..





مرضعات الحبيب صلى الله عليه وسلم

1 - ثويبة

وهي أول من أرضعته صلى الله عليه وسلم بعد أمه ، وهي جارية عمه أبي لهب ، وقد أعتقها حين بشرته بولادته فكان ذلك سبباً في تخفيف العذاب عنه من كل يوم اثنين كما جاء عن الحافظ الدمياطي : عن العباس بن عبد المطلب بقوله : " مكثت حولا بعد موت أبي لهب لا أراه في نوم ، ثم رأيته في شرّ حال ، فقلت له : ماذا لقيت ؟. فقال له أبو لهب : لم أذق بعدكم رخاء. غير أني سقيت في هذه وأشار إلى النقرة المذكور بعتاقتي ثويبة ".

وكان بلبن ابنها مسروح وفي السيرة الشامية أنها أرضعت قبله ابن عمه أبو سفيان بن الحارث ، وقبلهما حمزة بن عبد المطلب الذي هو أسن منهما بسنتين أو أربع ..

2- العواتك

وأرضعه ثلاث نسوة : أي أبكار من بني سليم، أخرجن ثديهن فوضعنها في فمه فدرت في فيه فرضع منهن ، وأرضعته أم فروة ، أي وهؤلاء النسوة الأبكار كل واحدة منهن تسمى عاتكة ، وهن اللاتي عناهن صلى الله عليه وسلم بقوله : « أنا ابن العواتك من سليم » ..

3- أم أيمـــن

وهي مرضعته وحاضنته ، كانت عند أمه آمنة ، ولا يعرف لها ولد إلا أيمن الذي ولد قبل ولادة النبي بكثير ، وأسامة الذي ولد بعد الهجرة ، فيقال أنه جاز أن لبنها در له من غير وجود ولد كما تقدم في النسوة الأبكار.

4- حليمة السعدية

اسمها ونسبها :

حليمة ابنة أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ، ووأما زوجها فهو الحارث بن عبدالعزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن ..

وأما إخوة رسول الله من الرضاعة فهم :

عبد الله بن الحارث ، وأنيسة بنت الحارث ، وحذافة بنت الحارث ، وهي الشيماء ، غلب ذلك على اسمها فلا تعرف في قومها إلا به وكانت تحضنه مع أمها وهم لحليمة بنت أبي ذؤيب ..

خروجها مع قبيلتها لالتماس المواليد الجدد :

خرجت حليمة من بلدها مع زوجها ، وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر ، تلتمس الرضعاء ، قالت : وذلك في سنة شهباء ، لم تبق لنا شيئاً . قالت : فخرجت على أتان لي قمراء ، معنا شارف لنا ، والله ما تبض بقطرة ، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا ، من بكائه من الجوع ، ما في ثديي ما يغنيه ، وما في شارفنا ما يغديه ..

فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه ، إذا قيل لها إنه يتيم ، وذلك أنّا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي ، فكنا نقول : يتيم ! وما عسى أن تصنع أمه وجده ! فكنا نكرهه لذلك ، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري ، فلما أجمعنا الانطلاق ..

قبولها رضاعة رسول الله :

قالت حليمة : استقبلني عبد المطلب فقال: من أنت؟ فقلت: أنا امرأة من بني سعد قال: ما اسمك؟ قلت حليمة، فتبسم عبد المطلب وقال: بخ بخ ، سعد وحلم، خصلتان فيهما خير الدهر وعز الأبد، يا حليمة إن عندي غلاماً يتيماً، وقد عرضته على نساء بني سعد فأبين أن يقبلن وقلن: ما عند اليتيم من الخير، إنما نلتمس الكرامة من الآباء، فهل لك أن ترضعيه، فعسى أن تسعدي به؟ فقلت: ألا تذرني حتى أشاور صاحبي، فانصرفت إلى صاحبي فأخبرته، فكأن الله قذف في قلبه فرحاً وسروراً ..

