اقتباس:  أيوب   كتب/كتبت  
النقاش في موضوع هل النظام موجود في الطبيعة منذ البدء وما علي عقولنا الا اكتشافه , أو ان عقولنا هي التي تضفي النظام علي الطبيعة كنور نسقطه عليها، هو جدل فلسفي , بمعني انك لن تجد اخي تشارلز , من حسم له .
ما يمكنني التأكيد عليه , هو ان عقولنا اكفأ في نواح منها في نواح اخري .الشعور الزائف بأن للعقل القدرة علي الخوض في اي مسئلة ماهو الا مجرد "شعور" وهمي يمكن رده الي التجريد ، فالعقل يتعلم التجريد عندما يكون الطفل في السادسة من عمره .والتجريد اداة هامة من ادوات العقل فبها يستطيع ان يتجاوز الظروف المحلية لينطلق الي افاق القوانين العمومية ، ولكن كما ان لكل اداة عقلية عيوبها , فمن عيوب التعميم هو هذا الشعور الزائف بالقدرة علي الخوض في كل امر.
العقل البشري مثله مثل القلب البشري واليد البشرية  كلُ تطور ليخدم ، مثالياً، متطلبات الانسان ، والانسان ساد علي ابناء عمومته بسبب قدراته العقلية ، فالاخلاق , وتبادل الخبرات باللغة ، والتجريد ، كلها وظائف انسانية حصراً ، ولكن علينا ان نكون واعين لعيوبها , فمثلاً الاخلاق الزائدة عن الحد قد تؤدي بصاحبها الي التهلكة ، وفي اللغة عيوب تصميمية كثيرة يهتم بها هواة العاب اللغة (هل تعرف متناقضة اهل كريت؟) .
كذلك التجريد ، اذ انه قد ينقلب نقمة علي صاحبه بأن يستهلك وقته في البحث الفلسفي في معانٍ مطلقة ، أو في افتراضات تجريدية ليس لها من اساس في الطبيعة ، لذلك علي الوعي ان يوقف التجريد في الوقت المناسب .
يقول فؤاد زكريا في كتابه "التفكير العلمي" : ان عملية التفكير الحرة التي نقوم بها معظم الوقت لا يمكن اعتبارها تفكيراً ، فالتفكير هو عملية احترافية ، يحجم صاحبها عن الخوض بعقله فيم لا يمكن الخوض فيه ويسوس عقله بحيث يجني اكبر فائدة من عملية التفكير ، اما عمليات التفكير التي نقوم بها معظم الوقت، فيمكن اعتبارها مجرد تداعي حر للمشاعر والافكار بدون اي احترافية حقيقية ، ومن ضمنها التساؤل عن اصل المادة من الزميل ، فهي عملية مهلكة للوقت وللمجهود بلا اي فائدة
تحية

أنا أخالفك الرأي في مسأله المحدوديه الذهنيه للتصدي لموضوعات شائكه كأصل الإنسان و نشأه الكون...فالأنسان طور أدواته الابستموليجيه ومع الزمن تصل الي التراكم المعرفي الثري بنظريات عن أصل الأنسان كنظريه التطور والانتخاب الطبيعي التي أستشف إيمانك بها.