يوم الاثنين الموافق الرابع من أيار كان يوم ميلاد الجمهورية الامريكية الحديثة، و تفعيل أقدم دستور علماني حي على وجه الارض.

و رغم احتفالات محطات الراديو و الشعب بمرور مئتين و تسع سنين على عمرها، يرى الكثيرون (ما يقارب نصف سكانها) أن أميركا اليوم تعاني من أزمة كبيرة بسبب وقوع حكومتها بين قبضة اليمين المسيحي المتطرف و اليمين السياسي المحافظ، بعد استغلال الاخيرَين للبيئة التي خلّفتها أحداث 11 سبتمبر من خوف و قلق و حاجة الاميريكيين لمن ينتقم من الفعلة و يحميهم من هجوم آخر محتمل طالما كرر الحزب الجمهوري قرب وقوعه، و ربَطه المسيحييون بإبتعاد الولايات المتحدة عن الطريق القويم.

مرة أخرى يعاني النظام العلماني القائم من هجمات المحافظين الذين يسعون لتغييره، فبينما يسعى بوش الى تعيين قضاة المحكمة العليا من أمثاله، يقوم المسيحييون بمحاولات متكررة لاستبدال المنهاج العلمي في المدارس من حقائق بيولوجية و جيولوجية بأقاصيص الكتاب المقدس و أساطيره، الأمر الذي يهدد مركز أميركا العلمي و الطبي في منافسة دول اوروبا و آسيا.

و عندما قام نظام بوش بملاحقة بعض الصحافيين و المؤسسات الاعلامية بسبب ما تبثه و يكتبونه، علّق بعض المراقبين أنه من المؤكد أن بوش يتلقى دروسا خاصة سرا من أساتذة مرموقين من إيران و السعودية في أصول الحكم الدكتاتوري المتخلف.

و لكن على الرغم من كل ما سبق، و مقارنة بالكثير من الدول و الانظمة، تبقى اميركا بألف خير كمركز للحريات الدينية و السياسية، و الأيام التالية ستكون أفضل.