فقال لي : يا حليمة خذيه ، فرجعت إلى عبد المطلب فوجدته قاعداً ينتظرني ، فقلت: هلمّ الصبي، فاستهل وجهه فرحاً، فأخذني وأدخلني بيت آمنة، فقالت لي : أهلاً وسهلاً، وأدخلتني في البيت الذي فيه محمد ..

النظرة الأولى للحبيب :

فإذا هو مدرج في ثوب صوف أبيض من اللبن، وتحته حريرة خضراء، راقد على قفاه يغط ، يفوح منه رائحة المسك، فأشفقت: أي خفت أن أوقظه من نومه لحسنه وجماله، فوضعت يدي على صدره فتبسم ضاحكاً وفتح عينيه إليّ، فخرج من عينيه نور حتى دخل خلال السماء وأنا أنظر، فقبلته بين عينيه وأخذته، وما حملني على أخذه : أي أكد أخذه إلا أني لم أجد غيره، وإلا فما ذكرته من أوصافه مقتض لأخذه : أي وهذه الرواية ربما تدل على أنها لم تره قبل ذلك، وأن إباءها كان قبل رؤيتها له ..

البركة من أول ليلة :

قالت: فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل ثدياي بما شاء الله من لبن فشرب حتى روي : أي من الثدي الأيمن، وعرضت عليه الأيسر فأباه. قالت حليمة : وكانت تلك حالته بعد - أي بعد ذلك - لا يقبل إلا ثدياً واحداً وهو الأيمن.

وشرب معه أخوه حتى روي - وقد يكون شرب من الثدي الأيسر - ثم ناما ، وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجي إلى شارفنا تلك ، فإذا إنها لحافل ، فحلب منها ما شرب ، وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا ، فبتنا بخير ليلة .

نشاط أتان حليمة :

قالت : يقول صاحبي حين أصبحنا : تعلمي والله يا حليمة ، لقد أخذت نسمة مباركة ؛ فقلت : والله إني لأرجو ذلك ، ثم خرجنا وركبت أنا أتاني ، وحملته عليها معي ، فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم ، حتى إن صواحبي ليقلن لي : يا ابنة أبي ذؤيب ، ويحك ! اربعي علينا ، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها فأقول لهن : بلى والله ، إنها لهي هي ؛ فيقلن : والله إن لها لشأنا ..

دخول ديار بني سعد ورائحة المسك :

عن حليمة رضي الله عنها : « لما دخلت به إلى منزلي لم يبق منزل من منازل بني سعد إلا شممنا منه ريح المسك، وألقيت محبته : أي واعتقاد بركته في قلوب الناس، حتى إنّ أحدهم كان إذا نزل به أذى في جسده أخذ كفه فيضعها على موضع الأذى فيبرأ بإذن الله تعالى سريعاً.

البركة في كل شئ ورسول الله معهم :

وكانت ديار بني سعد من أجدب الأراضي في ذلك الوقت ، وبقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم كانت غنم حليمة تروح شباعا لُبَّنَا ، فنحلب ونشرب ، وما يحلب إنسان قطرة لبن ، ولا يجدها في ضرع ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم سرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب ، فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن ، وتروح غنمي شباعا لبنا .

فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته ، وكان يشبّ شبابا لا يشبه الغلمان ، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفراً أي غليظاً شديداً ..

أول ما نطق به :

عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : «كان أول كلام تكلم به حين فطمته حليمة رضي الله تعالى عنها : الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلا» أي وقد تقدم أنه تكلم بهذا عند خروجه من بطن أمه. وفي رواية « أوّل كلام تكلم به في بعض الليالي : أي وهو عند حليمة : لا إله إلا الله قدوساً قدوساً نامت العيون والرحمن لا تأخذه سنة ولا نوم » وكان لا يمس شيئاً إلا قال بسم الله.

نموه صلى الله عليه وسلم :

وعن حليمة رضي الله تعالى عنها : أنه لما بلغ شهرين كان يجيء إلى كل جانب ، ولما بلغ ثمانية أشهر كان يتكلم بحيث يسمع كلامه، ولما بلغ تسعة أشهر كان يتكلم الكلام الفصيح، ولما بلغ عشرة أشهر كان يرمي السهام مع الصبيان.
وقالت : وإنه لفي حجري ذات يوم إذ مرت به غنيماتي ، فأقبلت واحدة منهن حتى سجدت له وقبلت رأسه ثم ذهبت إلى صواحبها ..

