السلام للجميع :


اليس من الممتع ان لا تجد كتابات فهمي هويدي سوق رائج ... اليس من المثير ان بضاعته كسدت وهى ذات البضاعةالتى كانت قبل سنين تتلقفها عقول القراء ويعتبرها البعض تشكل رأيه الشخصي و تعبر عن احلامه وتنطق باماله وترسم شيئامن مستقبله ..

من الجميل ان نجد ان فهمي هويدى يلجأ اليوم الى النيل من بعض الشخصيات الليبرالية والتنويرية ويستهدفها بكتاباته معتبرا ان هؤلاء ليسوا سوى ارباب ثقافة الاستسلام وانهم مجرد دعاة كتبة للصهاينة ليس الا .. ومن الجميل ان يبلغ به اليأس هذا الحد حتى لا يجد حرجا من انتقاص هؤلاء ومحاولة دك اسفين بينهم وبين القارىء والذى هو فى الغالب صار اكثر انفتاحا واكثر ذكاء من يقع فى فخاخ صدئة كتلك التى ينصبها فهمي او من سار على مساره ...

ودعنا الان نضع الامور فى نصابها ونتسائل عن ماهية ثقافة الاستسلام تلك التى كنا نقبل بها كمصوغ معقول فى يوم من الايام اتجاه عجزنا وعدم قدرتنا على فهم الاخر او استيعاب التاريخ و دون ان نتسائل عن المعنى الحقيقى للكلمة وعن حقيقة هذا المصطلح والذى لم يكن بغريب عن قواميس القوميين وبدعهم ...

اذا اردنا ان نصب هذه الثقافة ضمن قالب الاستلاب الذى قد يقال اننا ابلتينا به بعد ان هيىء لنا ان ثقافتنا الاصيلة معزولة وضعيفة و انها ثقافة اليأس جاءت كرد فعل على ما يراد لنا ان نظنه إستلابا ..

فكيف لنا ان نسميها استسلاما ؟؟

هل مناقشة تجارب الاخر وحتى من باب اعرف عدوك يعتبر استسلاما ... هل المطالبة بالعودة الى الاصول الصحيحة لبناء الدولة بتجرد هي ذات المطالبة بالسقوط فى حضن الصهيونية ..
هل دراسة التاريخ السياسى لاى حركةسياسية ومحاولة استنباط جوانب مضيئة هى عمالة وخيانة ؟

ان من يريد بنا ان نقع فى فخ المصطلحات ليس الا مجرد غبى اخر يحاول ان يغطى الحقائق بالغربال واى غربال فاضح هذا ...

ان محاولة فهمى هويدى الانتقاص من شخوص هؤلاء وباسلوب لا عقلانى يجافى المنطق انما هى محاولة منه لان يبرز على السطح بعد ان غرق وغرقت معه خطاباته وارائه المتقادمة والتى شاء حظه السىء ان تسارع بها رياح الاحداث فتعبث بها و تطيح بها فلا يجد كاتبنا اليوم الان ان يدير فوهة مدفعه اتجاه هؤلاء ولكنها مجرد ارتعاشة موت لا يقظة الحياة ... وقد حان لهويدى ولزمرته ان يفتحوا عيونهم جيدا لضياء النهار وان يتفهموا الحقائق بمعزل عن رؤاهم الضيقة وافكارهم المغرفة فى الخيال والامال الواهمة ..


تحياتى


والى لقاء قريب....