إباء . وكالات
منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في شهر مايو (أيار) ٢٠٠٣، وردت تقارير عن وجود ٢٧٠ مقبرة جماعية. وفي أواسط شهر كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٣ ارتفع رقم المواقع التي تم توثيق وجودها إلى ثلاثة وخمسين موقعا. بعض هذه المقابر يحمل عشرات الجثث التي ربطت أذرعتها معا، وجماجم مثقوبة بفعل إطلاق الرصاص من الخلف، لكي تكون أبلغ شهادة على إعدام أصحابها. كما أن هناك آلاف الجثث المكدسة في مقابر أخرى تمتد مئات الأمتار. وسوف تقدم هذه الأرقام دليلا على جرائم فظيعة ارتكبت بحق الإنسانية، وبحق الشعب العراقي المظلوم. والمقبرة التي اكتشفت أخيرا ضمن سلسلة من الأدلة التي يأمل المحققون في أن تساعدهم على إدانة دكتاتور العراق السابق صدام تبدأ من مقبرة جماعية كشفت عنها الرياح في الصحراء القريبة من بقايا مدينة الحضر التاريخية شمال العراق. وهذه المقبرة التي تضم رفات حوالي ۲۵۰۰ شخص، معظمهم من النساء والأطفال، هي واحدة من المقابر الجماعية المنتشرة في أنحاء البلاد. ولكنها الأولى، التي يقوم بأعمال التنقيب فيها فريق تحقيق أميركي يعمل مع محكمة عراقية خاصة لإعداد ملف الاتهام ضد صدام وآخرين من مسؤولي حكومته.
وقال مسؤول كبير في المحكمة العراقية إن المحكمة تعتزم البدء بأول محاكمة لصدام أواخر الصيف أو أوائل الخريف في قضية تركز على قتل ما يقرب من ۱۶۰ شخصاً من بلدة الدجيل التي تقع شمال بغداد، وفيها عدد كبير من الشيعة، بعد أن نجا الدكتاتور السابق من محاولة اغتيال هناك في الثمانينات.
ولكن المستشارين القانونيين الأميركيين يقولون: إن مقبرة الحضر تحمل الدليل على ما يمكن أن يكون واحداً من أوسع الاتهامات ضد صدام، بشأن مسؤوليته عن قتل ما يصل إلى ۱۰۰ ألف من الأكراد العراقيين أواخر الثمانينات، بعضهم بالسلاح الكيماوي. ويقول المستشارون أن ملف هذه الاتهامات يمكن أن يعد في وقت لاحق من العام الحالي. وقال مسؤولون عراقيون الأسبوع الماضي انه يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى ۱۲ قضية اتهام ضد صدام والمتهمين الآخرين. وكل قضية تتطلب محاكمة مستقلة. ويمكن للإدانات المتعددة أن تعني أحكاماً متعددة بالإعدام على أي متهم.
ووفقاً لغريغوري كيهوي الأميركي الذي أعد فريق التحقيق في مقبرة الحضر، فإن ما وجد هناك يظهر الأساليب التي مارس بها نظام صدام قتل الناس حيث وجد نصل البلدوزر التي حفرت خندقاً ودفنت الضحايا فيه وبقايا الرصاص الذي أطلق من الخلف حتى على رؤوس أطفال، وأشلاء طفل يتراوح عمره بين الثالثة والرابعة كان ما يزال يمسك بكرة ذات لونين أحمر وأبيض.
وفي مقابلاتهم مع صحيفة (نيويورك تايمز) وقناة (ديسكوفري تايمز) التلفزيونية قدّم كيهوي، كبير المستشارين الأميركيين للمحكمة من مارس ۲۰۰۴ حتى الربيع الحالي، وعدد من المحققين الآخرين، نظرة تفصيلية حول الكيفية التي تعد بها القضايا والملفات. غير أن ما يزيد على 50 مستشاراً أميركياً ظلوا يدربون مئات عدة من المحققين والقضاة العراقيين ممن لم يمتلك أحد منهم خبرة في قوانين حقوق الإنسان أو معالجة مثل هذه القضايا المعقدة. وقدّم الأميركيون الخبرة في الطب العدلي، بينما سعى العراقيون إلى توفير الشهود. وبنصيحة ومشورة الأميركيين، سيقرر العراقيون التهم التي توجه في المحاكمات.
وقد وثق المحققون الوثائق وأشرطة التسجيل التي استولت عليها البيشمركة الكردية أوائل التسعينات. وفي وثيقة مؤرخة في يونيو/ حزيران ۱۹۸۶ كان علي حسن المجيد (علي كيمياوي) يأمر القوات العراقية (بتنفيذ أعمال قصف عشوائي باستخدام المدفعية والهليكوبترات والطائرات في كل أوقات النهار والليل لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص الموجودين) في مناطق كردية. وفي شريط تسجيل صوتي يمكن سماع علي كيماوي وهو يصرخ في اجتماع لحزب البعث بشأن القرويين الأكراد (سأقتلهم جميعاً بالأسلحة الكيمياوية).
وقال غريغوري باو، الذي كان أحد مساعدي السيد كيهوي، انه في جلسة استماع جرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي كان علي كيمياوي المحتجز في أحد السجون في العراق في الوقت الحالي (يعترف تدريجياً وعلى نحو متزايد بما جرى) في كردستان. وقال: إن علي كيمياوي (كان يسعى لإلقاء اللوم على آخرين).
جانب مصور :
http://ebaa.net/khaber/2005/06/09/khaber007.htm
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار