عنوان الموضوع يدل على ربط بين الإسلام و الإرهاب، و أن الإسلام ما هو إلا منبع للإرهاب و الإرهابيين ... لكنني أردت في هذا الموضوع أن أراجع بعض ما كنت قد أقنعت نفسي به لسنوات طوال، و ما وجدته بعد البحث و التمحيص و التعمق في الدين أكثر من ذي قبل...

سأبدأ بقصة بسيطة حدثت يوم تفجيرات عمان المشؤومة، حيث اتصلت ليلتها بصديق لي يعيش وحيدا في عمان أطمئن على حاله، فلم أجد أن التفجيرات قد أصابته بسوء لكنني وجدت أن مجموعة قد حاصرته في زاوية و قامت بسلب كل ما كان يحمله من نقود. ليست هذه العقدة فالنقود و كما نقول "على الكندرة"، لكن فوجئت عندما قال لي أن أحدهم سأله:"ما رأيك بأسامة بن لادن و الزرقاوي؟" فلم يجب هو بأكثر من أنه لا يتابع الأخبار، فما كان رد ذلك اللص إلا أن قال: "أسامة و الزرقاوي أشرف منك و مني!!!"...

قصة بسيطة لكن لها معان مبطنة عديدة سأمر عليها بعد حين...

الآن سأتكلم عن نفسي، فقبل سنوات و في أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، خرجت أهلل و أكبر في الشارع و أوزع الحلوى احتفالا بالآلاف من الأبرياء الذين قضوا في ذلك الحادث، و بعدها حين قام الغزو على أفغانستان كنت أعتكف مصليا أدعو الله أن ينصر طالبان على الأعداء، و كنت كلما رأيت ذلك المقطع الذي يقوم فيه رجل من طالبان بإطلاق رصاصة على رأس تلك المرأة المسكينة أقول :"تبا لها، تستحق بكل تأكيد!!!"....

لكن الآن، و خصوصا بعد الضربة الموجعة التي تلقاها بلديو التي لم يذهب ضحيتها سوى مجموعة بريئة كانت تنشد الفرح في أيام الشتاء الباردة قررت أن أخرج عن صمتي و أقول ما يدور في خلدي.

سأتحدث أولا عما يسميه الناس "نظرية المؤامرة"، و ذلك بعرض قصة قصيرة:
بعد التفجيرات بيوم زارنا أقرباء لنا، و طبعا بدأ الحديث و التعليقات على التفجيرات كأن الشخص فيهم ختم العلم و دفن كل السياسيين في العالم و بدأ يتحدث و هو قاعد على قبورهم العفنة، و انطلقت التبريرات من هنا و هناك تحاول تبرأة القاعدة و الزرقاوي كالزعم بأنها أمريكا لأنها تريد موطئ قدم لها في الأردن و ما إلى ذلك...
لكن عند مواجهتي لهم بالحقيقة "المؤلمة" بأن الفاعل هو الزرقاوي و القاعدة قامت قيامتهم و بدؤوا بتوجيه أصابع الاتهام لي بالتخاذل و تصديق الدعايات المغرضة و ما إلى ذلك...

الآن لو كانت أمريكا هي فعلا من يقوم بذلك، أليس بإمكان الزرقاوي أو بن لادن أو غيرهم الظهور على شريط فيديو أو حتى على موقع على الإنترنت لينفوا مسؤوليتهم عن تلك الأحداث؟؟؟

سؤال بسيط ألقيته لهم فسكتوا و لم تتحرك شفاههم هذه المرة للرد على ذلك الشاب المسكين الأهبل الذي لا خبرة له في الحياة كما هي خبرتهم!!!

فعلا ... لو لم يكونوا هم من قاموا يهذه الجرائم لنفوا مسؤوليتهم بكل سهولة!!!

إذن و كبداية، فم يقوم بتلك الجرائم هم مسلمون.

الآن تلك الفكرة العجيبة عند معظم المسلمين بأن كل مسلم هو ملاك و يستحيل أن يفتعل أي خطأ ... تلك فكرة مجنونة بصراحة فالمجرمون موجودون في كل الديانات و المعتقدات و منها الإسلام فلماذا ننكر أن يقوم الزرقاوي بجرائمه المعهودة؟!!!!

لم أنتهِ بعد لكن الوقت يداهمني و يطالبني بالانطلاق إلى محاضرتي!!! :D

لي عودة بالتكملة إن شاء الله (f)