رجوعه لحليمة بعد السنتين :

فقدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا ، لما كنا نرى من بركته . فكلمنا أمه وقلت لها : لو تركت بُنيَّ عندي حتى يغلظ ، فإني أخشى عليه وبأ مكة ، قالت : فلم نزل بها حتى ردته معنا ..

حادثة شق الصدر الشريف وهو ابن سنتين :

قال : فرجعنا به ، فوالله إنه بعد مقدمنا به بشهر مع أخيه لفي بهم لنا خلف بيوتنا ، إذ أتانا أخوه يشتد ، فقال لي ولأبيه : ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض ، فأضجعاه ، فشقا بطنه ، فهما يسوطانه . قالت : فخرجت أنا وأبوه نحوه ، فوجدناه قائما مُنتَقَعا وجهه . قالت : فالتزمته والتزمه أبوه ، فقلنا له : ما لك يا بني ؛ قال : جاءني رجلان عليها ثياب بيض ، فأضجعاني وشقا بطني ، فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو . قالت : فرجعنا به إلى خبائنا .

وقال لي أبوه : يا حليمة ، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به ، قالت : فاحتملناه ، فقدمنا به على أمه ، فقالت : ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه ، وعلى مكثه عندك ؟ فقلت : قد بلغ الله بابني وقضيت الذي عليّ ، وتخوفت الأحداث عليه ، فأديته إليك كما تحبين ؛ قالت : ما هذا شأنك ، فاصدقيني خبرك . قالت : فلم تدعني حتى أخبرتها . قالت : أفتخوفت عليه الشيطان ؟ قالت : قلت : نعم ؛ قالت : كلا ، والله ما للشيطان عليه من سبيل ، وإن لبنيَّ لشأنا ، أفلا أخبرك خبره ..

قلت : بلى ؛ قالت : رأيت حين حملت به ، أنه خرج مني نور أضاء قصور بصرى من أرض الشام ، ثم حملت به ، فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف عليَّ ولا أيسر منه ، ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض ، رافع رأسه إلى السماء ، دعيه عنك وانطلقي راشدة .

رسول الله يروي أصل الحادثة :

أن جماعة من أصحاب رسول الله سألوه أن يحدثهم عن نفسه فقال : (( بينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا ، إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجاً ، ثم أخذاني فشقا بطني ، واستخرجا قلبي فشقاه ، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه ، ثم قال أحدهما لصاحبه : زنه بعشرة من أمته ، فوزنني بهم فوزنتهم ، ثم قال : زنه بمائة من أمته ، فوزنني بهم فوزنتهم ، ثم قال : زنه بألف من أمته ، فوزنني بهم فوزنتهم ، فقال : دعه عنك ، فوالله لو وزنه بأمته لوزنها )) ..

سبب آخر لرجوعه لامه :

قال ابن إسحاق : " أن مما هاج أمه السعدية على رده إلى أمه ، مع ما ذكرت لأمه مما أخبرتها عنه ، أن نفراً من الحبشة نصارى ، رأوه معها حين رجعت به بعد فطامه ، فنظروا إليه وسألوها عنه وقلبوه ، ثم قالوا لها : لنأخذن هذا الغلام ، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا ، فإن هذا غلام كائن له شأن نحن نعرف أمره ، فزعم الذي حدثني أنها لم تكد تنفلت به منهم " ..

علاقة الحبيب صلى الله عليه وسلم بعائلة حليمة :

كان رسول الله جالساً ـ أي على ثوب ـ فأقبل أبوه من الرضاعة ، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه ، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من الجانب الآخر فجلست عليه ، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام رسول الله فجلس بين يديه » ..




أعمام الحبيب صلى الله عليه وسلم

أولاد عبد المطلب بن هاشم : عشرة نفر وست نسوة ..

1- الحارث : وهو أسن أعمامه أي أكبرهم سناً .

2- العباس : وهو أصغر أعمامه سناً وكان آخر من أسلم من المهاجرين أي قبل الفتح ، ومن أولاده الفضل وعبد الله وهو حبر الأمة ، وعبيد الله الجواد ، وقُثَمَ الشهيدَ بسمرقندَ، وعبدَ الرحمن، ومَعْبداً وأمهم أم الفضل ، ومن غير أمِّ الفضل: تمَّامٌ وكثيرٌ والحرثُ وعَونٌ .

3- حمزة : أسدُ اللَّهِ وأسدُ رسوله سيدُ الشهداء وكان له كُنيتان : أبو يَعلى وأبو عُمارةُ. وأمُّ عُمارةَ امرأةٌ من بني النجار من الأنصار. ولم يُعقب ، وكان له من البناتِ أمُّ أبيها واسمُها أُمامةُ، وأمُّ الفضل.

4- عبدالله : والد الرسول صلى الله عليه وسلم .

5- أبو طالب : واسمه عبد مناف وكان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناصراً له يغضب له ويحوطه ، وأولاده : طالباً وبه كان يُكنى وهو أكبرُ ولدِه، وعَقيلاً وجعفراً وعلياً وأمَّ هانىء واسمُها هندٌ وقيل فاختة وجُمانة.

6 - الزبير:

7- المغيرة : ولقبه حجل .

8- المقوِّم :

9- ضرار :

10 - أبو لهب : واسمه عبدالعزى .

عماته النساء :

11 - صفية : وكانت عند الحارث بن حرب بن أميةَ، ثم خلفَ عليها العوَّامُ بن خويلدٍ، وهي أمُّ الزبير وأَسلمت صفيةُ وتوفيت في خلافة عُمرَ سنةَ عشرين، ولها ثلاثٌ وسبعون سنةً، ودُفنت بالبقيع.

12- البيضاء : وكانت عند كُريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمسٍ، فولدت له أروى ، وهي أمُّ عثمانَ بن عفانَ وأمُّ الوليد بن عقبةَ بن أبـي مُعيطٍ. وكانت البيضاء تُكنى أمَّ حكيم. وكان يقال لها: قبةُ الديباج لجمالها.

13- عاتكة : وكانت عند أبـي أميةَ بن المغيرةِ المخزوميِّ، فوَلدت له عبدَ الله بنَ أبـي أميةَ وزهيراً والمُهاجرَ، وهم إخوة أمّ سلمةَ لأبيها وقد اختلف في إسلامها .

14- أميمة : وكانت عند جحش بن رئابٍ الأسديِّ. وهي أمُّ زينبَ بنتِ جحش وأمُّ إخوتها عبدِ الله وأبـي أحمدَ الأعمى وعبيدِ الله المتنصِّر بأرض الحبشة.

15- أروى : فهيَ أمُّ طُليب كانت تحت عُمير بن وهب فولدتْ له طُليباً. واختُلف في إسلامها .

16- برة : فكانت عند عبدِ الأسد بن هِلالٍ المخزوميِّ ، فوَلدت له أبا سلمةَ بن عبد الأسد ثم خَلف عليها أبو رُهم بنُ عبد العزَّى من بني عامر بن لؤي. فولدت له أبا سَبرةَ بنَ أبـي رُهم. وقد ذكرتُ أبا سَبرةَ هذا في بني عامر بن لؤي من قريش، وأنه من المهاجرين البدريين، وذكرتُ وفاتَه رضي الله عنه.

وزاد بعضهم العوام وعبد الكعبة وقثم والغيداق واسمه مصعب وقيل: نوفل .

المراجع :

سيرة ابن هشام - السيرة الحلبية - زاد المعاد في هدي خير العباد .





مولده عليه السلام

من دلائل النبوة للأصبهاني




تاريخ ولادته :

قال ابن إسحاق قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، عام الفيل .

أول بدء النبوة :

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال :" قيل يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك ؟ " قال :" دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي خرج منها نورا أضاءت لها قصور الشام ".

اصطفاء النبي من خيار لخيار :

عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل خلق السماوات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سائر سماواته من شاء من خلقه ، وخلق الأرضين سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء من خلقه ، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشا ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فأنا من خيار إلى خيار ، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم " .

حوادث هزت العالم لمولده :

عن مخزوم بن هانيء عن أبيه - وكانت له عشرون ومائة سنة - قال : " لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشر شرفة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف سنة ، ورأى الموبذان كأن إبلا صعاباً تقود خيلا عراباً حتى عبرت دجلة وانتشرت في بلاد فارس " ..

عن عمرو بن مرة الجهني أنه كان يحدث قال خرجت حاجا في جماعة من قومي في الجاهلية فرأيت وأنا بمكة نورا ساطعا من الكعبة حتى أضاء لي جبل يثرب وأشعر وجهينة فسمعت صوتا في النور وهو يقول انقشعت الظلماء وسطع الضياء وبعث خاتم الأنبياء ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن فسمعت صوتا في النور وهو يقول ظهر الإسلام وكسرت الأصنام ووصلت الأرحام فانتبهت فزعا فقلت لقومي والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث وأخبرتهم بما رأيت فلما انتهينا إلى بلادنا قيل إن رجلا يقال له احمد قد بعث فخرجت " ..

علم اليهود بيوم مولده :

عن حسان بن ثابت رضي الله عنه قال : " والله إني لغلام يفعة ، ابن سبع سنين أو ثمان ، أعقل كل ما سمعت ، إذ سمعت يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب : يا معشر يهود ، حتى إذا اجتمعوا إليه ، قالوا له : ويلك ؟ ما لك ؟ ، قال : طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به .






من كان على الحنيفية قبل البعثة

زيد من عمرو

عن زيد بن حارثة رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو مردفي فذبحنا له شاة ثم صنعناها له حتى إذا نضجت استخرجتها فجعلناها في سفرتنا ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وهو مردفي في يوم حار من أيام مكة حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيى أحدهما الآخر بتحية الجاهلية فقال له : رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي أرى قومك قد شنفوك ، قال :

أما والله إن ذلك مني بغير نائرة مني إليهم ولكني أراهم على ضلالة فخرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار يثرب فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى أقدم على أحبار إيلة فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت ما هذا بالدين الذي أبتغي فقال حبر من أحبار الشام إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحد يعبد الله به إلا شيخا بالجزيرة فخرجت حتى قدمت فأخبرته بالذي خرجت له فقال إن كل من رأيت في ضلال إنك لتسأل عن دين هو دين الله ودين ملائكته وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج يدعو إليه فارجع إليه فصدقه واتبعه وآمن بما جاء به فرجعت..

عن نفيل بن هشام ابن سعيد بن زيد عن أبيه عن جده قال : خرج ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل يطلبان الدين فمرا بالشام فأما ورقة فتنصر وأما زيد بن عمرو فقيل له الذي تطلبه أمامك ، فأتى الموصل فإذا هو راهب فقال : من أين أقبل صاحب الراحلة ؟ قال : من بيت إبراهيم ، قال : ما تطلب قال الدين فعرض عليه النصرانية ، فقال : لا حاجة لي فيه وأبى أن يقبل ، فقال : إن الذي تطلب سيظهر بأرضك فأقبل وهو يقول : لبيك حقاً حقاً .. تعبداً ورقاً .. البر أبغى لا الخال .. وما مهاجر كمن قال عذت بما عاذ به إبراهيم وقال أنفي لك عان راغم مهما تجشمني فإني جاشم ثم يخر فيسجد للكعبة " ..

قال عبدالرحمن بن أبي الزناد : وكان زيد ابن عمرو بن نفيل في الجاهلية يستقبل الكعبة وكان يقول : يا معشر قريش والله ما على ظهر الأرض أحد على ملة إبراهيم عليه السلام غيري لا آكل شيئا ذبح لغير الله ، قال وقيل له إن الذي تطلبه لا يكون إلا بالحجاز فأقبل من الشام يريد النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالجحفة أدركه قومه فقتلوه بها " قال هشام بن عروة : استغفر له النبي صلى الله عليه وسلم وقال أريت له جنة أو جنتين " ..

عمرو بن مرة الجهني

عن عمرو بن مرة الجهني قال خرجت حاجا في جماعة من قومي في الجاهلية فرأيت وأنا بمكة نوراً ساطعاً من الكعبة حتى أضاء لي جبل يثرب وأشعر وجهينة فسمعت صوتاً في النور وهو يقول : انقشعت الظلماء ، وسطع الضياء ، وبعث خاتم الأنبياء ، ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن فسمعت صوتاً في النور وهو يقول : ظهر الإسلام ، وكسرت الأصنام ، ووصلت الأرحام فانتبهت فزعاً فقلت لقومي والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث وأخبرتهم بما رأيت فلما انتهينا إلى بلادنا ، قيل إن رجلاً يقال له أحمد قد بعث فخرجت حتى أتيته فأخبرته بما رأيت فقال لي : (( يا عمرو بن مرة أنا النبي والجواب إلى العباد كافة أدعوهم إلى الإسلام وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله عز وجل ورفض الأصنام وحج البيت وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهرا من أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار فآمن بالله ياعمرو بن مرة يؤمنك الله من هول جهنم )) ، فقلت : يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله آمنت بما جئت به من حلال وحرام




صباه عليه الصلاة السلام

من دلائل النبوة للأصبهاني



رعي الغنم :

قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من نبي إلا وقد رعى الغنم ؛ قيل : وأنت يا رسول الله قال : وأنا ) .

غسل قلبه بالذهب :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه :" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني حليمة فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس رضي الله عنه وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ".

إفراغ الحكمة والإيمان في قلبه :
وفي رواية أنس عن أبي ذر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي السماء " وذكر حديث الإسراء ..

إفراغ الرأفــــة والرحمـــة :
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : إنَّ أبا هريرة كان حريصاً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال : يا رسول الله ما أول ما رأيت في أمر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ، وقال : (( لقد سألت أبا هريرة . إنّي لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي وإذا رجل يقول لرجل أهو هو ؟ قال : نعم ، فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط وأرواح لم أجدها من خلق قط ، وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلىَّ يمشيان حتى أخذ كُلُّ واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مسًّا ، فقال أحدهما لصاحبه : أضجعهُ فأضجعاني بلا قصر ولا هصر ، وقال أحدهما لصاحبه : اُفُلق صدرهُ فهوى أحدُهُما إلى صدري ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له : أخرج الغل والحسد فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرَّأفَةَ والرحمة ، فإذا مثلُ الذي أخرج يُشبهُ الفضَّة ثُـمَّ هزَّ إِبهَامَ رجلي اليُمنى فقال : اغدُ واسلم فرجعت بها أغدُو رِقَّةً على الصَّغيرِ وَرَحمَةً للكبير " )) رواه الإمام أحمد ..
إجلال عبد المطلب لرسول الله :

قال ابن إسحاق : " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبدالمطلب بن هاشم ، وكان يوضع لعبدالمطلب فراش في ظل الكعبة ، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه ، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ؛ قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر ، حتى يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول عبدالمطلب ، إذا رأى ذلك منهم : دعوا ابني ، فوالله إن له لشأنا ؛ ثم يجلسه معه على الفراش ، ويمسح ظهره بيده ، ويسره ما يراه يصنع ".

نبوءة العائف اللهبي

كان رجال قريش إذا جاءهم عائفاً من بني لهب يأتونه بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم - أي يخبرهم عن مستقبله ، فأتى أبو طالب يوماً برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام فنظر الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم شغله عنه شيء ، فلما فرغ قال : الغلام عليّ به ، فلما رأى أبو طالب حرصه عليه غيَّبه عنه ، فجعل يقول : ويلكم ، ردوا علي الغلام الذي رأيت آنفا ، فوالله ليكونن له شأن . قال : فانطلق أبو طالب .

رحلته إلى الشام مع عمه وموقفه مع الراهب وعودته بعد إلحاح الراهب :

عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال: « خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله فقال :" هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين ، يبعثه الله رحمة للعالمين ". فقال له أشياخ من قريش : ما علمك؟ ..

فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدا. ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة .

ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه. قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه ، فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال: ما جاء بكم؟ قالوا : جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا ..

فقال : هل خلفكم أحد هو خير منكم ؟ قالوا : إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا. قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا لا. قال : فبايعوه وأقاموا معه، قال : أنشدكم بالله أيكم وليه ؟ قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت» رواه الترمذي .






المصدر صور من حياة الرسول لأمين دويدار

شبابه صلى الله عليه وسلم

شب الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم بفضل رحمة الله وعنايته مستقيماً على الحق ومترفعاً عن ذميم الأخلاق والعادات . ونشأ عليه الصلاة والسلام هاجراً للشرك ولكل موجبات العذاب . وخُلق عليه الصلاة والسلام عظيما قبل أن يوحى إليه ، وقبل أن يكون رسولاً ..

وقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو لم يزل صبياً ، عبادة الأصنام والأوثان فلم يعظمها أو يسجد لها ، وما شارك قومه في عيد من أعيادها ، ولا ذاق من لحوم قرابينها . بل كان ينفر منها ويبغضها بغضاً شديداً . فقد اُستحلف ذات مرة وهو دون الثالثة عشر بأوثان قريش المعروفة في أيام الجاهلية ، فأنكر عليه الصلاة والسلام ذلك بكل حزم وقوة ..

ولم يكن الرسول الكريم في نشأته جارياً على المألوف في شباب الجاهلية من الإقبال على التهتك واللهو المبتذل والمباهج الآثمة ، فلم يحضر مجالس مجونهم ولا خالط فجارهم ، فقد اتخذ من لباس الفضيلة والعفاف درعاً يقي عاديات الدنس والفساد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )) ولما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم أجابت : (( كان خلقه القرآن )) فنصرة الضعيف والفقير ، هي من أحب الأمور إلى نفسه ..

حرب الفجار

سبب حرب الفجّار :

لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة ، هاجت حرب الفجار بين قريش ، ومن معها من كنانة ، وبين قيس عيلان ، وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة من بني هوازن ، أجار لطيمة للنعمان بن المنذر ؛ فقال له البراض بن قيس ، أحد بني ضمرة أتجيرها على كنانة قال : نعم ، وعلى الخلق كله . فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته ، حتى إذا كان بتيمن ذي طلال بالعالية ، غفل عروة فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام ، فلذلك سمي الفجار .

فأتى آت قريشاً ، فقال : إن البراض قد قتل عروة ، وهم في الشهر الحرام بعكاظ ، فارتحلوا وهوازن لا تشعر بهم ، ثم بلغهم الخبر فأتبعوهم ، فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ، فاقتتلوا حتى جاء الليل ، ودخلوا الحرم ، فأمسكت عنهم هوازن ، ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما ، والقوم متساندون على كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم ، وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم .

وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أيامهم ، أخرجه أعمامه معهم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كنت أُنَبِّل على أعمامي : أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها " .

بناء

تحنثه صلى الله عليه وسلم في غار حراء

كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يحب التحنث في غار حراء بأعلى مكة في كل عام ، ومعه أهله قريباً منه ، يطعم من جاءه من المساكين ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قوة مبدعة ، بقي على هذا الحال إلى أن وصل الأربعين من عمره ، وبعدها وبينما هو مستغرق في ذاته في ذلك الغار هتف به صوت عظيم تكرر مرتين كان عليه السلام ينحي الصوت عنه ولكنه شعر بثقل يأخذ عليه روحه حتى ليكاد يزهقها . وصاح الصوت من أعماقه : " اقرأ " قال عليه الصلاة والسلام : " ما أنا بقارئ " فأخذه فغته ( أي حبس نفسه ) ثم أرسله وقال : " اقرأ " فقال عليه الصلاة السلام : " ما أنا بقارئ " ، فأخذه فغته لثالثة ثم أرسله وقال : (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإِْنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَْكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإِْنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )) ( العلق : 1-5 ) ..

وكان يشارك قومه في أعمال الصلاح والخير فخاض حرب الفجار دفاعاً عن قداسة الأشهر الحرم ومكانة أرض الحرم وهو دون العشرين من عمره وشهد حلف الفضول لنصرة المظلومين قال عنه رسول الله حين أرسله الله تعالى : لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار أبي جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت ..

أول من ألقى السلام

عن زيد بن سلام أن جده أبا سلام حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو بالبطحاء فإذا هو برجل عليه ثياب شعر فقال : السلام عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليك ، فقال الراكب سبحان الله ما رأيت رجلا رد السلام قبلك ! ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا إله إلا الله ما رأيت رجلا سلم قبلك ! فقال : يا فتى من أهل مكة أنت ؟ قال : نعم .. ولدت بها ونشأت بها ، قال : فهل فيها محمد أو أحمد ، قال : ما فيها محمد ولا أحمد غيري ، قال : فاكشف عن ظهرك ، فكشف عن ظهره فإذا خاتم النبوة بين كتفيه ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال : يا راكب بما أمرت ، فقال : أمرت أن عملا أعناق قومك بالسيف حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا راكب ألا أزودك " ، قال : إن شئت فعلت.

قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة ووجهه يتهلل فقالت : يا ابن عبد المطلب ما رأيتك قط أحسن تهلل وجه منك اليوم ، قال : وما يمنعني وقد أمرت أن أضرب أعناق قومك بالسيف حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، قالت : إن هذا خليق أن لا يكون وكانت كلمة آذته بها ، فقال : يا خديجة هل عندك ما يزود راكبا ، قالت : ما عندي إلا تمرات ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم التمر في طرف ردائه ، فقال : يعني الراكب الحمد لله الذي لم يمتني ولم يخرجني من الدنيا حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل إليّ الزاد في ثوبه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا راكب هل لك من حاجة ، قال : نعم أنت تدعو الله أن يعرف بيني وبينك يوم القيامة فذهب فلم ير ..






فضله صلى
12-26-2004, 02:35 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة 1222 - 12-26-2004, 02:35 AM
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة arfan - 12-26-2004, 03:45 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة The Godfather - 12-26-2004, 03:50 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة مصرى - 12-26-2004, 07:25 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة Romeo - 12-26-2004, 10:58 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة خالد - 12-26-2004, 11:16 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة Romeo - 12-26-2004, 01:57 PM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة خالد - 12-26-2004, 02:08 PM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة Romeo - 12-26-2004, 02:22 PM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة خالد - 12-26-2004, 05:25 PM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة Romeo - 12-27-2004, 10:50 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة 1222 - 12-31-2004, 03:34 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة arfan - 12-31-2004, 04:39 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة arfan - 12-31-2004, 04:44 AM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة arfan - 01-03-2005, 05:15 PM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة arfan - 01-05-2005, 05:14 PM,
هذا هو محمد بن عبد الله - بواسطة Romeo - 01-06-2005, 10:54 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  محمد بن عبد الله في الديانة الهندوسية zaidgalal 10 4,735 05-27-2013, 11:15 PM
آخر رد: JOHN DECA
  اللهم صللللللل على محمد وآلللللللل محمد الوطن العربي 18 2,610 03-29-2013, 01:03 PM
آخر رد: vodka
  لماذا اختار مايكل هارت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل شخصية في التاريخ سامي بحبك 12 5,769 06-02-2012, 06:38 PM
آخر رد: إسم مستعار
  بكل موضوعية : هل كذب رسول الله محمد-ص- ؟.هاتوا برهانكم ..... جمال الحر 44 10,322 02-12-2012, 10:00 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  الله و محمد أين الـمفـر ؟ NigHtMaRE 6 2,337 05-24-2011, 10:06 AM
آخر رد: يوسف فخر الدين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS